ستيفنسون: مشروع “الدعم الأقصى” قد يُستغل من قبل النظام الإيراني وبقايا الشاه
نشر الكاتب البريطاني ستروان ستيفنسون مقالًا في موقع Townhall، تناول فيه مشروع قانون “الدعم الأقصى” الذي يناقشه الكونغرس الأميركي، محذرًا من مخاطره غير المقصودة، رغم النوايا الطيبة التي ينطلق منها. وأشار إلى أنّ الحزمة المكونة من عشرة مشاريع قوانين تهدف إلى «قصّ أجنحة جمهورية إيران الإسلامية»، إلا أنها تحتوي على عناصر قد تُسهم في إضعاف نضال الشعب الإيراني من أجل الديمقراطية.
وأوضح الكاتب أن مشروع القانون «يتجاهل مطلب الشعب الإيراني بجمهورية ديمقراطية تعددية تفصل الدين عن الدولة»، مشيرًا إلى أن مثل هذا التجاهل قد يفتح الباب لتفسيرات مريحة من قِبل النظام. وأضاف: «الملالي سيستغلون أي لغة ملتبسة لتثبيت سطوتهم أكثر»، داعيًا إلى صياغة نصوص واضحة لا تُضعف إرادة الشعب في مقاومة الظلم.
واعتبر ستيفنسون أنّ إشارات المشروع إلى دعم “المعارضة السلمية فقط” قد تُفهم على نحو خاطئ، قائلاً: «قد يُفسَّر من قبل الملالي كإشارة طمأنة بأن الشعب الإيراني لا يمكنه الدفاع عن نفسه». واستشهد بتوماس جيفرسون الذي قال: «ضد العنف المفروض دفاعًا عن الحرية التي وُلدنا بها، حملنا السلاح»، ليؤكد أن مقاومة الظلم حق مشروع لا ينبغي نفيه ضمن أي قانون.
وفي انتقاد مباشر لبند تمويل المنشقين عن حرس النظام الإیراني، وصف ستيفنسون المقترح بأنه «تواطؤ مع الجناة»، وقال: «نرفض تمامًا فكرة تقديم حوافز مالية للمنشقين من الحرس الثوري»، مشبّهًا ذلك بما لو أنّ «الحلفاء في الأربعينيات عرضوا حوافز مالية على الغيستابو». وحذر من أن «تقديم مكافآت لمجرمي الحرس الثوري هو مشاركة في جريمة ضد الإنسانية»، معتبرًا أن النظام قد يستفيد من مثل هذه المبادرات.
كما أبدى معارضته لبند إنشاء صندوق دعم داخلي، مخصص للمضربين والناشطين داخل إيران، موضحًا أن مثل هذه الخطوة «قد يصبّ في مصلحة النظام نفسه»، وقال: «أي مبادرة مالية داخل إيران ستُستخدم ضد المعارضة الحقيقية»، مبيّنًا أن النظام قد يلتف على هذه الأموال ويوجهها عبر أذرعه.
وانتقد ستيفنسون بشدة دعم رضا بهلوي للمشروع، واصفًا إياه بـ«وليّ العهد المزعوم» الذي «أيّد المشروع بحماس»، مضيفًا أن «الشاه سرق المليارات من أموال الشعب الإيراني قبل هروبه». وأشار إلى أن «تقارير عديدة قدّرت الأموال المنهوبة بما يتجاوز 20 مليار دولار»، مؤكّدًا أن «لا أحد داخل إيران يريد عودة الملكية، وهذا واضح في شعار “لا للشاه ولا للشيخ”». وتطرّق إلى تصريح سابق لرضا بهلوي قال فيه إنه «على تواصل مع عناصر داخل الحرس الثوري»، معتبرًا أن مثل هذه التصريحات «تُظهر استعداده للتعاون مع المجرمين».
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن «الشعب الإيراني قد دفع دماءً وأثمانًا باهظة في معركته ضد النظام القائم»، مشددًا على أن «الاعتراف بالمقاومة داخل إيران يجب أن يكون واضحًا من قِبل الكونغرس». وقال: «هناك حركة ضخمة من الشباب الإيراني تناضل بجرأة لإسقاط النظام الفاشي»، داعيًا إلى تقديم الدعم الحقيقي لهذه الحركة وعدم الانخداع بمشاريع قد تقوّضها من حيث لا تحتسب.