السيناتور ماركو روبيو: ضرورة اتخاذ موقف حازم لمواجهة تهديدات النظام الإيراني
قدم السيناتور ماركو روبيو، الجمهوري عن ولاية فلوريدا والمرشح السابق للرئاسة، نقدًا لاذعًا للنظام الإيراني خلال جلسة استماع لتأكيد ترشيحه لمنصب وزير الخارجية في 15 يناير 2025. وخلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، شدد روبيو على أهمية تبني نهج صارم تجاه طهران، مؤكدًا أن سياسات النظام الإيراني لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا للاستقرار الإقليمي والعالمي.
أشار روبيو إلى الإجراءات الحاسمة التي تم اتخاذها خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب، واصفًا إياها بأنها كانت أساسية في ردع الخصوم. وأوضح أنه خلال تلك الفترة، نجحت الولايات المتحدة في القضاء على تنظيم داعش، وقتلت القائد الإيراني قاسم سليماني، وأبرمت اتفاقات أبراهام التاريخية. ووفقًا لروبيو، فإن هذه الخطوات عززت أمن الولايات المتحدة وأظهرت قوة الدبلوماسية الأمريكية. وقال: «كانت قوة أمريكا [في الولاية الأولى لترامب] رادعًا لأعدائنا ومنحتنا نفوذًا قويًا في الدبلوماسية».
وميّز روبيو بشكل واضح بين الشعب الإيراني وحكامه، قائلاً: «اسمحوا لي أن أكون واضحًا: عندما أتحدث عن إيران، أعني الملالي، وليس الشعب الإيراني الذي يتمتع بثقافة غنية وعريقة». وأكد أن النظام في طهران في أضعف حالاته، مشيرًا إلى انسحابه من سوريا، وانهيار اقتصاده، ومعاناة البلاد من انقطاعات متكررة للكهرباء. وحذر روبيو من أن أي تنازلات تُمنح للنظام ستُستخدم فقط لتعزيز طموحاته النووية وإثارة الاضطرابات في الشرق الأوسط.
وعارض بشدة برنامج إيران النووي، مؤكداً: «لا يجب تحت أي ظرف من الظروف أن نسمح لإيران بأن تصبح قوة نووية أو أن تمتلك قدرات عسكرية تهدد جيرانها وتُحقق أهدافها طويلة المدى».
ودعا روبيو القوى الأوروبية – ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا – إلى تفعيل “آلية الزناد” لإعادة فرض العقوبات على إيران بحلول أكتوبر 2025، مشيرًا إلى استمرار طهران في انتهاك اتفاقياتها النووية. ووصف استراتيجية النظام الإيراني بأنها ذات مسارين: إما كسب الوقت أثناء الأزمات أو تعزيز قدراته النووية. وأعرب عن قلقه من إمكانية وصول مستويات تخصيب اليورانيوم إلى 90%، مما سيصعّب أي تدخل خارجي.
واتهم روبيو النظام الإيراني بمحاولة اغتيال مسؤولين أمريكيين، بمن فيهم الرئيس السابق ترامب وأعضاء إدارته. وقال: «لا يوجد نظام غير الجمهورية الإسلامية خطط على مدى سنوات لاغتيال رئيس حالي ومسؤولين أجانب لدولة أخرى».
وفي مواجهة مزاعم المسؤولين الإيرانيين الذين نفوا مثل هذه المخططات، أشار روبيو إلى تاريخ النظام في أخذ الرهائن واستخدام المعتقلين كأدوات لتحقيق مكاسب جيوسياسية، واصفًا هذه الممارسة بأنها “سوق عالمي” للدبلوماسية القائمة على الرهائن.
وتطرقت الجلسة أيضًا إلى التحديات التي تطرحها قوى أخرى مثل الصين وروسيا. وأشار روبيو إلى دور الصين في دعم النظام الإيراني من خلال شراء النفط، مما يتيح لطهران تمويل الجماعات التابعة لها والحفاظ على قبضتها على السلطة. وجدد التزامه بتوجيه السياسة الخارجية الأمريكية نحو حماية المصالح الوطنية وضمان أن كل دولار يُنفق يعزز الأولويات الأمريكية.
بصفته عضوًا مخضرمًا في لجنتي العلاقات الخارجية والاستخبارات بمجلس الشيوخ، لطالما دعا روبيو إلى اتخاذ موقف صارم ضد النظام الإيراني. وواصل انتقاداته لانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام وادعاءاته المضللة بشأن برنامجه النووي. وتتماشى مواقفه مع فلسفته الأوسع التي تركز على ضمان أمن أمريكا وقيمها في السياسة الخارجية.
وفي ختام كلماته، شدد روبيو على ضرورة التمييز بين الشعب الإيراني وحكامه القمعيين، مؤكداً دعمه لإيران حرة وديمقراطية. وأعاد التأكيد على التزامه بمقاومة أنشطة النظام المزعزعة للاستقرار وتعزيز السلام في المنطقة.
تصريحات روبيو تعكس استمرار سياسة “الضغط الأقصى” التي دافعت عنها إدارة ترامب، مما يشير إلى نهج حازم لمواجهة التهديدات القادمة من طهران.