صحيفة “شرق” الحكومية تُحذر من “انتفاضة الخبز” وسط الانهيار الاقتصادي
حذّرت صحيفة شرق الحكومية في مقال نُشر بتاريخ 31 مارس من تصاعد احتمالات اندلاع احتجاجات واسعة النطاق في إيران خلال العام الإيراني 1404 (ما بين مارس 2025 ومارس 2026) ، مشيرة إلى ما وصفته بـ”ثورة الخبز” بوصفها سيناريو محتملاً وخطيراً في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصاعد الضغوط الاقتصادية والتوترات الداخلية باتا يشكلان أرضية خصبة لانفجار اجتماعي شامل، حيث جاء في المقال: “يرى المراقبون السياسيون أن احتمالية اندلاع احتجاجات جماهيرية في عام 1404 أصبحت أكبر من أي وقت مضى، ويصفون سيناريو ‘ثورة الخبز’ بأنه تهديد جدي”.
كما استحضرت الصحيفة احتجاجات عامي 2019 و2022، التي اندلعت بسبب شرارات اجتماعية وثقافية، كمؤشر على سهولة تحوّل الأزمات الاقتصادية إلى حراك جماهيري واسع النطاق.
وفي إشارة إلى الصلة الوثيقة بين عدم الاستقرار الاقتصادي والسخط الشعبي، أوضح المقال أن “الارتفاع الحاد في أسعار العملات والأسواق المالية يُظهر أن أي اضطراب سياسي ينعكس فوراً على معيشة المواطنين”. وأضافت الصحيفة أن تجاهل المطالب الاجتماعية في ظل الضائقة الاقتصادية من شأنه أن يزيد من حدة الغضب الشعبي ويوحّد صفوف المحتجين ضد النظام.
وتطرّق المقال إلى الأثر السلبي للسياسات الثقافية والاجتماعية القمعية، مشيراً إلى أن “فرض قيود صارمة في المجالات الثقافية والاجتماعية يمكن أن يكون بمثابة الشرارة التي تُحوّل الاستياء الاقتصادي الكامن إلى موجات احتجاجية أوسع”.
كما نبهت شرق إلى هشاشة النظام أمام الضغوط الخارجية، قائلة: “سواء عن قصد أو دون قصد، فإن استمرار هذه الأجواء لن يؤدي إلا إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وتسهيل الضغوط الخارجية”.
ويأتي هذا التحليل في وقت يواجه فيه النظام الديني الحاكم في إيران أزمات اقتصادية خانقة، وصراعات سياسية داخلية، إلى جانب عزلة دولية متزايدة. ومن خلال تحذيرها الصريح من إمكانية اندلاع احتجاجات شاملة، تُقرّ وسائل الإعلام الحكومية نفسها بحالة الغليان التي تعيشها الساحة الإيرانية.