الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

حرب النظام الحقيقية تدور رحاها على موائد طعام الإيرانيين بينما يقرع نظام الملالي في طهران طبول الحرب بشكل متزايد، تدور رحى صراع أكثر خطورة داخل حدود إيران

حرب النظام الحقيقية تدور رحاها على موائد طعام الإيرانيين

حرب النظام الحقيقية تدور رحاها على موائد طعام الإيرانيين

بينما يقرع نظام الملالي في طهران طبول الحرب بشكل متزايد، تدور رحى صراع أكثر خطورة داخل حدود إيران. إن إدارة مسعود بزشكيان، التي تم تنصيبها لتقديم واجهة من الاعتدال، عاجزة تمامًا عن معالجة الأزمة الحقيقية: انهيار اقتصادي كارثي ناتج عن عقود من الفساد والنهب. إن محاولات النظام اليائسة لاستخدام شبح عدو خارجي كأداة إلهاء باتت تفشل، مع تزايد الضغوط الاجتماعية من الداخل التي تتجه نحو انفجار حتمي.

حرب نفسية على الشعب

لقد تجاوزت سياسات النظام مجرد سوء الإدارة الاقتصادية؛ فهي تشكل حربًا نفسية على الشعب الإيراني. وفي تقرير حديث نشرته صحيفة “آرمان ملي” الحكومية في 7 يوليو 2025، تحت عنوان “انكماش الطبقة الوسطى”، تم تفصيل الضرر الاجتماعي العميق. يصف التقرير شعبًا يعاني من “قلق واكتئاب وغضب مكبوت على نطاق واسع” نابع من فقدان تام للأمن المالي والأمل في المستقبل. وتخلص الصحيفة إلى استنتاج واقعي مفاده أن الحرب الحقيقية التي تُشن على الشعب الإيراني لا تُخاض بالرصاص والقنابل، بل “بالضغط الاقتصادي المستمر، وتآكل الأمل، والاستنزاف النفسي، والعزلة الاجتماعية”. هذا الهجوم الممنهج يفرّغ المجتمع الإيراني من محتواه، مخلفًا وراءه شعبًا يائسًا وغاضبًا.

بيانات الكارثة التي لا يمكن إنكارها

هذه الأزمة ليست مسألة رأي، بل هي كارثة موثقة بالإحصاءات الرسمية للنظام نفسه. فوفقًا لتقرير صادر عن مركز الإحصاء التابع للنظام، بلغ معدل التضخم السنوي للأسر في يونيو 2025 نسبة مذهلة بلغت 39.4%. وهذا يعني أن الأسر الإيرانية اضطرت لدفع ما يقرب من 40% أكثر مقابل نفس سلة السلع والخدمات مقارنة بالعام الذي سبقه.

والوضع أكثر خطورة بالنسبة للمواد الغذائية الأساسية، التي تعتبر أسعارها نتيجة مباشرة للفساد الممنهج للمافيا الحاكمة. وفي تقرير نشرته صحيفة “دنياي اقتصاد” في 2 يوليو، أشارت إلى أن أسعار البروتينات الأساسية، التي تعتبر حيوية للشرائح الأكثر فقرًا في المجتمع، قد سجلت تضخمًا بمعدلات ثلاثية الأرقام. ففي شهر يونيو وحده، ارتفع سعر الفاصوليا المرقطة بنسبة 213%، والبازلاء المجروشة بنسبة 128.5%، والفاصوليا الحمراء بنسبة 111.4%. وبينما يتحدث النظام عن تهديدات خارجية، فإنه يقوم بتجويع شعبه بشكل فعلي.

“بركان خامد” يوشك على الانفجار

الوضع خطير لدرجة أن أصواتًا من داخل دوائر النظام نفسه تدق ناقوس الخطر، معترفة بأن انتفاضة داخلية تشكل تهديدًا أكبر بكثير من أي صراع خارجي. في 3 يوليو، حذرت صحيفة “آرمان ملي” من أن المساعدات مثل الإعانات لم تعد تخدع أحدًا، لأن مشاكل الناس الاقتصادية أعمق بكثير مما تتخيل السلطات. وخلصت الصحيفة إلى أن الخطر الحقيقي على البلاد ليس حربًا محدودة، بل “انفجار اجتماعي وسياسي” من الداخل.

وقد تردد صدى هذا الشعور في مقال نشرته صحيفة “جهان صنعت” في 8 يونيو، والذي ذكر أن التضخم لم يعد مجرد مؤشر اقتصادي، بل أصبح “الوجه العاري للأزمة”، مع عواقب اجتماعية وسياسية حتمية.

ولعل التحذير الأكثر صراحة جاء في 30 يونيو من بروانه سلحشوري، وهي عضوة سابقة في برلمان النظام. في حديثها مع “ديدار نيوز”، اعترفت قائلة: “إيران حاليًا مثل بركان خامد يمكن لأي شرارة أن تتسبب في انفجاره”. وحثت المسؤولين على السعي لنيل رضا الشعب، محذرة: “إذا لم يفعلوا ذلك، فللأسف، لن ينتظرنا شيء سار”.