الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

مريم رجوي في البرلمان الإيطالي: الطريق إلى السلام يبدأ بإسقاط نظام الملالي

مريم رجوي في البرلمان الإيطالي: الطريق إلى السلام يبدأ بإسقاط نظام الملالي

مريم رجوي في البرلمان الإيطالي: الطريق إلى السلام يبدأ بإسقاط نظام الملالي

في ندوة خاصة احتضنها البرلمان الإيطالي بمشاركة نواب وسيناتورات وشخصيات سياسية داعمة لقضية الحرية في إيران، ألقت السيدة مريم رجوي، رئيسة جمهورية المقاومة الإيرانية، كلمة قوية عبر الإنترنت، سلطت فيها الضوء على الأوضاع المتأزمة داخل إيران، وخطر السياسات الإقليمية والنووية للنظام الإيراني، مؤكدة أن التغيير الديمقراطي بقيادة الشعب والمقاومة هو الخيار الوحيد لمنع الحروب والإرهاب والسلاح النووي.

في مستهلّ خطابها، خاطبت الحاضرين بالقول: «أحيّيكم جميعًا، أنتم الذين اجتمعتم في هذه الندوة لمناقشة قضية إيران». وقد شكرت البرلمانيين الإيطاليين على تضامنهم، مؤكدة أن ما يحدث في إيران ليس شأنًا داخليًا بل قضية تمسّ أمن المنطقة والعالم.

أشارت السيدة رجوي إلى تدهور وضع النظام داخليًا وخارجيًا، وقالت: «خلال السنة الماضية، فقد هذا النظام المثير للحروب سيطرته على سوريا ولبنان، وهو الآن أضعف من أي وقت مضى». هذا الوهن، وفق تحليلها، هو نتيجة مباشرة لمقاومة الشعوب في المنطقة، خصوصًا الشعب الإيراني الذي يقف في طليعة المواجهة.

وحول الأوضاع داخل إيران، أوضحت أن النظام بات معزولًا داخليًا: «في الداخل، فهو محاصر بغضب وكرهية الشعب، وبحركة احتجاجية متواصلة تهدف إلى إسقاطه». وقد أثبتت الانتفاضات الشعبية المستمرة أن طهران ليست آمنة من الداخل كما يظنّ البعض في الخارج.

توقّفت السيدة رجوي عند ظاهرة الإعدامات المتزايدة، وقالت: «عام 1404 الإيراني… عام استمرار الإعدامات». ثم أضافت أن النظام أعدم 1150 شخصًا في العام الإيراني الماضي، في محاولات يائسة لإخماد الغضب الشعبي.

وفي مثال صارخ على القمع، ذكرت: «في يوم 8 نيسان فقط، شنق النظام خمسة سجناء سياسيين، بعد عشر سنوات من السجن والتعذيب». وهو ما اعتبرته رسالة تخويف مُسبقة ضد أي تحرك شعبي مقبل.

وتحدثت عن تبدّل تكتيكات خامنئي، مشيرة إلى أن «خامنئي في مأزق إلى درجة أنه يُصدر أوامر القمع والقتل سلفًا». ولم يعد ينتظر اندلاع الاحتجاجات، بل يوجّه الأجهزة الأمنية للضرب الاستباقي.

انتقدت رجوي تقاعس المجتمع الدولي، خصوصًا الأوروبي، بقولها: «لا تزال الأسرة الدولية، وخاصة أوروبا، تعاني من غياب حلّ واضح وفعّال تجاه قضية إيران». واعتبرت أن هذا التردد هو ما يمنح النظام الإيراني فرصًا جديدة للاستمرار.

كما رأت أن محاولات تعديل سلوك النظام باءت بالفشل، وقالت: «كل محاولة لتغيير سلوك نظام الملالي تشكّل لهذا النظام فرصة جديدة». لأنه نظام لا يقوم على منطق المراجعة، بل على سياسة الابتزاز والاستغلال.

أرجعت السبب في هذا الإخفاق إلى تجاهل الحل الحقيقي: «هذا التخبّط في الغرب ناتج عن تجاهل الحلّ الحقيقي، أي الشعب والمقاومة الإيرانية». وأكّدت أن تغييب هذه الحقيقة هو ما جعل السياسات الغربية غير مثمرة.

ولفتت إلى أن الغرب قدّم الكثير من التنازلات دون مقابل: «لقد تمّت التضحية بالمصالح الاستراتيجية الكبرى لصالح منافع دبلوماسية وتجارية قصيرة الأمد». لكنها أضافت أن حتى هذه المكاسب التجارية بدأت تنهار.

وبخصوص العلاقات الاقتصادية، أوضحت: «حتى العلاقات الاقتصادية بين أوروبا وإيران تراجعت إلى أدنى مستوياتها». واعتبرت أن هذه الخسارة كانت مزدوجة: اقتصادية وأمنية.

وفي هذا السياق قالت: «لم تخسر أوروبا فقط مصالح اقتصادية كبرى، بل حصدت أيضًا أضرارًا جسيمة بسبب سياسات النظام». حيث شملت هذه الأضرار تهديدات مباشرة للأمن الأوروبي.

وتحدثت عن الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، مشيرة إلى أن «الطائرات المسيّرة والصواريخ التابعة لهذا النظام سقطت في أوكرانيا». في إشارة إلى الدعم العسكري الإيراني للعدوان الروسي.

وانتقلت السيدة رجوي للحديث عن «الحل الثالث» الذي طرحته قبل عقدين، قائلة: «إنّ المجتمع الدولي ليس مضطرًا للاختيار بين الملالي المزودين بالقنبلة النووية وبين الحرب». فالخيار الحقيقي هو التغيير من الداخل.

وأضافت: «هناك حلّ ثالث، وهو التغيير الديمقراطي على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظّمة». وهو ما عبّرت عنه لاحقًا بالقول: «الشعب الإيراني لا يرضى بأقلّ من إسقاط الديكتاتورية الدينية وإقامة جمهورية حرّة وديمقراطية».

كما شدّدت على مبدأ الدولة غير الدينية بقولها: «إيران حرّة، غير نووية، قائمة على فصل الدين عن الدولة، وفقًا للبرنامج ذي النقاط العشر».

وفي رسالة حاسمة، أكّدت: «يمكن قطع يد الملالي عن القنبلة النووية، ولكن السبيل إلى ذلك هو الإطاحة بهذا الاستبداد الوحشي». لأن أي محاولة للاتفاق معهم هي مضيعة للوقت.

وختمت هذا المحور بقولها: «نعم، مفتاح قضية إيران بيد الشعب الإيراني ومقاومته». مؤكدة أن الحل داخلي وليس إقليميًا ولا دوليًا.

دعوة حاسمة لأوروبا وإيطاليا

طالبت السيدة رجوي أوروبا باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه نظام الملالي، ودعت إلى:

وختمت بخطاب تاريخي مؤثر مقتبس من غاريبالدي:
«فلنقاتل من أجل الحرية، حتى لو خسرنا كل شيء؛ لأن بدون الحرية لا شيء له قيمة».
وقالت إن هذا هو نفس الإيمان الذي يحمله مناضلو حرية إيران ووحدات الانتفاضة في معركتهم اليوم.