الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

أوروبا تلوّح بالعقوبات… والنظام الإيراني يناور لتفادي انفجار وشيك 

أوروبا تلوّح بالعقوبات… والنظام الإيراني يناور لتفادي انفجار وشيك 

أوروبا تلوّح بالعقوبات… والنظام الإيراني يناور لتفادي انفجار وشيك 

طهران تقترح لقاءً عاجلًا في روما وتبعث رسائل استرضاء إلى العواصم الأوروبية 

في مشهد يعكس تصاعد الضغوط الدولية على النظام الإيراني، عاد ملف “آلية الزناد” إلى الواجهة، بعد تصريحات فرنسية حاسمة توحي بقرب إعادة تفعيل العقوبات الأممية، وسط محاولات محمومة من طهران لثني الأوروبيين عن اتخاذ هذه الخطوة. 

ففي جلسة لمجلس الأمن الدولي عُقدت مساء الإثنين 29 أبريل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي أنّ بلاده على استعداد للمضي في إعادة فرض العقوبات على النظام الإيراني إذا ما فشلت المفاوضات النووية الجارية في تحقيق تقدم ملموس. وأضاف أن عودة العقوبات ستغلق أبواب الاستثمار والتكنولوجيا والتجارة الأوروبية أمام طهران إلى الأبد، الأمر الذي سيساهم في تعميق أزمة الاقتصاد الإيراني المتداعي. 

تزامنًا مع هذا الموقف الفرنسي، كشفت وكالة “رويترز” عن تحرك دبلوماسي مفاجئ من طهران، تمثل في اقتراح عقد اجتماع مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) في العاصمة الإيطالية روما يوم الجمعة المقبل، أي قبيل بدء مفاوضات غير مباشرة جديدة مع الولايات المتحدة. 

وبحسب تسريبات الوكالة، يهدف هذا اللقاء إلى اختبار موقف الأوروبيين من آلية الزناد، والسعي لكسب الوقت لتأجيل أي إجراء عقابي محتمل. مسؤول في طهران أكد تقديم الاقتراح رسميًا، لكنه أشار إلى أن الردّ الأوروبي لم يصل بعد. 

رسائل عراقچي: من المواجهة إلى الاستجداء 

وفي سياق موازٍ، واصل النظام الإيراني تحرّكاته عبر وزير خارجيته عباس عراقچي، الذي وجّه رسائل سياسية إلى باريس وبرلين ولندن، عبّر فيها عن رغبته في تجاوز التصعيد وفتح صفحة جديدة من التعاون، لا تقتصر على الملف النووي، بل تمتد إلى مجالات متعددة. 

عراقچي أشار إلى محادثاته السابقة مع نظرائه الأوروبيين في نيويورك، وقال إنه مستعد لزيارة العواصم الأوروبية “في أول خطوة نحو الحل”. لكنه في الوقت ذاته، عبّر عن خيبة أمله من عدم تجاوب الدول الأوروبية، معتبرًا أنها “لم تستغل الفرصة”. 

خطاب مزدوج: استجداء من الغرب وتهديد بالخروج من NPT 

ورغم هذه الدعوات التي حملت طابعًا تصالحيًا، أطلّ النظام بخطاب تهديدي عبر برلمانه، حيث أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي أن النظام يحتفظ بخيارات تصعيدية في حال تفعيل آلية الزناد، ومن بينها الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT). 

التصريحات صدرت عقب اجتماع للجنة مع أحد أعضاء فريق التفاوض، مجيد تخت روانچي، مما يعكس ازدواجية مألوفة في مواقف طهران بين التهدئة والوعيد. 

تحذيرات المقاومة الإيرانية 

في هذا السياق، تُعيد المقاومة الإيرانية التذكير بأن النظام الإيراني طالما اعتمد سياسة الخداع والمراوغة في ما يخص أنشطته النووية. وكانت السيدة مريم رجوي، رئيسة جمهورية المقاومة الإيرانية، قد نبهت منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015 إلى أن “اتفاقًا غير ملزِم من الناحية القانونية لا يمكن أن يمنع الملالي من السعي نحو القنبلة الذرية”. 

كما شددت المقاومة مرارًا على أن الوسيلة الفعالة لوقف هذا التهديد تتمثل في تفعيل آلية الزناد ضمن القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وإعادة العمل بالقرارات الستة السابقة التي تم تعليقها بعد توقيع الاتفاق النووي.