ادعاءات خامنئي بالنصر “مسرحية دموية” والنظام يتآكل من الداخل
في مقال تحليلي نشره موقع “وكالة أخبار العرب“، يفند الدكتور راهب صالح، الخبير الحقوقي والباحث في الشأن الإيراني، مزاعم النصر التي أطلقها المرشد الإيراني علي خامنئي مؤخراً، واصفاً خطابه بأنه “مشهد عبثي” و”مسرحية دموية متكررة” تهدف إلى تحويل الهزيمة الساحقة إلى نصر كاذب. ويرى الدكتور صالح أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم تكن مجرد توبيخ، بل “هدم ممنهج” لهذه الكذبة التي يتاجر بها النظام على حساب شعبه.
نصر وهمي على أنقاض الواقع
يطرح المقال تساؤلات بلاغية لتفكيك مفهوم “النصر” الذي يروج له خامنئي. فبحسب تحليل الدكتور صالح، كيف يمكن الحديث عن نصر بينما ثلاث منشآت نووية رئيسية قد مُحيت من الوجود، والاقتصاد مشلول، والشعب مسحوق تحت وطأة القمع والفساد، وجيل كامل يحلم بالرحيل بدلاً من الأمل؟ ويتساءل الكاتب: “هل يُقاس النصر بعدد الصواريخ التي فشلت أم بعدد الأبرياء الذين قُتلوا؟ هل يُقاس بحجم الخراب في غزة أم بعدد العواصم التي حولها النظام إلى أنقاض؟”.
ويشير الدكتور صالح إلى أن اللحظة التي كشفت هشاشة النظام وعرّت المرشد الأعلى كانت حين استنجد بالنظام القطري للتوسط ووقف الضربات الغربية، التي كانت على وشك أن تمحو طهران من الخارطة. هذه الخطوة، وفقاً للمقال، أثبتت أن خامنئي لم يكن يقود معركة، بل كان يسوق شعبه نحو “انتحار عقائدي” باسم أوهام الثورة.
حقائق كشفتها الحرب: نظام يتآكل من الداخل
يؤكد المقال المنشور في “وكالة أخبار العرب” أن الحرب الأخيرة كشفت عن حقائق مرة لطالما حاول النظام إخفاءها. فاليوم، يُغتال قادة وعلماء في عقر دارهم دون أي رد، والميليشيات الموالية له فرت من المواجهة وانهار خطابها الكاذب. ويضيف الكاتب أن اقتصاد إيران قد أُفرغ بالكامل لصالح تمويل هذه الميليشيات في العراق ولبنان وسوريا واليمن، بينما أصبحت الأجهزة الأمنية والثورية مخترقة حتى النخاع، حتى باتت “عيون الموساد في قلب القرار”.
ويرى الدكتور صالح أن الحرب أثبتت أن إيران ليست حليفاً لأحد، بل “عبء”، وأن حرس النظام كيان هش لا يحمي سوى نفسه، وأن الميليشيات الولائية ليست سوى أدوات موت فاقدة للقرار تُساق إلى الهلاك تحت رايات زائفة.
سقوط الهيبة واقتراب ساعة الحساب
يخلص الدكتور راهب صالح في مقاله إلى أن السقوط الحقيقي للنظام الإيراني قد حدث بالفعل “يوم سقطت هيبته”. فاليوم، لم يعد هناك شعب يؤمن به، ولا حلفاء يثقون به، ولا أعداء يخشونه. لقد تحول النظام، بحسب المقال، من “مشروع ثورة” إلى “مشروع نجاة ذاتي”، يحمي بقاءه بسفك دماء الآخرين ويبرر فشله بشعارات كاذبة.
ويختتم الباحث مقاله بتحذير مفاده أن ساعة الحساب تقترب، وأن الشعوب مهما طال الوقت لا تُخدع إلى الأبد. ومع تساقط أوراق اللعبة الإيرانية تباعاً، فإن المنطقة تتهيأ لفجر جديد لا مكان فيه للطغاة، مشيراً إلى أن “القادم هو العراق”، في إشارة إلى أن نفوذ النظام هناك هو التالي على قائمة الانهيار.