الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

جولة رابعة من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران في مسقط وسط تهديدات وتصعيد داخلي 

جولة رابعة من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران في مسقط وسط تهديدات وتصعيد داخلي 

جولة رابعة من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران في مسقط وسط تهديدات وتصعيد داخلي 

دبي – عن وكالة أسوشيتد برس – بقلم جون غامبرِل، منشور في موقع AOL بتاريخ 11 مايو 2025 

عقدت الولايات المتحدة والنظام الإيراني جولة رابعة من المفاوضات حول البرنامج النووي لطهران يوم الأحد، وذلك في العاصمة العُمانية مسقط، بينما يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة الشرق الأوسط هذا الأسبوع، في ظل أجواء من التصعيد والتهديدات المتبادلة. 

وقالت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير أعدّه الصحفي جون غامبرِل إنّ المحادثات استغرقت نحو ثلاث ساعات، وجرت بقيادة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وبوساطة وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي. 

وقد وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي هذه الجولة بأنها «صعبة ولكن مفيدة»، بينما قال مسؤول أميركي -طلب عدم ذكر اسمه- إنّ المفاوضات «كانت مباشرة وغير مباشرة في آن واحد». 

ووفقًا للمصدر الأميركي، «تم التوصل إلى اتفاق لمواصلة العمل على العناصر الفنية»، مضيفًا: «نشعر بالتشجيع من نتائج اليوم، ونتطلّع إلى اجتماعنا المقبل قريبًا». 

ومع ذلك، شدّد النظام الإيراني على أن المحادثات كانت «غير مباشرة فقط»، في إشارة إلى ضغوط سياسية داخلية تمنعه من الاعتراف بالتواصل المباشر مع واشنطن. 

وتسعى هذه المحادثات إلى «تقييد البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع بعض العقوبات الاقتصادية الخانقة»، في إطار عداء مستمر منذ نصف قرن بين البلدين. لكن الرئيس ترامب هدّد مرارًا بشنّ ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، بينما حذّرت طهران من أنها «قد تتجه نحو تصنيع السلاح النووي» مع امتلاكها مخزونًا من اليورانيوم المخصب بمستويات تقارب درجة الاستخدام العسكري. 

من جهته، كتب وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي بعد انتهاء الاجتماع: «المناقشات تضمنت أفكارًا مفيدة وأصلية تعكس رغبة مشتركة في التوصل إلى اتفاق مشرّف». 

لكن عراقجي قال للتلفزيون الإيراني الرسمي إن «التخصيب هو موضوع لا مجال للتفاوض بشأنه»، موضحًا: «قد ندرس بعض القيود على الحجم أو النسبة لبناء الثقة، كما في السابق». وأضاف: «من وجهة نظرنا، التخصيب يجب أن يستمر، ولا مجال للمساومة عليه». 

ويتكوف، من جانبه، أثار الجدل عندما قال في مقابلة تلفزيونية إنّ «إيران يمكن أن تخصب بنسبة 3.67%»، ثم عاد وأكّد في تصريح لموقع “برايتبارت” اليميني: «يجب ألا يوجد أي برنامج تخصيب في إيران مرة أخرى أبدًا». وأوضح: «هذا هو خطنا الأحمر. لا تخصيب. هذا يعني تفكيك، ولا تسليح نووي، ويعني أنّ منشآت نطنز وفوردو وأصفهان يجب أن تُفكّك». 

وفي إشارة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، ذكّر التقرير أنّه «كان يحدّ تخصيب إيران إلى 3.67% ويقلّص مخزونها إلى 300 كغ»، وهي مستويات دون الحدّ اللازم لصنع السلاح. لكن إيران «رفعت نسبة التخصيب إلى 60% منذ انسحاب ترامب من الاتفاق»، في خطوة تضعها على بُعد «خطوة تقنية من التخصيب العسكري بنسبة 90%». 

وأضاف التقرير أن «الجولة السابقة من المحادثات في 26 أبريل تزامنت مع انفجار في ميناء الشهيد رجائي جنوب إيران، أسفر عن مقتل العشرات وإصابة أكثر من ألف شخص»، دون توضيح رسمي لأسبابه حتى الآن، رغم ربطه بشحنة تحتوي على مواد مرتبطة بالبرنامج الصاروخي. 

أما داخليًا، فإن النظام الإيراني «يواجه ضغوطًا شعبية متزايدة»، إذ تعاني العملة المحلية من الانهيار رغم التحسّن النسبي بفضل المحادثات (من مليون إلى 830 ألفًا مقابل الدولار). كما تسود الشوارع أجواء توتر بسبب قانون الحجاب الإجباري، و«تتردّد شائعات عن رفع أسعار البنزين المدعوم»، وهو ما قد يؤدي إلى احتجاجات واسعة مجددًا. 

وفي ختام التقرير، أشارت “أسوشيتد برس” إلى أن «وسائل إعلام إيرانية تحدثت عن مهلة لمدة شهرين»، ذكرت أنها جاءت في رسالة بعثها ترامب إلى خامنئي في 5 مارس، وتم تسليمها في 12 مارس عبر وسيط إماراتي، ما يعني أن «الموعد النهائي المحتمل ينتهي مع انطلاق زيارة ترامب الإقليمية هذا الأسبوع».