سقوط الأسد يثير قلقاً في إيران وتوجيه اتهامات لتركيا
أحدث سقوط نظام بشار الأسد مؤخراً حالة من الارتباك العميق داخل النظام الإيراني، حيث أعرب المسؤولون عن مخاوفهم من تداعيات هذا الحدث على “محور المقاومة” الذي يعتبر العمود الفقري لأيديولوجية الجمهورية الإسلامية. تصريحات عديدة أظهرت القلق من تأثير هذا التطور على التحالفات الإقليمية للنظام، مع توجيه اتهامات لتركيا والولايات المتحدة.
تصريحات المسؤولين الإيرانيين
أحمد علم الهدى، إمام جمعة مشهد وممثل الولي الفقیة علي خامنئي، تحدث في خطبته يوم 13 ديسمبر عن “الأحداث المؤلمة والمقلقة” التي تشهدها المنطقة، متهماً تركيا بأنها “أداة في يد الولايات المتحدة” تسعى لزعزعة الاستقرار الإقليمي. كما انتقد بشدة الأصوات المعارضة داخل إيران، متهماً إياها بنشر اليأس والتشكيك في جدوى محور المقاومة، وأشاد بدور خامنئي في مواجهة هذه المحاولات.
وفي بيرجند، شدد الملا عليرضا نوفرستي في خطبته على أهمية محور المقاومة في السياسة الإيرانية، محذراً من أن الشكوك حول صموده قد تقوّض ثقة الشعب بالنظام. وأشار إلى العلاقة الاستراتيجية بين إيران وسوريا قائلاً: “على مدى 44 عاماً، قدمت سوريا دعماً غير مشروط للجمهورية الإسلامية، حتى خلال الحرب الإيرانية-العراقية، متحملة تكاليف اقتصادية كبيرة”.
اتهامات بالخيانة وتجاهل النصائح
وفي مدينة إيلام، ألقى الملا محمد كريميتبار باللوم على النظام السوري، قائلاً إن سقوط الأسد جاء نتيجة “تجاهل نصائح الولي الفقیة” والاعتماد على الوعود الغربية. واعتبر تقارب الأسد مع الولايات المتحدة “خيانة لمحور المقاومة”، محذراً من أن “ما حدث في سوريا يجب أن يكون درساً للمسؤولين الإيرانيين”.
انعكاسات سقوط الأسد على النظام الإيراني
رأى كريميتبار أن سقوط الأسد يمثل تهديداً مباشراً لإيران، قائلاً: “إذا فشلنا في حماية محور المقاومة، فعلينا أن نتوقع مواجهة نفس السيناريو في شوارع طهران”. وأكد على ضرورة التمسك بتحالفات النظام الإقليمية لمواجهة ما وصفه بالعدو الذي يسعى لتدمير الجمهورية الإسلامية.
خسائر أيديولوجية وجيوسياسية
يُعتبر سقوط الأسد بمثابة ضربة مزدوجة لإيران؛ فقد خسرت حليفاً استراتيجياً ودعامة أيديولوجية لمحور المقاومة. هذا التطور يعكس أزمة أعمق للنظام الإيراني الذي يواجه تحديات متزايدة على المستويين الإقليمي والداخلي، وسط تصاعد الضغوط الاقتصادية والسياسية والسخط الشعبي.


