تقارير متعددة تكشف مخطط طهران السري لاغتيال الزعيم السوري
كشفت تقارير استخباراتية مسربة عن عملية إيرانية سرية تهدف إلى اغتيال الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، في محاولة من طهران لاستعادة نفوذها المتراجع في دمشق. وأفادت عدة مصادر إعلامية بهذا المخطط، من بينها قناة “المشهد” التي تتخذ من دبي مقرًا لها، وصحيفة “تركيه غازيتسي” التركية، وموقع “رأي اليوم” الإخباري العربي.
وبحسب هذه التقارير، تم التخطيط للمؤامرة خلال اجتماع سري عقد في مدينة النجف بالعراق، وضم مسؤولين إيرانيين كبارًا، وضباطًا سابقين في النظام السوري، وقادة ميليشيات إقليمية. ووفقًا للمعلومات المسربة، قاد الاجتماع اللواء حسين أكبري، القائد السابق لحرس النظام الإيراني، بمشاركة قائد قوة الجو فضائية في حرس النظام أمير علي حاجي زاده، إلى جانب عدد من كبار ضباط الاستخبارات الإيرانية.
انقلاب عسكري بمشاركة ميليشيات متعددة
تشير التسريبات إلى أن طهران سعت إلى تنفيذ انقلاب عسكري في سوريا بمساعدة حزب الله، وميليشيات الحشد الشعبي، وحتى بعض عناصر تنظيم داعش، حيث كان اغتيال الشرع جزءًا أساسيًا من هذا المخطط لإثارة الفوضى وتبرير تدخل عسكري إيراني أعمق.
وكشفت تقارير “رأي اليوم” أن الوفد الإيراني وعد بتقديم دعم لوجستي وأسلحة ومقاتلين للضباط السوريين المستعدين للتعاون، مع التركيز على زعزعة الاستقرار في مناطق رئيسية مثل السويداء، واللاذقية، وطرطوس، وحمص، والرقة، والحسكة، ودير الزور. كما أشارت التقارير إلى خطط إيرانية لإدخال مقاتلين من ميليشيات شيعية أفغانية وباكستانية، بما في ذلك “لواء زينبيون” و”لواء فاطميون”.
إضافة إلى ذلك، أوكلت مهام سرية إلى عناصر من حزب الله والحشد الشعبي، مثل إنشاء خلايا تحت الأرض، وتأمين مستودعات أسلحة، وتنفيذ عمليات تخريبية. وتوضح التسريبات أن فصيلًا داخل النظام السوري السابق، يضم شخصيات عسكرية بارزة مثل اللواء أسعد علي والعميد عادل سرحان، شارك في اجتماع النجف وأعرب عن دعمه للانقلاب.
منذ سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، واجه النظام الإيراني انتكاسة استراتيجية كبيرة، حيث خسر سيطرته المباشرة على الممرات العسكرية والاقتصادية الحيوية في سوريا. ويرى محللون أن طهران تعتبر إدارة الشرع تهديدًا لوجودها المستمر في البلاد، خاصة بعد الإجراءات الأخيرة ضد الميليشيات المدعومة من إيران والتوجه الجديد لدمشق نحو الابتعاد عن نفوذ طهران.
وتشير التسريبات الاستخباراتية إلى أن الاستراتيجية الإيرانية تشمل أيضًا تأجيج الصراعات الداخلية في سوريا من خلال استغلال التوترات الطائفية والعرقية. ومن بين الخطط الإيرانية، وفقًا للمعلومات المسربة، إشعال تمردات مسلحة في مناطق الدروز ومعاقل العلويين، إلى جانب تعزيز النفوذ الإيراني في المناطق الساحلية عبر شبكات خاضعة لحزب الله.