الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

خطاب خامنئي في النوروز… ما لم يُقال عن الهزائم القاتلة في عام 1403 الإيراني

انضموا إلى الحركة العالمية

خطاب خامنئي في النوروز... ما لم يُقال عن الهزائم القاتلة في عام 1403 الإيراني

خطاب خامنئي في النوروز… ما لم يُقال عن الهزائم القاتلة في عام 1403 الإيراني

خطاب خامنئي في النوروز… ما لم يُقال عن الهزائم القاتلة في عام 1403 الإيراني

رغم محاولته التظاهر بالقوة والثقة، بدأ الولي الفقيه الإيراني علي خامنئي رسالته وخطابه بمناسبة عيد النوروز لعام 1403 (الموافق للفترة بين 20 مارس/آذار 2024 حتى 20 مارس/آذار 2025) بإشارات واضحة إلى سلسلة من الهزائم القاتلة التي هزّت النظام الإيراني خلال هذا العام.

وقال خامنئي في كلمته: «كان عام 1403 عاماً مليئاً بالأحداث. الأحداث التي تكررت هذا العام تشبه تلك التي وقعت في عام 1360 (1981)، وكانت صعبة ومليئة بالمعاناة».

تشابه قاتل مع عام الثورة 1981

عام 1360 (1981) في ذاكرة الإيرانيين هو عام مفصلي، بدأ في 20 يونيو/حزيران حينما ارتكب مؤسس النظام، روح الله الخميني، مجزرة ضد تظاهرة سلمية ضمت نصف مليون شخص. تلا ذلك موجة من الإعدامات الجماعية بحق فتيات وفتيان، ما أفقد النظام شرعيته إلى الأبد. وفي 27 سبتمبر/أيلول من نفس العام، تمكّن نشطاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من كسر هيبة النظام بهتافهم: «شاه، سلطان الولاية، قد حان موتك»، فاتحين بذلك صفحة جديدة من المقاومة الثورية.

خامنئي المحاصر يشتم رائحة السقوط

اليوم، يجد الولي الفقيه المأزوم نفسه محاصراً بين الانهيار الداخلي والغليان الشعبي، ويشعر بأن رياح السقوط تهبّ من كل صوب. ولهذا، استعاد مشهد عام 1981 وقارنه بهزائم عام 1403، قائلاً: «في بداية العام، استشهد المرحوم السيد رئيسي. وقبل ذلك، استشهد عدد من مستشارينا في دمشق. وبعدها وقعت أحداث مختلفة في طهران ثم في لبنان. وكانت أحداثاً مؤلمة».

سقوط الأسد… الغائب الأكبر

ما تعمّد خامنئي تجاهله تماماً في سرد “الأحداث المؤلمة”، هو الحدث الأضخم: سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وهذا التجاهل لم يأتِ عبثاً، بل لأن الحدث كان بمثابة السمّ السياسي، ولأن خامنئي كان أبرز من راهن واستثمر في بقاء الأسد.

فقد أدى سقوط هذا النظام، الذي دعم النظام الإيراني لأكثر من 45 عاماً، إلى زلزال سياسي أطاح بطموحات خامنئي في الهيمنة الإقليمية، وجعل استثماراته الهائلة في سوريا رماداً يتطاير. حتى وسائل الإعلام التابعة للنظام بدأت بالتشكيك في جدوى تلك السياسات.

في 9 ديسمبر/كانون الأول، كتبت صحيفة هم‌ميهن تحت عنوان: «نهاية الأسد بداية لنا»: «علينا أولاً أن نجيب بوضوح: أين أخطأنا؟ وكم كلّفنا هذا الخطأ؟»

وفي اليوم نفسه، قالت صحيفة شرق: «دعم الأسد خلال العقد الماضي جاء بكلفة مالية وسياسية وبشرية واعتبارية باهظة، وسقوطه السريع يتطلب تحليلاً شاملاً».

أما النائب محمد منان رئيسي فقال لصحيفة انتخاب: «بعد تقديم نحو 6 آلاف من مدافعي الحرم وإنفاق مليارات الدولارات، سلمنا سوريا للتكفيريين خلال أسبوع واحد فقط»، ثم تساءل: «إن لم يكن هذا غضباً إلهياً، فما هو إذن؟»

مسرحية الانتخابات… هزيمة أخرى مغفلة

خامنئي لم يأتِ أيضاً على ذكر الهزيمة الأولى في عام 1403، وهي مقاطعة الشعب الواسعة لمسرحية الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الخبراء، والتي وُصفت من قبل أطراف داخل النظام بأنها الأضعف إقبالاً في تاريخ الجمهورية.

الغضب الشعبي… الحقيقة الغائبة

الغائب الآخر عن خطاب خامنئي هو الانتفاضات المتكررة للشعب الإيراني، وحراك وحدات الانتفاضة، الذين واصلوا عمليات كسر القبضة الأمنية في مختلف المدن، رغم القمع الشديد. وهذه التحركات ليست سوى انعكاس مباشر للهزائم السياسية والاجتماعية التي مُني بها النظام في عام 1403.

ختاماً، لم تكن كلمات خامنئي سوى محاولة لتخفيف وطأة الحقيقة: نظامه يتهاوى أمام أنظار العالم، والهزائم التي تجاهلها، هي ما يقرّب لحظة الحساب.

Verified by MonsterInsights