الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

احتجاجات وإضرابات تجتاح البازار الكبير في طهران 

انضموا إلى الحركة العالمية

احتجاجات وإضرابات تجتاح البازار الكبير في طهران 

احتجاجات وإضرابات تجتاح البازار الكبير في طهران 

احتجاجات وإضرابات تجتاح البازار الكبير في طهران 

في 29 كانون الأول/ديسمبر، شهد البازار الكبير في طهران موجة واسعة من الاحتجاجات شاركت فيها قطاعات تجارية مختلفة، وسط دعوات متزايدة للتدخل الحكومي الفوري لمعالجة ارتفاع الأسعار والتضخم المستمر الذي يهدد الاقتصاد المحلي. خلال الأسابيع الماضية، انخفضت قيمة الريال إلى مستويات قياسية منخفضة، حيث تم تداوله بأكثر من 800,000 مقابل الدولار الأمريكي، مما أدى إلى تعطيل العديد من القطاعات. في الوقت نفسه، لا يزال التضخم المرتفع يدفع المزيد من السكان إلى الفقر والبؤس. وفي غضون ذلك، لا يفعل النظام شيئًا لتلبية احتياجات الشعب، ويهدر موارد البلاد على الإرهاب والأسلحة النووية.

في قلب طهران، بالقرب من ساحة ميدان، أغلق تجار الذهب متاجرهم للمشاركة في الاحتجاجات. يتسم متداولو الذهب بحساسية خاصة تجاه التغيرات الاقتصادية بسبب التأثير المباشر للتضخم وانخفاض قيمة العملة على سوق الذهب. استخدام السلطات لقوات الأمن لمواجهة المتظاهرين في هذا السوق يعكس الأهمية الاقتصادية الكبيرة والتوتر الشديد الذي نشأ.

أظهر تجار الأحذية والأقمشة، الذين يمثلون جزءًا كبيرًا من النشاط التجاري للسوق، تضامنًا قويًا في مواجهة التحديات الاقتصادية من خلال إغلاق متاجرهم والانضمام إلى الخطوط الأمامية للمتظاهرين. يؤدي ارتفاع أسعار المواد الخام وارتفاع تكاليف الإنتاج إلى تحميل هذه الفئات عبئًا كبيرًا، مما يهدد استمرارية أعمالها ويعرض سبل عيشها للخطر.

تعكس مشاركة تجار من سوق عباس آباد في الاحتجاجات تضامنًا واسع النطاق بين التجار في مختلف الأسواق في طهران. وتظهر هذه المشاركة الفاعلة وحدة المطالب بين مختلف المتعاملين في السوق وتؤكد الرغبة المشتركة في مواجهة التحديات الاقتصادية الحالية، حيث تدعو جميعها إلى تدخلات حكومية لتحقيق الاستقرار في الأسعار وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

يؤدي الفساد المستشري على جميع مستويات الحكومة إلى تفاقم الأزمة، حيث يعتقد الكثيرون أن النظام الحالي لا يعالج المشاكل الجذرية للاقتصاد بل يزيد من تعقيدها. وفي هذا السياق، يعتقد المراقبون أن الاحتجاجات يمكن أن تتصاعد إلى حركة أوسع قد تؤدي إلى انتفاضة إذا لم تتخذ الحكومة خطوات جادة للإصلاح.

تعكس هذه الاحتجاجات حالة عامة من الغضب الشعبي والرغبة في التغيير، مع التأكيد على أن المطالب الاقتصادية يمكن أن تكون شرارة لتحولات سياسية أكبر في إيران، مما يشير إلى أن الاستقرار الاقتصادي بعيد المنال في ظل السياسات الحالية ويمكن أن يؤدي إلى تغييرات جذرية في البنية السياسية للبلاد.

بالتزامن مع الإضرابات في بازار طهران، اجتاحت الاحتجاجات مناطق مختلفة من إيران، بما في ذلك الأهواز وشوش وإيلام وسيرجان وأصفهان وقائم شهر، مما يمثل تصعيدًا كبيرًا في الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية المستمرة في البلاد. استجابت هذه الاحتجاجات التي نظمها موظفون ومتقاعدون من مختلف القطاعات للصعوبات الاقتصادية المستمرة وإهمال الحكومة.

في الأهواز، جنوب غرب إيران، تجمع المتقاعدون المرتبطون بمنظمة الضمان الاجتماعي في مظاهرة صاخبة. وهتف المتظاهرون “لقد نهبوا إيران ودمروا حياتنا”، معربين عن إحباطهم من تدهور مستويات المعيشة وأوجه القصور في صناديق التقاعد. تسلط شكاواهم الضوء على مشكلة أوسع نطاقًا تتعلق بسوء الإدارة الاقتصادية التي دمرت حياتهم وسبل عيشهم.

وبالمثل، في شوش، عبر المتقاعدون عن نفس المشاعر، ونظموا احتجاجًا للمطالبة بتعديلات على معاشاتهم التقاعدية بناءً على زيادة تكاليف المعيشة. وقد عزز إهمال الحكومة المستمر لهذه القضايا عزم المتقاعدين على السعي لتحقيق العدالة.

في الشمال، في قائم شهر، استأنف المتقاعدون من صناعة الصلب احتجاجاتهم أمام مكاتب صندوق مازندران للصلب للتقاعد. تمثل مطالبهم المستمرة بإجراء تعديلات على معاشات التقاعد وفقًا لارتفاع تكاليف المعيشة جانبًا حاسمًا من التحديات الاقتصادية التي يواجهها المتقاعدون الإيرانيون.

امتدت الاحتجاجات أيضًا إلى المجالات الصحية والأكاديمية في إيلام، حيث تجمع موظفو جامعة إيلام للعلوم الطبية للاحتجاج على ما وصفوه ب”ظروف العمل السيئة والأجور المنخفضة والسياسات المدمرة”. تسلط شكاوى هذه المجموعة الضوء على عدم الرضا الواسع النطاق بين العاملين في القطاع العام الذين يواجهون عدم الاستقرار الاقتصادي.

في مدينة سيرجان الصناعية، تظاهر موظفو شركة فريكو لزيت الطهي ضد ستة أشهر من عدم دفع الأجور والتأمين المتأخر. ويعكس هذا الوضع الظروف الاقتصادية الصعبة داخل القطاع الخاص، مما يسلط الضوء على فشل الشركات في الوفاء بالالتزامات الأساسية تجاه موظفيها.

في أصفهان، وسط إيران، تجمع المتقاعدون من صناعات الصلب والتعدين للتعبير عن مطالبهم بزيادة معاشات التقاعد والحصول على الخدمات الأساسية. وتعكس محنتهم الصعوبات التي يواجهها العمال الصناعيون الأكبر سنًا، الذين تأثروا بشكل خاص بالركود الاقتصادي.

تعكس هذه الاحتجاجات الواسعة في مختلف المدن الإيرانية الإحباط العميق الذي يشعر به سكان هذه القطاعات بسبب تفاقم المشاكل الاقتصادية والشعور العام بأن الحكومة تتجاهل هذه القضايا دون اتخاذ خطوات فعالة لحلها.

Verified by MonsterInsights