توجيهات خامنئي لأئمة الجمعة وسط تصاعد الأزمة
في خطبة الجمعة الأخيرة بمدينة رشت، كشف الملا فلاحتی، ممثل خامنئي في محافظة جيلان، تفاصيل اجتماع مهم بين الوليالفقیة وممثلي المحافظات الـ31. وأشار إلى أن “قبل أيام قليلة، اجتمعنا نحن ممثلي الوليالفقیة في طهران. ثم يوم الاثنين، التقى هؤلاء الممثلون من جميع المحافظات بخامنئي، حيث قال: «أعطوا الناس الأمل وابتعدوا عن كل ما يسبب اليأس»” (تلفزيون النظام – 11 يناير 2025).
هذا الاجتماع غير المسبوق يبرز هشاشة الوضع الذي يمر به النظام. فبدلاً من إحالة هذه التعليمات إلى “مجلس تخطيط سياسات أئمة الجمعة”، استدعى خامنئي ممثليه شخصياً لإبلاغهم بتوجيهاته في ظل تصاعد حالة الاستياء.
وعكست خطب الجمعة في أنحاء البلاد رسالة خامنئي. ففي أردبيل، كرر الملا عاملي مخاوف خامنئي بشأن “الدعاية التي يمارسها العدو على الرأي العام”، قائلاً: “هناك ألف مجاهد يعملون خلف الحواسيب مستهدفين أكثر من 80 مليون شخص يومياً بأخبار سيئة ومقلقة”. وفي شيراز، حاول الملا دجكام طمأنة أنصار النظام قائلاً: “لا تخافوا ولا تنخدعوا بألاعيب الإعلام وحربه النفسية”.
أما في أصفهان، فقد وصف الملا محمودي استراتيجية العدو بأنها “مثلث يضم اليأس والخوف والانقسام”. وفي سمنان، حذر الملا مطيعي قائلاً: “لا تسمحوا للهجمات الإعلامية والدعائية بأن تهز إيمان المؤمنين في أعماق قلوبهم”.
إلى جانب الخطابات، أمر خامنئي بإطلاق سلسلة من الاستعراضات العسكرية لعرض القوة. وقد شهد هذا الأسبوع مناورات عسكرية من طهران إلى غرب إيران. ووصف العميد حسن زاده، قائد حرس النظام في طهران، هذه المناورات بأنها “استعراض للقوة”. في حين اعترف القائد العام لحرس النظام الایراني، حسين سلامي، خلال تفقده ما يسمى “المدن الصاروخية تحت الأرض”، قائلاً: “التطورات الإقليمية الأخيرة أثارت حالة من النشوة الزائفة لدى أعدائنا، ما دفعهم إلى تقديرات خاطئة بأن هذه التحولات قد أضعفتنا”.
ومع ذلك، تتناقض تصريحات سلامي مع الضغوط الواضحة التي يعاني منها النظام. ففي مناورات عسكرية بكردستان، قال: “يحاول العدو زراعة الشك وبناء صورة زائفة عن قوته لإيهامنا بأننا ضعفاء. لكننا لسنا فقط بنفس القوة التي كنا عليها من قبل؛ بل نحن أقوى بكثير”. ومع ذلك، تكشف نبرة دفاعه المتكررة عن تزايد هشاشة النظام.
لقد أدى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا إلى تفاقم هذه الأزمات، مدمراً أكثر من أربعة عقود من الاستثمارات الاستراتيجية ومليارات الدولارات من الإنفاق. واعترف العميد إثباتي، أحد قادة حرس النظام الذين عايشوا الهزائم في سوريا، قائلاً: “لقد خسرنا سوريا. لم يكن ذلك مدعاة للفخر؛ لقد تلقينا ضربة قاسية وخسرنا بشكل كبير، وكان ذلك مؤلماً للغاية” (تابناك – 8 يناير 2025).
تعكس توجيهات خامنئي وحملات الدعاية التي أطلقها محاولات النظام المستميتة للسيطرة على الأوضاع. ومع ذلك، فإن هذه الجهود تكشف ضعف النظام المتزايد، مما يزيد من تقويض شرعيته.