الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إيران تختنق بين العتمة والعطش: صيف الغضب يبدأ قبل أوانه 

انضموا إلى الحركة العالمية

إيران تختنق بين العتمة والعطش: صيف الغضب يبدأ قبل أوانه 

إيران تختنق بين العتمة والعطش: صيف الغضب يبدأ قبل أوانه 

إيران تختنق بين العتمة والعطش: صيف الغضب يبدأ قبل أوانه 

انهيار البنى التحتية وغياب أي إصلاح حقيقي يدفع الشارع نحو الانفجار 

قبل أن تشتد حرارة الصيف، غرق ملايين الإيرانيين في دوامة يومية من انقطاع الكهرباء والماء، في أزمة باتت رمزًا صارخًا لفشل النظام وعجزه المزمن عن إدارة أبسط احتياجات المواطنين. 

من طهران إلى بوشهر، ومن كرج إلى جرجان، تتكرر المشاهد: شوارع مظلمة، مصاعد متوقفة، ثلاجات فاسدة، أطفال مغمى عليهم بسبب الحر، وشبكات مياه لا تصعد إلا للطوابق الأرضية. أما الحكومة، فبدل مواجهة الأزمة، تنشغل بإلقاء اللوم على المواطنين، وفرض فواتير مرتفعة لخدمات منعدمة. 

يوميات مواطن في عاصمة النفط والطاقة 

في بلد يمتلك أحد أكبر احتياطات الغاز والنفط في العالم، لا يجد المواطن ما يشغل به مروحةً أو يملأ به كأس ماء. في الجنوب، حيث درجات الحرارة تلامس الخطر، تنقطع الكهرباء مرتين يوميًا في بوشهر، المدينة التي تضم واحدًا من أغلى المفاعلات النووية في إيران. 

وفي جرجان، كتب أحد الأهالي: «نصف مينو دشت بلا كهرباء، بلا ماء، بلا صوت». وانتشرت على منصات التواصل مقاطع توثق احتجاز مدنيين في مصاعد مغلقة، ومستشفيات تكاد تتوقف، وأمهات يروّحن عن أطفال مغمى عليهم بمراوح يدوية. 

رد رسمي: “ضعوا مضخات!” 

ردّ النظام لم يتأخر، لكنه جاء على شكل دعوة للسكان لشراء مضخات مياه، كما جاء على لسان مدير مياه طهران، محسن أردكاني. ذلك رغم أن التيار الكهربائي نفسه ينقطع يوميًا، ما يجعل المضخات عديمة الفائدة. أما المتحدثة باسم الحكومة، فكان ردها أبرد من الماء المقطوع: «قللوا الاستهلاك». 

اقتصاد يترنّح… وشارع يغلي 

الانقطاعات أدّت إلى خسائر فادحة في القطاع الصناعي والزراعي، في حين ارتفعت أسعار المياه المعدنية بنحو 60% خلال أسبوع، ليصفها البعض بأنها «سلعة رفاهية للأغنياء». أما أصحاب الورش والمحال التجارية في كرج، فقد دعوا إلى تظاهرة جديدة في 7 مايو، بعد تكرار الانقطاعات دون أي حل. 

مَن يستهلك الكهرباء حقًا؟ 

وسط هذه الكارثة، يتساءل المواطنون: لماذا لا تكفي الكهرباء؟ والإجابة، كما يتناقلها الناشطون، تكمن في مجمّعات تخصيب اليورانيوم، ومزارع تعدين العملات الرقمية التي يموّلها النظام لدعم مشاريعه النووية والعسكرية، في وقت يُترك فيه الشعب لمصيره. 

نظام عاجز، وأمة تغلي 

ما بدأ كأزمة خدمية موسمية، تحوّل الآن إلى كارثة وطنية تهدد النظام نفسه. ومع غياب أي مؤشرات على إصلاح جذري أو شفافية حقيقية، تتزايد المخاوف من أن يكون صيف 2025 بداية انفجار شعبي جديد، قد لا تقدر السلطات على احتوائه هذه المرة. 

Verified by MonsterInsights