أوهام نظام الملالي تتحطم على صخرة سوريا الجديدة وسقوطه بات حتمياً
في مقال تحليلي بعنوان “أوهام ملالي إيران وسورية الجديدة” نشره موقع “أمد” الإخباري، يرسم الدكتور مصطفى عبد القادر صورة قاتمة لمستقبل نظام الملالي في إيران، مؤكداً أن أحلامه التوسعية في المنطقة العربية قد تبددت، وأن سقوطه لم يعد مجرد حلم بعيد المنال، بل أصبح ضرورة حتمية قد تقع في أي لحظة. ويستعرض المقال كيف أنفق النظام الإيراني الأموال الطائلة لتحقيق مآربه، لكنه يواجه الآن هزائم متتالية، خاصة بعد التحولات الجذرية في سوريا.
حلم الهيمنة المنهار للملالي
يشرح الدكتور عبد القادر كيف أن نظام الملالي، منذ استيلائه على السلطة، سعى جاهداً “للتغلغل والوصول إلى عمق المنطقة العربية لأجل تحقيق مآربهم الشيطانية”. ويضيف الكاتب أن النظام “أنفق الأموال الطائلة في سبيل إيجاد موضع قدم له في دول المنطقة العربية التي تمثل الهلال الشيعي المرسوم من قبله”، وتمكن في فترة ما من بسط “هيمنة شبه مطلقة على أكثر من عاصمة عربية”.
إلا أن هذه الأحلام، كما يوضح المقال، اصطدمت بواقع مرير. فقد “أصيب نظام الملالي في إيران بانتكاسات عديدة هزت كيانه، وجعلته يعيد النظر في حساباته وتحسباته”. فبعد أن كانت “أحلامه” تتسم “باللون الوردي”، أصبحت اليوم تتصف “بسواد التهديد، ورعب الوعيد، داخليا وخارجيا”.
محاولات يائسة في “سوريا الجديدة” وتكتيكات مكشوفة
يرى الدكتور عبد القادر أنه “بعد هروب عضيده الأسد الفار، وانتصار الثورة السورية”، يحاول نظام الملالي وهو “خارج السور” أن “يحرك بعض أذنابه في سورية عبر التواصل معهم، وتجييشهم على شكل عصابات تثير القلاقل”. ويشير إلى أن النظام قد “ترك بعض الخلايا النائمة التي يستعين بها في التحريض والتحريك على أمل تأليب الشارع السوري ضد الحكم الجديد في سورية”، واصفاً هذه المحاولات باليائسة بقوله: “لكن هيهات لطالما الأمن العام لهم بالمرصاد”.
كما يكشف المقال عن محاولات النظام لتغيير التركيبة السكانية عبر تجنيس أتباع له، حيث “تجاوز عددهم المليون نسمة استقطبهم من أفغانستان، وباكستان، ولبنان، وإيران… وتم منحهم الجنسية السورية، بل واستملكوا العقارات”. لكن الكاتب يؤكد أن “الحكومة السورية الجديدة لم تغفل عن ذلك، فأجرت إحصائيات دقيقة تمهيداً لسحب الجنسية السورية من هؤلاء وطردهم”. ويخلص إلى أن “ملالي إيران لم يقروا إلى الآن بسورية الجديدة كأمر واقع وكأنهم يخادعون أنفسهم ويكابرون”، وأن الحكومة السورية الجديدة “لا يمكن أن تتعامل معهم، أو تقبل بفتح قنوات اتصال إلا في حالة زوال حكمهم”.
حتمية سقوط الملالي والبديل الديمقراطي
يتساءل الدكتور عبد القادر في مقاله: “متى يدرك ملالي إيران أن انتصار الثورة الشعبية السورية مؤشر قوي على قرب زوال أدواتهم في العراق مثلما زال حليفهم الأسد الفار؟”. ويؤكد أن “الخطر المحيق بنا هو خطر كبير لن يزول إلا بزوال حكم الملالي بدءاً من أكبر رأس فيه إلى أصغر رأس”.
ويطرح الكاتب رؤية لمستقبل إيران ما بعد الملالي، حيث تقوم “في إيران جمهورية ديمقراطية تقدمية معاصرة غير نووية تؤمن بحقوق الإنسان والعدل والمساواة وتلبي طموح جميع مكونات الشعب الإيراني”. ويرى أن هذا الأفق المشرق متجسد في “برنامج المواد العشر الذي تتبناه المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي“.
ويختتم الدكتور مصطفى عبد القادر مقاله بنبرة متفائلة، مؤكداً أن “سقوط نظام الملالي لم يعد حلماً وإنما صار أمر لابد منه وقد يحدث في أي لحظة!”. ويضيف أنه “حينها وبعد انتصار الشعب الإيراني ومقامته تكون إيران قد فتحت قلبها، وشرعت أبوابها لجميع الدول المحبة للسلام، وتآخت مع شعوب العالم الحر المتحضر تبادلهم المحبة بالمحبة، والسلام بالسلام.”