الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

في عصر تراكمت فيه الظلمة والطغيان، وتصدى الطغاة للعلم والتنوير بأدواتهم، واشتد قمع الإنسان، وخاصة النساء في إيران تحت حكم نظام ولاية الفقيه، لم يكتف هذا النظام بفرض أفكاره المتخلفة وسياساته على النساء الإيرانيات،

المرأة الإيرانية تقف في وجه الظلم الإيراني

نص المقابلة للدكتورة زينب البدول النائبة الأردنية السابقه و رئيسة لجنة المرأة في البرلمان مع موقع إيران الحرة

الدكتورة زينب البدول

في عصر تراكمت فيه الظلمة والطغيان، وتصدى الطغاة للعلم والتنوير بأدواتهم، واشتد قمع الإنسان، وخاصة النساء في إيران تحت حكم نظام ولاية الفقيه، لم يكتف هذا النظام بفرض أفكاره المتخلفة وسياساته على النساء الإيرانيات، بل وسّع نموذجه الحكومي وتفكيره تحت عنوان “تصدير الثورة” إلى دول المنطقة. نتيجة هذه السياسة، تدهور أوضاع النساء في العراق ولبنان واليمن وسوريا وفلسطين اليوم. وبعد كشف حقيقة نظام الملالي الحاكم في إيران، لم يعد هناك أي مبرر لقبوله، سواء داخل إيران أو في نطاق الشرق الأوسط، والظلمة والخداع والتخدير الذي استُخدم الدين كأداة للعب بالعقول ووسيلة للظلم لم يعد مقبولاً. اليوم، الوعي واجب عام، ليس فقط على الباحثين، بل على كل إنسان حي، ونحن في الشرق الأوسط بحاجة إلى هذا الوعي أكثر من غيرنا. في حوارنا اليوم مع امرأة عربية رائدة ومضحية، الدكتورة زينب البدول، عضو البرلمان الأردني السابق ورئيسة لجنة المرأة السابقة في البرلمان الأردني، شخصية بارزة تُعرف باعتدالها ووعيها وتضحيتها وعدالتها ونضالها من أجل النساء الأردنيات ودعم نضالات النساء العربيات والإيرانيات، نجلس للحوار. هذا الحوار الخاص هو محاولة لتقديم صورة من التنوير في إطار سلسلة من الحوارات البارزة مع الأحرار في الدول العربية والإسلامية، بهدف تنوير المجتمعات العربية والإسلامية وتقديم رؤية واضحة وصريحة عن الموقف السياسي والفكري العربي تجاه نظام إيران، سواء داخل هذا البلد أو في البيئة العربية والإقليمية المحيطة به. سبق للدكتورة زينب البدول أن دعمت في مناسبات سابقة نضالات النساء الإيرانيات وصمود النساء الفلسطينيات.

نص المقابلة: الدكتورة زينب البدول، عضو البرلمان الأردني السابق ورئيسة لجنة المرأة السابقة في البرلمان الأردني، نشكركم على تخصيص وقتكم لهذا الحوار.

السؤال الأول: بصفتك امرأة وعضو برلمان سابق، كيف تقيّمين وضع النساء تحت حكم نظام الملالي؟ هل تدينين هذا النظام بسبب سياساته القمعية ضد النساء، وخاصة النساء المحتجات؟ ألا يجب على جميع النساء الأحرار في العالم أن يدين هذا النظام وأفعاله؟ وهل يمكن مقارنة وضع النساء في الأردن وإيران؟

الجواب: بصفتي امرأة، وعضو برلمان أردني سابق، ورئيسة سابقة للجنة المرأة، فإن خبرتي في مجال حقوق المرأة في العالم العربي والإسلامي جعلتني على دراية بأشكال مختلفة من التمييز والظلم ضد النساء. ومع ذلك، فإن وضع النساء في إيران تحت حكم نظام الملالي هو أمر لا يثير الغضب فحسب، بل هو غير مقبول من الناحية الإنسانية والأخلاقية. هذا النظام، بسياساته القمعية، بما في ذلك فرض الحجاب الإجباري، والاعتقالات الواسعة، والتعذيب، وحتى إعدام النساء المحتجات، وخاصة خلال الانتفاضات الشعبية على مر السنين، أظهر وجهاً معادياً للمرأة ومعادياً للإنسانية. هذه القمعيات تتناقض تماماً مع تعاليم الإسلام الأصيلة التي تُكرّم المرأة كركن من أركان الأسرة والمجتمع، وتتعارض مع القيم الحضارية المعاصرة التي تؤكد على المساواة وكرامة الإنسان. السيدة مريم رجوي، أكدت مراراً أن “النساء هن قوة التغيير ومحرك الثورة الديمقراطية في إيران”. هذا الرأي يقدم النساء الإيرانيات ليس كضحايا، بل كرواد في المقاومة ضد الاستبداد. النساء الإيرانيات في وحدات المقاومة، سواء داخل إيران أو في أشرف ۳، يناضلن بشجاعة من أجل الحرية والمساواة. أنا أدين هذا النظام وسياساته المعادية للمرأة بشدة، وأعتقد أن جميع النساء الأحرار في العالم ملزمات بإدانة هذا النظام ودعم نضالات النساء الإيرانيات. بالمقارنة مع الأردن، فإن وضع النساء في إيران متضاد تماماً. في الأردن، تتمتع النساء بكرامة اجتماعية وقانونية، ويشاركن في مناصب عليا مثل الوزارة والبرلمان. القوانين الأردنية، رغم حاجتها إلى تحسين، تدعم حقوق النساء في التعليم والعمل والمشاركة السياسية. لكن في إيران، يحرم نظام الملالي النساء من حقوقهن الأساسية ويدفعهن إلى الهامش. نفوذ هذا النظام في بعض الدول العربية تسبب أيضاً في تحديات للنساء، لكن النساء الأردنيات والعربيات قاومن هذه التأثيرات وحافظن على مكانتهن. التضامن العالمي مع النساء الإيرانيات، المستلهم من مقاومتهن وقيادة السيدة رجوي، يمكن أن يرسم مستقبلاً مشرقاً للمنطقة.

السؤال الثاني: كما تعلمين، فإن وضع النساء في إيران تحت حكم نظام الملالي يواجه أزمات متزايدة ومتصاعدة. بصفتك ناشطة عربية بارزة في الدفاع عن حقوق المرأة، ما هو رأيك ودعمك في هذا المجال؟

الجواب:  بصفتي ناشطة بارزة في الدفاع عن حقوق المرأة والأسرة في العالم العربي، فإن الوضع المزري للنساء في إيران تحت حكم نظام الملالي قد أثر فيّ بعمق. التقارير الدولية، بما في ذلك تقارير منظمة العفو الدولية والأمم المتحدة، وثّقت انتهاكات منهجية لحقوق النساء، من فرض الحجاب الإجباري وقيود صارمة على حرية التعبير والمشاركة السياسية إلى العنف الحكومي ضد النساء المحتجات، كما رأينا في مقتل مهسا أميني في عام ۱۴۰۱ والقمع الذي تلا ذلك. هذا النظام، مستغلاً اسم الدين، فرض قوانين تحرم النساء من حقوقهن الأساسية وتنتهك كرامتهن كأمهات ومعلمات وأعمدة المجتمع، وهذا يتعارض تماماً مع القيم الإسلامية والإنسانية الأصيلة. ومع ذلك، فإن مقاومة النساء الإيرانيات، سواء في أشرف ۳، أو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أو في وحدات المقاومة داخل إيران، هي مصدر إلهام. تحت قيادة السيدة مريم رجوي، أظهرت النساء الإيرانيات أنهن لسن ضحايا، بل رائدات في النضال من أجل الحرية والمساواة. أنا، كامرأة عربية، أدين هذا النظام بسبب جرائمه ضد النساء، وأدعو النساء الأحرار في العالم، وخاصة في العالم العربي، إلى دعم مقاومة النساء الإيرانيات وتعزيز صوتهن. تضامننا يمكن أن يساعد في تحقيق تطلعات النساء الإيرانيات لإيران عادلة ومتساوية، كما رسمتها خطط  السيدة رجوي.

السؤال الثالث: كيف يمكن إجبار المجتمع الدولي على التخلي عن الصمت والتساهل مع هذا النظام والتصدي لانتهاكات حقوق النساء في إيران؟

الجواب:  سياسة التساهل التي يتبعها المجتمع الدولي مع نظام الملالي، والتي ترافقها تكاليف باهظة للدعاية وشيطنة معارضيه، بما في ذلك المقاومة الإيرانية المنظمة، قد ساهمت في استمرار انتهاكات صارخة لحقوق النساء والإنسان في إيران. هذا الصمت إزاء جرائم النظام، بما في ذلك القمع العنيف للنساء المحتجات في الانتفاضات خلال السنوات الماضية، والاعتقالات الواسعة، والإعدامات الظالمة، هو خيانة للقيم الإنسانية والعدالة. لإنهاء هذا الوضع، هناك حاجة إلى جهد عالمي منسق. أولاً، يجب زيادة الوعي العام بوضع النساء المزري في إيران من خلال نشر تقارير موثقة من منظمات حقوق الإنسان مثل العفو الدولية والأمم المتحدة. يجب أن تبرز هذه التقارير جرائم النظام، بما في ذلك حرمان النساء من حقوقهن الأساسية، والعنف الحكومي، وقمع الناشطات. ثانياً، الاعتراف بشرعية نضال النساء الإيرانيات والمقاومة المنظمة تحت قيادة السيدة مريم رجوي أمر حيوي. ثالثاً، يجب على النساء الأحرار في العالم، وخاصة في الدول العربية مثل الأردن التي لها تاريخ قوي في الدفاع عن حقوق الإنسان وكرامة المرأة، أن يطالبن بالعقوبات الموجهة ضد مسؤولي النظام بسبب انتهاكات حقوق النساء من خلال عقد مؤتمرات، وإصدار بيانات مشتركة، والضغط في المحافل الدولية. الأردن، بتزامه بالاعتدال والعدالة، يمكن أن يكون رائداً في هذا المسار. أدعو المجتمع الدولي إلى دعم مقاومة النساء الإيرانيات وتطلعاتهن لإيران حرة وديمقراطية مبنية على المساواة بين الجنسين بدلاً من إعطاء الأولوية للمصالح الاقتصادية والسياسية قصيرة الأمد. هذا الدعم ليس فقط في مصلحة الشعب الإيراني، بل في مصلحة استقرار المنطقة التي تضررت من سياسات النظام التدخلية، بما في ذلك في الأردن. التضامن العالمي مع النساء الإيرانيات، المستلهم من قيادة السيدة رجوي، يمكن أن ينهي الظلم ويحقق العدالة.

السؤال الرابع: النساء في طليعة الاحتجاجات والانتفاضات في إيران. كيف تقيّمين دورهن الريادي؟ وما هي رسالتك إلى النساء اللواتي يناضلن من أجل الحرية رغم مخاطر الإعدام والسجن والتعذيب؟

الجواب:  الدور الريادي للنساء الإيرانيات في الاحتجاجات والانتفاضات لم يذهل العالم فحسب، بل قدم نموذجاً لا مثيل له من الشجاعة والإرادة للنضالات الحرة في جميع أنحاء العالم. لقد وقفت النساء الإيرانيات، رغم التهديدات المروعة بالإعدام والسجن والتعذيب، بثبات في طليعة النضال ضد نظام الملالي، وأظهرن أنهن القوة الرئيسية للتغيير ومحرك الثورة الديمقراطية في إيران. هذا الدور، الذي ينبع من وعيهن العميق والتزامهن بالعدالة والمساواة، هو شهادة على قوة المرأة في مواجهة الاستبداد. هؤلاء النساء، سواء في وحدات المقاومة داخل إيران، أو في أشرف ۳، أو في المجلس الوطني للمقاومة، أظهرن بشجاعة لا مثيل لها أن أي قمع لا يمكن أن يكسر إرادتهن. رسالتي إلى النساء المناضلات الإيرانيات هي: شجاعتكن وصمودكن ليستا مصدر إلهام لإيران فحسب، بل لجميع نساء العالم، وخاصة في العالم العربي. أنتن، بوقوفكن في وجه ظلم النظام، تمهدن الطريق لإيران حرة وعادلة مبنية على المساواة بين الجنسين. أدعوكن إلى مواصلة هذا المسار المقدس، وأدعو النساء الأحرار في العالم، وخاصة في الأردن التي دائماً دافعت عن العدالة وكرامة الإنسان، إلى تعزيز صوتكن ودعم نضالكن. دعمي لكن ولتطلعات المجلس الوطني للمقاومة لإيران ديمقراطية مبنية على فصل الدين عن الدولة والمساواة بين الجنسين هو دعم قلبي وبلا شروط. أنتن، بشجاعتكن، ستصغن مستقبل إيران والمنطقة.

السؤال الخامس: السيدة مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية، تحدثت عن الحل الثالث“: لا للتساهل مع النظام، لا للحرب، ونعم للتغيير على أيدي الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة. ما رأيك في هذا الحل؟

الجواب: الحل الثالث” الذي قدمته السيدة مريم رجوي، والذي يؤكد على “لا للتساهل مع النظام، لا للحرب، ونعم للتغيير على أيدي الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة”، هو نهج تقدمي وواقعي وملهم لحل أزمة إيران وإنهاء ظلم نظام الملالي. هذا الحل، برفضه سياسة التساهل التي أدت إلى استمرار قمع النساء وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، ورفضه للحرب التي تترتب عليها تكاليف إنسانية وإقليمية لا تُعوّض، يعتمد على قوة الشعب الإيراني ودور النساء الريادي في المقاومة المنظمة. رؤية السيدة رجوي تتماشى مع القيم الإنسانية والإسلامية التي تؤكد على الحرية والعدالة، وتقدم طريقاً عملياً لتحقيق إيران حرة وعادلة. بصفتي امرأة عربية وناشطة في حقوق المرأة، أرى هذا الحل ليس فقط منقذاً لإيران، بل مفتاحاً للاستقرار والسلام في المنطقة. لقد عطّل نظام الملالي، بسياساته التدخلية، بما في ذلك محاولات زعزعة استقرار الأردن من خلال تهريب الأسلحة وإثارة الفتن، أمن المنطقة. الحل الثالث، من خلال التركيز على تمكين الشعب الإيراني، وخاصة النساء اللواتي يقفن في طليعة النضال، يقدم مساراً ديمقراطياً وسلمياً للتغيير. أدعو المجتمع الدولي إلى الاعتراف بشرعية المقاومة الإيرانية ودعم هذا الحل لإنهاء ظلم النظام. الأردن، الذي دائماً دعم السلام والاعتدال، يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تعزيز هذا النهج. التضامن مع المقاومة الإيرانية، المستلهم من قيادة السيدة رجوي، ليس فقط في مصلحة الشعب الإيراني، بل في مصلحة المنطقة بأكملها التي تضررت من سياسات النظام التوسعية.

السؤال السادس: ما هو تقييمك لخطة السيدة رجوي العشرية لمستقبل إيران التي تؤكد على الحرية، والمساواة بين الجنسين، وإلغاء عقوبة الإعدام، وفصل الدين عن الدولة، وإيران غير نووية؟

الجواب:  خطة السيدة مريم رجوي العشرية، التي تؤكد على الحرية، والمساواة بين الجنسين، وإلغاء عقوبة الإعدام، وفصل الدين عن الدولة، وإيران غير نووية، هي خريطة طريق شاملة وتقدمية وملهمة لمستقبل ديمقراطي وعادل في إيران. تتميز هذه الخطة من جهتين: أولاً، تقديمها من قبل مقاومة لا تسعى للسلطة، بل لإنقاذ شعبها ووطنها، وثانياً، شموليتها وتطابقها مع القيم العالمية لحقوق الإنسان واحتياجات الشعب الإيراني، وخاصة النساء اللواتي يعانين من القمع المنهجي لنظام الملالي. التركيز الخاص لهذه الخطة على المساواة بين الجنسين هو رد مباشر على سياسات النظام المعادية للمرأة التي انتهكت كرامة النساء من خلال فرض قوانين مثل الحجاب الإجباري وقمع النساء المحتجات. هذه الخطة، بالتزامها بفصل الدين عن الدولة، تمنع استغلال النظام للدين لتبرير القمع، ومن خلال إلغاء عقوبة الإعدام وإيران غير نووية، تساهم في السلام والعدالة في المنطقة والعالم. بصفتي ناشطة في حقوق المرأة في العالم العربي، أرى هذه الخطة ليس فقط منقذة لإيران، بل نموذجاً للمنطقة بأكملها. الأردن، الذي دائماً دعم الاعتدال والسلام وكرامة الإنسان، يمكن أن يدعم هذه الخطة كإطار لتعزيز الاستقرار الإقليمي. أدعو المجتمع الدولي إلى الاعتراف بشرعية هذه الخطة واستخدامها للضغط على نظام الملالي ودعم الشعب الإيراني، وخاصة النساء الرائدات في المقاومة. هذه الخطة، من خلال التركيز على تمكين النساء وإقامة الديمقراطية، لن تنهي الظلم في إيران فحسب، بل ستقلل من التوترات الإقليمية الناتجة عن سياسات النظام التدخلية، بما في ذلك في الأردن. التضامن العالمي مع تطلعات هذه الخطة، المستلهم من قيادة السيدة رجوي، يمكن أن يرسم مستقبلاً مشرقاً لإيران والمنطقة.

السؤال السابع: الأردن، سواء من حيث القيادة أو الشعب، هو الأقرب إلى قضية فلسطين وفي طليعتها. هل ساعد نظام الملالي الحاكم في إيران قضية فلسطين وشعب فلسطين؟ وهل كان داعماً لمواقف الأردن الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتعلق بقضية فلسطين؟

الجواب:  نظام الملالي الحاكم في إيران لم يساعد قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني فحسب، بل ساهم بسياساته التفرقة والتدخلية، بما في ذلك دعم الجماعات الوكيلة، وتهريب الأسلحة، وإثارة الفتن، في زعزعة استقرار المنطقة وإضعاف قضية فلسطين. لقد استغل هذا النظام شعارات الدعم الظاهري لفلسطين لتعزيز أهدافه التوسعية وسياسته المسماة “تصدير الثورة”. الأردن، المعروف كدولة في طليعة دعم حقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز الحلول العادلة والسلمية، قد تأثر سلباً بهذه السياسات. تصرفات النظام، بما في ذلك محاولات زعزعة استقرار الأردن من خلال تهريب الأسلحة والمخدرات وتحريض التوترات الداخلية، استهدفت بشكل مباشر أمن واستقرار الأردن وعرقلت تعزيز المواقف العربية الموحدة تجاه قضية فلسطين. السلام والاستقرار في المنطقة ممكنان فقط بإنهاء تدخلات نظام الملالي وإقامة الديمقراطية في إيران. هذه الرؤية تتماشى مع التزام الأردن بالاعتدال والسلام والعدالة، وتظهر الحاجة إلى دعم المقاومة الإيرانية لتقليل التوترات الإقليمية. بصفتي امرأة أردنية وناشطة في حقوق المرأة، أقدّر دور قيادة وشعب الأردن في الدفاع عن قضية فلسطين والسعي إلى حلول مبنية على الحوار والوحدة العربية. لكن نظام إيران، بدلاً من مساعدة مواقف الأردن الإقليمية والدولية، ساهم بأفعاله العدائية في زعزعة استقرار المنطقة. دعم المقاومة الإيرانية وخطط السيدة رجوي، بما في ذلك الخطة العشرية لإيران حرة وغير نووية ومبنية على فصل الدين عن الدولة، يمكن أن يساعد في تعزيز السلام والعدالة في المنطقة، بما في ذلك في قضية فلسطين. أدعو المجتمع الدولي والدول العربية، وخاصة الأردن، إلى الاعتراف بشرعية المقاومة الإيرانية لإنهاء تدخلات نظام الملالي. التضامن مع الشعب الإيراني، وخاصة النساء الرائدات في المقاومة، ليس فقط في مصلحة قضية فلسطين، بل في مصلحة استقرار المنطقة بأكملها التي عانت من سياسات النظام القمعية والتدخلية.

في النهاية:  نقدّر جهودكم ونأمل أن نسمع وننقل أي رسالة للنساء الإيرانيات من خلالنا.

الرسالة: إلى النساء الشجاعات والمناضلات في إيران، سواء في أشرف ۳، أو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أو في شوارع إيران اللواتي يقفن بتضحية لا مثيل لها في وجه نظام الملالي، أوجّه تحية قلبية وأحر السلام. شجاعتكن وصمودكن في انتفاضات السنوات الماضية ليست مصدر إلهام لإيران فحسب، بل لجميع نساء العالم، وخاصة في العالم العربي. أنتن، بنضالكن، أظهرتن أن النساء هن القوة المحركة للتغيير ونبض المقاومة من أجل الحرية. أدعوكن إلى مواصلة هذا المسار المقدس، وأؤمن بأن نصركن قريب. بصفتي امرأة أردنية وناشطة في حقوق المرأة، أدعم نضالكن من أجل إيران ديمقراطية مبنية على المساواة بين الجنسين وفصل الدين عن الدولة. نحن، نساء الأردن، نقف إلى جانبكن في هذا المسار. أدعو النساء الأحرار في العالم إلى تعزيز صوتكن ودعم تطلعاتكن. انتصاركن لن يقود إيران فحسب، بل المنطقة بأكملها نحو السلام والتقدم.

ختاما لهذا اللقاء نتوجه لسعادتكم بجزيل الشكر وأطيب التمنيات لكم بالتوفيق والسداد..