جامعة الدول العربية تدعو إيران للامتناع عن الأعمال التي تزعزع استقرار سوريا
وفقًا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس، في بيان صدر يوم الخميس، 26 ديسمبر 2023، حثت جامعة الدول العربية النظام الإيراني على الامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى “تأجيج الفتنة والخلافات” في سوريا. جاء هذا النداء عقب الإطاحة ببشار الأسد، الرئيس السوري السابق وحليف طهران الرئيسي، في الثامن من ديسمبر، مما أنهى عقودًا من حكم عائلته. لجأ الأسد بعد ذلك إلى روسيا، أحد أبرز داعميه.
ومع سقوط حكومة الأسد، تمكنت قوات تحرير الشام، المعارضة لنظام الأسد، من السيطرة على مدن سورية، وصولاً إلى دمشق. بعد أن حاولت العام الماضي إعادة دمج حكومة الأسد في المنظمة، تؤكد الجامعة العربية الآن على أهمية احترام السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية واستقرار سوريا. أكد البيان أيضاً أن جميع الأسلحة يجب أن تكون تحت سيطرة الحكومة الشرعية وأن جميع المجموعات المسلحة غير القانونية يجب أن تُحل. علاوة على ذلك، عبرت الجامعة عن معارضتها لـ “أي تدخلات أجنبية مدمرة.”
وتضمن البيان إشارة إلى بعض التصريحات من مسؤولي النظام الإيراني، وصفتها جامعة الدول العربية بأنها “مثيرة للجدل ومؤججة للخلافات.” ومع أنه لم يتضح أي التصريحات بالتحديد المقصودة، إلا أن القلق تصاعد عقب تصريحات من علي خامنئي، الوليالفقیة لإيران، الذي تنبأ سابقًا بأن “مجموعة قوية ومشرفة” ستظهر في سوريا بعد سقوط الأسد.
ورداً على ذلك، نفى إسماعيل بقائي، المتحدث باسم النظام الإيراني، الادعاءات بتدخل إيران في سوريا ووصفها بأنها “لا أساس لها”، مؤكدًا على التزام طهران بالسلامة الإقليمية والوحدة الوطنية لسوريا.
يوم الثلاثاء، 24 ديسمبر 2023، طالب أسعد حسن الشيباني، وزير الخارجية السوري الجديد، النظام الإيراني بشكل صريح بأن يحترم السيادة الوطنية لسوريا ومطالب شعبها.
وقال الشيباني يوم الثلاثاء في رد على التطورات الأخيرة وتصاعد التوترات في سوريا: “يمكن أن يؤدي استمرار التدخلات الخارجية، وخاصة من جانب النظام الإيراني، إلى توسع الفوضى في البلاد.” وأضاف أن أي تدخل يجب أن يكون ضمن إطار احترام استقلال سوريا ورغبة شعبها.
تمثل هذه الأحداث تحولاً كبيرًا في ديناميكيات السياسة الإقليمية، خاصةً في ضوء العلاقة الطويلة بين طهران ودمشق. يعكس الموقف الحازم للجامعة العربية قلقًا إقليميًا أوسع بشأن تأثير النظام الایراني في سوريا، خاصة في أعقاب التحولات السياسية الكبرى. ومع تنقل سوريا خلال هذه الأوقات الحرجة، تظل أعين المجتمع الدولي مركزة على خطوات إيران المقبلة في المنطقة.