الرئيس السوري أحمد الشرع: “الميليشيات الإيرانية تهديد استراتيجي للمنطقة”
أدان الرئيس السوري أحمد الشرع بشدة الدور الذي لعبته الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا خلال حقبة نظام الأسد، واصفًا وجودها بأنه “تهديد استراتيجي” لسوريا والمنطقة بأكملها. وفي مقابلة مع قناة “تلفزيون سوريا” بتاريخ 4 فبراير، صرّح الشرع قائلاً: “كان وجود الميليشيات الإيرانية خلال النظام السابق تهديدًا استراتيجيًا عرّض المنطقة بأسرها للخطر”.
وأكد الشرع أن التدخل الإيراني لم يكن مجرد عامل سلبي على سوريا، بل كان أيضًا عاملًا أساسيًا في زعزعة الاستقرار الإقليمي. وقال: “الميليشيات المدعومة من إيران استخدمت سوريا كقاعدة لنشر الفوضى، وتهيئة الأوضاع التي كان من الممكن أن تؤدي إلى تفكك المنطقة بأكملها”.
وتشير تصريحات الشرع إلى تحول جذري في السياسة الخارجية السورية بعد سقوط نظام الأسد. فقد احتفظت إيران لعقود بوجود عسكري وسياسي قوي في سوريا، حيث دعمت الأسد عبر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وميليشيات تابعة مثل حزب الله. ولكن القيادة السورية الجديدة ترسل إشارات واضحة إلى أنها بصدد القطيعة مع هذا التحالف، وتسعى إلى استعادة السيادة السورية وإعادة الاندماج في المنظومة الإقليمية.
كما انتقد الشرع التأثير المدمر للميليشيات الإيرانية، مشيرًا إلى أن استمرار حكم الأسد لعشر سنوات أخرى كان سيؤدي إلى سيناريو مشابه للعراق، حيث تنقسم البلاد بين جماعات طائفية وميليشيات مدعومة من قوى خارجية.
وأوضح الرئيس السوري أن رؤيته لسوريا الجديدة تقوم على الاستقلال الوطني ووضع حدّ للتدخلات الخارجية، مؤكدًا: “لن تُحكم سوريا من قبل أي شخص أو قوة أجنبية، بل سيحكمها القانون”.
أولويات الحكومة السورية الجديدة تشمل:
- القضاء على الميليشيات الأجنبية، وخاصة تلك المرتبطة بإيران.
- منع سوريا من أن تكون ساحة للصراعات الخارجية.
- إصلاح الجيش وتحويله إلى مؤسسة وطنية تمثل جميع السوريين، بعيدًا عن أي أجندات خارجية.
كما شدد الشرع على أن حكومته تعمل بشكل مكثف لإعادة العلاقات مع الدول المجاورة، بعد أن شهدت توترًا كبيرًا بسبب سياسات الأسد والتدخل الإيراني. وقال: “نجري محادثات جادة لضمان أن تكون سوريا عامل استقرار في المنطقة، وليس مصدرًا للصراع”.
لطالما اعتبرت طهران سوريا “المحافظة الخامسة والثلاثين” في إطار ما أسمته بـ “العمق الاستراتيجي” لها في المنطقة. إلا أن انهيار حرس النظام الایراني وسقوط نظام الأسد وجّها ضربة قاسية لطموحات إيران، ما أدى إلى قطع الممر البري الذي كان يربطها بحزب الله في لبنان، وأضعف نفوذها الإقليمي بشكل كبير.