مؤتمر “إيران الحرة 2025”: تزايد الدعم الدولي لمقاومة الشعب الإيراني
في خطوة تعكس التضامن الدولي المتنامي مع نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية، استضافت پاریس مؤتمر “إيران الحرة 2025”. شهد المؤتمر مشاركة وفود رفيعة المستوى من برلمانات متعددة، منها مجلسي العموم واللوردات البريطانيين، ومجلس الشيوخ الأيرلندي، وبرلماني مالطا وجنيف في سويسرا. وقد قام ممثلو هذه الهيئات التشريعية بتقديم بيانات رسمية إلى الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، السيدة مريم رجوي، مؤكدين فيها دعمهم لمطالب الشعب الإيراني الحيوية.
رسائل واضحة ومطالب حاسمة
أكدت البيانات الصادرة عن هذه الوفود البرلمانية على عدة نقاط محورية تعكس قناعة دولية متزايدة بضرورة تغيير السياسة تجاه إيران:
- إدراج حرس النظام الإیرانی في قوائم الإرهاب: وهو مطلب يتكرر باستمرار نظرًا لدور الحرس في قمع الداخل وإثارة التوترات الإقليمية.
- الاعتراف بنضال وحدات الانتفاضة ضد حرس النظام مما يمثل دعمًا لحركة داخلية تهدف إلى تغيير النظام.
- دعم الخطة النقاط العشر للسيدة مريم رجوي: التي تقدم رؤية شاملة لإيران ديمقراطية وغير نووية.
- التأكيد على رفض الشعب الإيراني للديكتاتوريتين الملكية والدينية: كما تجلى ذلك في الانتفاضات الشعبية الأخيرة، ومطالبته بإقامة جمهورية ديمقراطية.
مريم رجوي: كشف عواقب الإسترضاء
في كلمتها أمام المؤتمر، أعربت السيدة مريم رجوي عن امتنانها العميق للدعم البرلماني الدولي، مؤكدة أن “التاريخ أثبت أنكم دعمتم السياسة الأكثر صوابًا ومسؤولية”. كما وجهت انتقادات لاذعة لسياسة الإسترضاءمع النظام الإيراني، مشيرة إلى أنها أدت إلى تضحية بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان من أجل مصالح اقتصادية. وشددت رجوي على أن هذه السياسة لم تؤدِ إلا إلى “إغلاق طريق التغيير في إيران”.
وأوضحت السيدة رجوي خمس حقائق أساسية أصبحت واضحة للعالم:
- الاستبداد الديني في إيران هو جذر الإرهاب وإثارة الحروب في المنطقة.
- النظام لن يتوقف عن الإعدام والقمع في الداخل لأنه رهن بقائه.
- لن يتخلى عن برنامج صنع القنبلة النووية لأنه يراه ضمانة لبقائه.
- لن يكف عن إثارة الحروب في الشرق الأوسط لأن هيمنته ستنهار.
- لن يتوقف عن الإرهاب خارج إيران لأنه يفقد أداة الابتزاز والتهديد.
أصوات برلمانية دولية تدعم التغيير
أعرب العديد من النواب عن دعمهم القوي للمقاومة الإيرانية، فمن جهته، أكد عضو البرلمان البريطاني، بوب بلاكمان، على “الإرادة التي لا تُقهر للشعب الإيراني المصمم على استعادة حريته”، مشيدًا بشعار السيدة رجوي “لا للحجاب القسري، لا للدين القسري، لا للحكومة القسرية” كونه يعكس نضالًا حقيقيًا من أجل الحرية والديمقراطية. وحذر بلاكمان من خطر نظام مسلح نوويًا لولا يقظة المجلس الوطني للمقاومة.
كما أشادت البارونة أولون، من مجلس اللوردات البريطاني، بالبيان الذي وقعه 330 عضوًا من المجلس دعمًا للمقاومة، مؤكدة أن “العالم يعلم اليوم أن مركز الإرهاب وإثارة الحروب في المنطقة هو نظام الملالي”.
أما النائب البريطاني ديفيد جونز، فقد أشار إلى قرار في مجلس العموم يطالب بمحاسبة النظام الإيراني على انتهاكاته لحقوق الإنسان، بما في ذلك مذبحة السجناء السياسيين عام 1988، ودعم تقرير المقرر الخاص للأمم المتحدة بهذا الشأن.
من أيرلندا، أكدت السيناتور ماري فيتزباتريك، على أن البرلمان الأيرلندي يقف إلى جانب “الشعب الإيراني الشجاع الذي يناضل كل يوم من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان”. وأضافت أن مجلس الشيوخ الأيرلندي يدين بشدة “أزمة حقوق الإنسان المتفاقمة في إيران والقمع الوحشي للشعب”، مؤكدة دعمها الكامل للخطة العشرية كـ “بديل لإيران حرة وديمقراطية”.
تضامن عالمي نحو مستقبل ديمقراطي
يجدر بالذكر أنه في يونيو 2024، دعم أكثر من 4000 برلماني من جميع الأطياف السياسية، بالإضافة إلى أكثر من 100 من القادة السابقين، الخطة العشرية لإقامة جمهورية ديمقراطية في إيران تقوم على فصل الدين عن الدولة والمساواة بين الرجل والمرأة. ويعكس هذا الدعم الواسع دعوة متزايدة من الحكومات في جميع أنحاء العالم لتبني هذه الرؤية والوقوف إلى جانب تطلعات الشعب الإيراني.