زرّاع بذور الحرية في إيران: نضال من أجل العدالة في ظل الشجاعة
الشجاعة التي تتفجر من قلب السجون الإيرانية تمثل نموذجًا لروح المقاومة والتطلع نحو المثل العليا، حتى في أصعب الظروف. خمسة من السجناء السياسيين في سجن إيفين، الذين هم من مؤيدي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمحكوم عليهم بالإعدام، قد كتبوا رسالة علنية ليس فقط للاحتجاج على أحكام الإعدام الصادرة بحقهم، ولكن أيضًا للتأكيد بشجاعة على أهداف الحرية والعدالة لإيران.
وفي رسالتهم، يتحدث هؤلاء السجناء صراحةً عن “قتلة رضا رسايي ومحمد قبادلو وآلاف الشبان في هذا البلد”، متهمين إياهم بأنهم يتحدون بأفعالهم حق الشعب الإيراني في السيادة. ينتقدون نظام ولاية الفقيه باعتباره نظامًا غير شرعي ومعادٍ للإنسانية، متسائلين، “ما هي الشرعية التي يمكن أن يمتلكها القضاء والمحاكم والمدعي العام؟”
وهذا الكلام، الممزوج بالشجاعة والوضوح، يُظهر عمق الظلم الذي يتحمله هؤلاء السجناء وغيرهم من السجناء السياسيين في إيران. من خلال الإضراب عن الطعام وكتابة هذه الرسالة، يصرخون ليس فقط من أجل حياتهم ولكن أيضًا من أجل تسليط الضوء على الوضع المقلق لحقوق الإنسان في إيران.
ويعلن السجناء في رسالتهم: “لذا نحن وجميع السجناء السياسيين المحكوم عليهم بالإعدام، لا نطلب العدالة إلا من شعب إيران المظلوم، ومن وحدات الانتفاضة البطولة والضمائر المستيقظة، وهذا يكفينا ويشرفنا!” يُظهر هذا القسم من الرسالة الرابط العميق بين نضالهم ودعم المجتمع المدني والثوار، مؤكدًا أنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة من أجل الديمقراطية والحرية.
نضال هؤلاء السجناء يبعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي: إنهم يطالبون بوقفة عالمية ضد عقوبة الإعدام وغيرها من أشكال الظلم المنهجي. وعلى الرغم من ذلك، تمثل هذه الرسالة ليست فقط إعلانًا سياسيًا، بل دعوة لجميع السجناء والنشطاء لمواصلة الكفاح، بأمل أن يتحقق يومًا ما مجتمع أكثر عدالة وحرية لجميع الإيرانيين. قصص كهذه، حيث تتشابك الشجاعة والأمل، ستظل مصدر إلهام وتأمل للجيل الحالي والأجيال القادمة.