رضا بهلوي: ابن الشاه كبديل للملالي – هذه مغالطة
في تقرير نشرته صحيفة “شتوتغارتر تسايتونغ” الألمانية تم تحليل محاولات رضا بهلوي، ابن شاه إيران السابق، لتقديم نفسه كخيار بديل في حال تغيير النظام في إيران. يخلص المقال إلى أن هذه الفكرة هي “مغالطة”، حيث يفتقر بهلوي إلى الدعم الشعبي والهيكل التنظيمي، بينما يشير إلى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل أكثر مصداقية يجب على الغرب التعامل معه.
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار الدولية مجدداً نحو إيران، مع المفاوضات النووية في إسطنبول ومؤتمر الخبراء في برلين، يستضيف رضا بهلوي مؤتمراً في ميونيخ بعنوان “المؤتمر من أجل التعاون الوطني لإنقاذ إيران”، في محاولة لتقديم نفسه كخيار للسلطة في مرحلة ما بعد الملالي. ومع ضعف نظام طهران الواضح، أصبح تغيير النظام احتمالاً حقيقياً، مما يثير قلق الدوائر الدبلوماسية الغربية من فراغ فوضوي في السلطة، ويدفع البعض إلى التساؤل عما إذا كان ابن الشاه قادراً على ضمان انتقال مستقر.
الصورة المزيفة للأب
يجيب المقال على هذا السؤال بسخرية: “إنه خبير في القمع”. فقد كان والده، الشاه، يتمتع في الغرب بصورة الرجل الذي قاد بلاده إلى الحداثة. لكن الصحافة العالمية، التي كانت عائلته ضيفاً دائماً على صفحاتها، أغفلت الجانب المظلم من حكمه: القمع الوحشي لأي مقاومة، وحظر جميع الأحزاب المنافسة، وسجن آلاف السجناء السياسيين.
استراتيجية الابن المثيرة للريبة
يشير المقال إلى أن رضا بهلوي ، الذي تلقى تدريباً كطيار مقاتل في تكساس ودرس العلوم السياسية في كاليفورنيا، قد سعى مؤخراً وبشكل هادف إلى التواصل مع قلب جهاز القمع التابع للملالي. فقد أعلن علناً أنه يريد إقناع أعضاء من وزارة المخابرات الإيرانية وحرس النظام الإيراني بالانشقاق. الحسابات واضحة: يريد بهلوي أن يقدم نفسه للغرب كرجل يمكنه استبدال الملالي وفي نفس الوقت منع الانزلاق إلى الفوضى بقبضة من حديد. وقد عرض وجهات نظره مؤخراً على كبار سياسيي حزب المحافظين البريطاني، بمن فيهم رئيسا الوزراء السابقين كاميرون وجونسون.
خطط مبنية على الرمال
لكن في الواقع، خطط بهلوي مبنية على الرمال. ففي تحليل حديث، يصف السفير الألماني السابق في أفغانستان وكوريا، هانز-أولريش زايت، تأثير جماعة بهلوي في إيران بأنه “ضئيل جداً”. وكتب زايت: “إنهم لا يملكون هيكلاً منظماً أو قوات مسلحة في الداخل أو الخارج، كما أن استعادة النظام الشاه مرفوضة من قبل الغالبية العظمى من الشعب الإيراني”. وقد لوحظ هذا بوضوح خلال احتجاجات عام 2022، عندما أصبح شعار “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الولي الفقيه” الشعار الرئيسي للمظاهرات.
قلق المعارضة والبديل الموصى به
يثير تقارب بهلوي مع قوات أمن النظام قلق المعارضة الإيرانية في الخارج، التي تخشى أن يحاول النظام استخدام هذه الاتصالات للحصول على معلومات جديدة عن المعارضة في الخارج.
إذن، ماذا يجب على الغرب أن يفعل إذا كان خيار بهلوي واهياً؟ يقول السفير هانز-أولريش زايت إن استراتيجية الحوار مع ما يسمى بالقوى المعتدلة في النظام “لم تؤد إلى نتائج مقنعة حقيقية”. وبدلاً من ذلك، يوصي بـ “إجراء اتصالات ومحادثات مع ممثلي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)”. هذا التحالف، الذي يتخذ من باريس مقراً له، هو أكبر معارضة في المنفى، ويأمل في زيادة الضغط الغربي على الملالي.


