استعادة الديمقراطية في إيران _ سترون ستيفنسون
نشر الكاتب والناشط المعروف في مجال حقوق الإنسان، سترون ستيفنسون، مقالًا تحليليًا في مجلة السياسة الدولية تناول فيه مستقبل إيران. وفي مقاله المعنون “استعادة الديمقراطية في إيران”، ينتقد ستيفنسون مقالة للرأي نشرها آيدين بناهي سابقًا في جيروزاليم بوست، بسبب تصويرها المثير للجدل للمعارضة الديمقراطية في إيران وترويجها لرضا بهلوي، ولي العهد المزعوم.
وفي تحليله، يفنّد ستيفنسون ادعاءات بناهي التي يرى أنها تتماشى مع دعاية وزارة المخابرات والأمن الإيرانية (MOIS). ويؤكد أن تصوير بناهي لبهلوي كمدافع عن الديمقراطية هو أمر بعيد عن الواقع، مشيرًا إلى أن “بهلوي لم يلعب أي دور في معارضة النظام الحاكم، لكنه يرى نفسه عائدًا إلى عرش الطاووس”. ويضيف أن النظام الملكي في إيران “مجرد أثر من الماضي”، موضحًا أن “بهلوي فشل في جمع المؤيدين أو تشكيل تنظيم موحد، مما يقوّض مصداقيته بشكل كبير”.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات بهلوي المثيرة للجدل، بما في ذلك دعمه المزعوم لحرس النظام الإيراني. ويبرز ستيفنسون السمعة السيئة لحرس النظام، قائلاً: “إن الحرس وميليشيات الباسيج التابعة له أطلقوا النار على معارضي النظام، واعتقلوهم، وعذبوهم، واغتصبوهم، وقمعوهم بوحشية في الداخل والخارج على مدار أربعة عقود”. ويصف محاولات بهلوي للتواصل مع الحرس النظام بأنها “مؤشر صادم على عدم شرعية الملكية”.
ويشير ستيفنسون إلى الهتافات التي يرددها المتظاهرون الإيرانيون، مثل “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي” و”لا للشاه، لا للملالي”، كدليل على رفض الشعب للنظامين الملكي والديني على حد سواء.
كما يسلط الضوء على الحملات الدعائية التي أطلقها النظام الإيراني ضد المعارضة الديمقراطية الرئيسية. ويقول: “بعد فشلهم في القضاء على المعارضة الرئيسية أثناء المجزرة المروعة لـ30,000 سجين سياسي عام 1988، أطلق الملالي حملة تشويه وترهيب ضدها”. ومع ذلك، يشير إلى أن هذه المعارضة قد حظيت بدعم دولي واسع، حيث وقع 137 من قادة العالم السابقين بيان تضامن معها.
ويؤكد المقال التزام المعارضة بإقامة جمهورية علمانية وديمقراطية. ويكتب ستيفنسون: “ترفض المعارضة بشكل قاطع جميع أشكال الديكتاتورية، سواء تحت حكم ديني أو شاه”. كما يستعرض رؤيتهم لمستقبل إيران قائلاً: “إن رؤيتهم تتمثل في استعادة الحرية والعدالة، والقضاء على التهديد النووي، وإنهاء الإرهاب الذي ترعاه الدولة”.
وفي تأملاته حول تاريخ إيران المضطرب، يأسف ستيفنسون قائلاً: “في عام 1979، هرب الشعب الإيراني من مقلاة الشاه ليقع في نار حكم الملالي”. ويحذر من أن العودة إلى النظام الملكي ستعيد دورة القمع، مؤكدًا: “بعد أكثر من 120 عامًا من الاستبداد والقمع، يتوق الشعب الإيراني الآن إلى سلام دائم، وحرية، وعدالة، وديمقراطية”.
وفي الختام، يسلط مقال ستيفنسون الضوء على صمود المعارضة الديمقراطية الإيرانية، وإصرارها على تحقيق تطلعات الشعب الإيراني نحو مستقبل حر وديمقراطي. وتعد انتقاداته لبهلوي وللدعاية التي يروّجها النظام تذكيرًا قويًا بالأهمية الكبيرة للنضال من أجل الحرية في إيران.