شباب الانتفاضة یستهدف مراكز قمع النظام: تقرير عن عمليات شباب الانتفاضة في ديسمبر
ظهرت “شباب الانتفاضة” كظاهرة جديدة في التاريخ السياسي لإيران. حتى قبل بضع سنوات، لم يكن لهذا المصطلح وجود في المعجم السياسي للبلاد. الثورة، الانتفاضة، والمعارضة البديلة كلها أصبحت متجسدة في تعبير واحد موجز: “قوة قتالية ثورية على أرض الوطن”.
تمثل شباب الانتفاضة جوهر القوة الثورية التي تعمل داخل إيران. وتكتسب العناصر الأخرى للحركة معناها الحقيقي فقط فيما يتعلق بهذه الوحدات؛ وإلا فإنها تخاطر بأن تُعتبر مجرد ضوضاء سياسية أو تمهيداً لتسويات خارجية تهدف إلى الاستيلاء على الثورة تحت ستار السلام والمصالحة.
الثورة وجوهرها في الداخل
أساس المعارضة الحقيقية والبديل للنظام متجذر بعمق داخل الوطن. ولغة الثورة تُعبر عن نفسها من خلال الانتفاضة النارية للشعب. وفي هذا السياق، شهد شهر ديسمبر سلسلة من العمليات الاستثنائية التي نفذتها شباب الانتفاضة، مما يبرز إصرارها المستمر على تحدي النظام من الداخل.
سياق العمليات
وقعت هذه العمليات في وقت كان فيه النظام يواجه أزمات متعددة. سقوط نظام الأسد في سوريا وتراجع العمق الاستراتيجي لإيران خلقا تحديات كبيرة. بينما لجأ علي خامنئي، الولي الفقيه للنظام الملالي، إلى الإعدامات والترهيب لقمع احتجاجات الشعب الذي يعاني من صعوبات اقتصادية وقسوة الشتاء. وفي هذا المناخ المتوتر، أشعلت شباب الانتفاضة شعلة المقاومة، مجسدة شعار: “النار هي الرد على الإعدامات”.
الجولة الأولى من العمليات في ديسمبر
بدأت الجولة الأولى من العمليات يوم الأربعاء، 6 ديسمبر. واستهدفت رموز القمع في مدن مثل كرج، طهران، شوشتر، خرم آباد، كرمان، سبزوار، ورامين، ودزفول. في 8 ديسمبر، هاجمت شباب الانتفاضة، احتجاجًا على إعدام السجناء السياسيين، مراكز قوة النظام:
- شوشتر: انفجارات في مركز المسمي إمام الهادي (يُذكر أن النظام يستخدم هذه الأسماء الدينية لأغراضه السياسية).
- رفسنجان: انفجار في مركز “لجنة استغلال موارد المظلومين”.
- أورمية: إحراق قاعدة للبسيج تستهدف الطلاب.
- قصرقند: إحراق قاعدة للبسيج تستهدف المعلمين.
- آشخانه، خراسان الشمالية: حرق لافتة لخامنئي.
- شيراز: إشعال النار في نصب لقاسم سليماني.
- نيكشهر: تدمير مركز مراقبة تابع لحرس النظام الإيراني.
- طهران: إحراق صور رئيسي وسليماني.
- شاهين شهر: إحراق لوحة دعائية للبسيج.
الجولة الثانية من العمليات في ديسمبر
في الجولة الثانية، في 10 ديسمبر، شنت شباب الانتفاضة هجمات مضادة على مراكز قمع النظام ردًا على الإعدامات القضائية. وامتدت العمليات إلى عدة مدن، منها الأهواز، زاهدان، زهك، كيش، إيرانشهر، طهران، كرج، وقائمشهر.
الجولة الثالثة من العمليات في ديسمبر
في وقت لاحق، في 13 ديسمبر، وخلال الجولة الثالثة من العمليات، رفعت شباب الانتفاضة لافتة كبيرة في دزفول تحمل شعار: “الطريق الوحيد للحرية هو جيش الحرية والحرب المئة ضعف بالهجوم الأقصى”. تبعت هذا العمل هجمات استهدفت مراكز القمع:
- هميونشهر، أصفهان: ست انفجارات في صناعات القوات البرية التابعة لحرس النظام الإيراني.
- الأهواز: انفجار في مركز المسمی الإمام الحسين (يُذكر أن النظام يستخدم هذه الأسماء الدينية لأغراضه السياسية).
- طهران: انفجار في قاعدة للباسيج على طريق الإمام علي السريع.
الجولة الرابعة من العمليات في ديسمبر
في يوم الاثنين، 25 ديسمبر، وفي الجولة الرابعة من العمليات خلال الشهر، ردت شباب الانتفاضة على 113 حالة إعدام تم الكشف عنها في ديسمبر و613 حالة إعدام في فترة الحكومة الحالية. استهدفت هجماتهم مراكز القمع التابعة للنظام في عدة مدن:
- زاهدان: أربع انفجارات في لواء سلمان 110 التابع لحرس النظام الإيراني.
- مشهد: انفجار في مركز المسمی إمام المهدي (يُذكر أن النظام يستخدم هذه الأسماء الدينية لأغراضه السياسية).
- طهران: انفجار في قاعدة لقوات البسيج.
- زاهدان: إشعال النار في قاعدة للبسيج.
- حي طهرانسر بطهران: حرق لوحة دعائية للبسيج.
- كرج: إحراق صور الخميني وخامنئي.
- أسفرايين: حرق لوحة لخامنئي.
- نجف آباد: إشعال النار في لوحة لقاسم سليماني.
- سنندج: تدمير مركز استخبارات تابع لوزارة المخابرات.
- بجنورد: إشعال النار في مركز استخبارات حرس النظام الإيراني.
مقاومة رمزية
من خلال هذه العمليات المنسقة والمستمرة، أرسلت شباب الانتفاضة رسالة تحدٍ واضحة. أعمالهم تمثل مقاومة أوسع ضد نظام يعتمد على الإعدامات والترهيب للحفاظ على سيطرته. باستهداف رموز النظام ومراكزه التشغيلية، يضيئون طريق المقاومة النارية ردًا على القمع والظلم.
بينما تستمر شباب الانتفاضة في نضالها داخل الوطن المكبل، تحافظ على شعلة الأمل لإيران حرة، متحدية النظام القمعي عند كل منعطف بسعيها الدؤوب لتحقيق العدالة والحرية.