تزايد الإعدامات في إيران: تصعيد غير مسبوق وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان
تشهد إيران ارتفاعًا خطيرًا في تنفيذ أحكام الإعدام، مما يعكس تصعيدًا غير مسبوق في قمع المعارضين والناشطين والمتهمين بجرائم لا تستوجب العقوبة القصوى وفقًا للمعايير الدولية. فبحسب تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، نفذت السلطات الإيرانية 853 عملية إعدام خلال عام 2023، وهو أعلى عدد يُسجل منذ ثماني سنوات. كما وثقت تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان تنفيذ أكثر من 900 عملية إعدام خلال عام 2024، منها 31 امرأة، مما يجعله أعلى معدل منذ 17 عامًا.
بحسب تصريح أحمد بخارائي، وهو خبير حكومي إيراني، يوجد حاليًا 7,000 شخص ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام في إيران، حيث تحتجز السلطات الكثير منهم في زنازين انفرادية قبل تنفيذ الأحكام. ويؤكد هذا التصريح الصادر عن مسؤول حكومي أن النظام الإيراني يستخدم الإعدام كأداة أساسية لبث الرعب والسيطرة على المجتمع، وليس كوسيلة لتحقيق العدالة.
وفي كثير من الحالات، يتم تنفيذ الأحكام بعد محاكمات غير عادلة، حيث تستند الإدانات إلى اعترافات انتُزعت تحت التعذيب، أو محاكمات تفتقر إلى الحد الأدنى من الإجراءات القانونية الواجبة. وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن السلطات الإيرانية لا تزال تستخدم عقوبة الإعدام على نطاق واسع ضد الأقليات المضطهدة، مثل البلوش والأكراد والعرب، بالإضافة إلى المعارضين السياسيين الذين يتم تصفيتهم تحت ذرائع واهية.
أدانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان هذه الممارسات القمعية، معتبرة أن استخدام عقوبة الإعدام في إيران يخالف القانون الدولي. ودعت هذه الجهات النظام الإيراني إلى وقف عمليات الإعدام فورًا وضمان محاكمات عادلة تتماشى مع المعايير الحقوقية الدولية.
لكن رغم الإدانات الدولية، يواصل النظام الإيراني تصعيد عمليات الإعدام كأداة لبث الخوف وإسكات الأصوات المعارضة، خصوصًا في ظل الأوضاع الداخلية المتأزمة التي يواجهها النظام، بما في ذلك الاحتجاجات الشعبية المتكررة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية الحادة.
في ظل استمرار موجة الإعدامات، يتعين على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد النظام الإيراني، بما في ذلك فرض عقوبات أشد على المسؤولين عن هذه الانتهاكات، ودعم الجهود الدولية لمحاسبة النظام على جرائمه ضد الإنسانية. إن تصاعد عمليات الإعدام في إيران يعكس وحشية النظام الإيراني في مواجهة الشعب، مما يتطلب استجابة دولية قوية وحازمة لمنع استمرار هذه الجرائم.


