اعترافات خامنئي: عندما يكشف الطاغية عن نهايته المحتومة
المقدمة
في مسرح الديكتاتوريات، غالبًا ما يبدأ الفصل الأخير ليس بضجيج الانفجارات، بل بهمس الاعترافات التي تتسرب من أعلى هرم السلطة. الخطاب الأخير الذي ألقاه خامنئي الجلاد، والذي كان يهدف إلى بث الأمل في شرايين نظامه المحتضر، لم يكن سوى تجسيدًا صارخًا لهذه الحقيقة. فبدلاً من إظهار القوة، كشف الخطاب عن خريطة كاملة لمخاوف نظام ولاية الفقيه، ورسم بدقة متناهية ملامح نهايته التي لم تعد مجرد احتمال، بل حقيقة استراتيجية يؤكدها نضال الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة التي باتت تقض مضاجع الطغمة الحاكمة في طهران.
الهوس بالمقاومة المنظمة: “العدو” في الداخل
لم يكن تركيز خامنئي المهووس على “العدو” الذي يزرع اليأس ويستهدف الشباب مجرد خطاب سياسي عابر، بل كان اعترافًا صريحًا بنجاح استراتيجية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ووحدات المقاومة التابعة لها. العدو الذي تحدث عنه ليس قوة أجنبية يمكن حشد الناس ضدها، بل هو عدو يتجذر في عمق المجتمع الإيراني؛ إنه جيل الشباب الذي رفض الخضوع، والنساء اللواتي أشعلن شرارة المقاومة، والمواطنون الذين حولوا مقاطعة مهزلة الانتخابات إلى استفتاء شعبي أعلنوا فيه موت النظام. عندما يحذر الطاغية من “تسرب اليأس” إلى صفوف أنصاره، فهو في الحقيقة يصف الهزيمة المعنوية التي ألحقتها به المقاومة، والتي نجحت في تعرية النظام وإظهار أنه بناء متصدع لا مستقبل له. إن هذا الخوف من الداخل هو الذي يفسر كل سياسات النظام الأخرى، من القمع الوحشي إلى إشعال الحروب في الخارج.
استراتيجية تصدير الأزمات: من القمع الداخلي إلى إشعال الحروب
يكشف خطاب خامنئي عن حقيقة استراتيجية لطالما أكدت عليها المقاومة الإيرانية: نظام ولاية الفقيه يلجأ إلى تصدير الإرهاب وإشعال الحروب في المنطقة كلما اشتدت أزماته الداخلية واقترب من السقوط. الحرب التي يشنها النظام في الشرق الأوسط ليست علامة قوة، بل هي أعراض الضعف المميت. إنها محاولة يائسة لتحويل الأنظار عن عجزه في مواجهة الغضب الشعبي المتفجر، وعن حقيقة أن البديل الديمقراطي، المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يكتسب زخمًا وقبولًا متزايدًا على الصعيدين الداخلي والدولي. كل صاروخ يطلقه النظام باتجاه دول المنطقة هو في جوهره صرخة خوف من وحدات المقاومة التي تنشط في شوارع طهران ومدن إيران الأخرى، وهو اعتراف بأن بقاءه لم يعد ممكنًا إلا عبر خلق الفوضى خارج حدوده، على أمل الهروب من مصيره المحتوم في الداخل.
البديل الديمقراطي: مصدر رعب النظام الحقيقي
لماذا كل هذا الرعب في خطاب خامنئي؟ لأنه يدرك جيدًا أن المواجهة لم تعد بين نظامه وشعب أعزل، بل بين ديكتاتوريته ومشروع سياسي منظم وواضح المعالم. الخوف الحقيقي ليس من الاحتجاجات العفوية، بل من المقاومة المنظمة التي يقودها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والتي تقدم للعالم وللشعب الإيراني رؤية متكاملة لإيران الغد. هذا البديل، المتجسد في خطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر، هو الكابوس الأكبر لخامنئي. إنها خطة لإقامة جمهورية ديمقراطية، تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الجنسين، وإيران غير نووية تعيش في سلام مع جيرانها. إن وجود هذا البديل المنظم والمستقل هو ما يحول كل أزمة داخلية إلى تهديد وجودي للنظام، وهو ما يجعله يعترف، ولو بشكل غير مباشر، بأن “العدو” لا يمتلك فقط القدرة على “زرع اليأس” في قلوب أنصاره، بل يمتلك أيضًا مشروعًا لبناء الأمل لمستقبل إيران.
الخاتمة
لم يكن خطاب خامنئي الأخير سوى رثاء مبكر لنظام يحتضر. لقد كشفت كلماته، رغمًا عنه، أن المعركة الحقيقية تدور داخل إيران، وأن ميزان القوى يميل بشكل حاسم لصالح الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. إن اعترافاته بالضعف الداخلي وهوسه بـ”العدو” وتورطه في حروب خارجية، كلها تشير إلى حقيقة واحدة: الحل الوحيد لأزمة إيران والمنطقة هو تطبيق الخيار الثالث، أي دعم نضال الشعب الإيراني لتغيير النظام. على المجتمع الدولي أن يدرك أن الاستثمار في هذا النظام هو استثمار في الإرهاب والحرب، بينما الاستثمار في دعم المقاومة الإيرانية هو استثمار في الديمقراطية والسلام لإيران والشرق الأوسط والعالم.
******************
نظام الملالي،المحرك الحقيقي للحرب في غزة والعدو المشترك للشعبين الإيراني والفلسطيني

في خضم المأساة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة تتجه الأنظار نحو الأسباب المباشرة للصراع لكن التحليل العميق يكشف عن محرك خفي يصب الزيت على النار لتحقيق أهدافه الاستراتيجية. هذا المحرك ليس سوى نظام ولاية الفقيه في إيران الذي لطالما استخدم القضية الفلسطينية كغطاء لتصدير أزماته الداخلية وتوسيع نفوذه المدمر في المنطقة.
إن الأصوات الصادقة القادمة من قلب المقاومة الإيرانية تؤكد حقيقة مرة وهي أن نظام الملالي هو العدو المشترك للشعبين الإيراني والفلسطيني وأن طريقه إلى القدس المزعوم لا يمر إلا على دماء وأشلاء أطفال غزة. منذ وصوله إلى السلطة بنى خميني ومن بعده خامنئي استراتيجيته على إشعال الحروب والأزمات في الشرق الأوسط. شعارات “الدفاع عن فلسطين” و”تحرير القدس” لم تكن يوماً سوى أدوات للخداع والتلاعب بعواطف الشعوب. ففي الوقت الذي يرفع فيه النظام هذه الشعارات نجد أن سياساته لم تجلب للمنطقة سوى الدمار والخراب. من سوريا إلى العراق ومن لبنان إلى اليمن والآن في غزة بصمات النظام الإيراني واضحة في كل قطرة دم تسيل. إنه يستخدم الميليشيات التابعة له كوقود رخيص لحروبه بالوكالة مضحياً بالشعوب العربية لتحقيق حلم الإمبراطورية الشيعية المزعومة.
إن جوهر سياسة النظام الإيراني الخارجية هو تصدير الأزمات للهروب من السقوط المحتم في الداخل. عندما يواجه النظام انتفاضات شعبية عارمة واقتصاداً منهاراً ومقاومة منظمة تتمثل في وحدات المقاومة لا يجد مخرجاً سوى إشعال حرب في الخارج.
الحرب في غزة هي بالنسبة لخامنئي فرصة ذهبية لتحويل الأنظار عن جرائمه بحق الشعب الإيراني وللظهور بمظهر المدافع عن الإسلام والقضية الفلسطينية. لكن الحقيقة هي أن كل صاروخ يطلق من غزة وكل بيت يدمر هناك يمنح هذا النظام نفساً إضافياً للبقاء في السلطة على حساب معاناة الأبرياء. في هذا السياق تأتي رسالة التضامن من المقاومة الإيرانية وتحديداً من معقل الحرية في أشرف 3 لتعبر عن الصوت الحقيقي للشعب الإيراني.
إن نساء ورجال المقاومة الإيرانية الذين ذاقوا مرارة القمع والظلم على يد هذا النظام يدركون أكثر من غيرهم حجم المعاناة التي يعيشها أهل غزة. إنهم يرون في دموع أمهات غزة انعكاساً لدموع أمهات شهداء الانتفاضة في إيران وفي صمود شبابها استمراراً لصمود وحدات المقاومة. هذا التضامن ليس عاطفياً فحسب بل هو قائم على وعي عميق بأن العدو واحد والمعركة واحدة من أجل الحرية والكرامة الإنسانية. إن الحل الحقيقي لإنهاء مأساة فلسطين وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط لا يكمن في المفاوضات العقيمة أو الحلول المؤقتة بل في استئصال جذر المشكلة وهو نظام ولاية الفقيه.
طالما بقي هذا النظام في السلطة سيستمر في استخدام القضية الفلسطينية كذريعة لإشعال الحروب وتهديد الأمن الإقليمي والدولي. إن إسقاط هذا النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة ليس فقط حقاً للشعب الإيراني بل هو ضرورة استراتيجية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. لذلك فإن الرسالة الأهم التي يجب أن تصل إلى العالم أجمع وإلى شعوب المنطقة هي أن الطريق إلى السلام في غزة وبيروت ودمشق وبغداد يمر عبر طهران.
إن دعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والاعتراف بحقه في مقاومة الديكتاتورية الدينية هو الاستثمار الحقيقي في مستقبل آمن ومستقر للشرق الأوسط. عندما يتحرر الشعب الإيراني ستتحرر معه المنطقة بأسرها من كابوس التطرف والإرهاب الذي يمثله نظام الملالي وستنتهي إلى الأبد المتاجرة بدماء الشعوب وقضاياها العادلة.
انقطاع الكهرباء في إيران، أزمة مُفتعلة وسلاح قمع بيد نظام ولاية الفقيه

في خضم صيف لا يطاق، تحول انقطاع التيار الكهربائي الواسع والممنهج مرة أخرى إلى أداة للتعذيب الممنهج للشعب الإيراني. إن هذا الانقطاع المتكرر للكهرباء يتجاوز كونه أزمة فنية أو نقصاً في الموارد، ليصبح ظاهرة سياسية وأمنية بالكامل، تكمن جذورها في عدم الكفاءة والفساد البنيوي والطبيعة المعادية للشعب لنظام ولاية الفقيه. هذا النظام، الذي لا يرى بقاءه في رفاهية الشعب بل في القمع وخلق الأزمات المستمرة، قد حوّل الظلام الآن إلى سلاح ضد معيشة المجتمع وصحته وسلامته النفسية.
جذور الأزمة: مافيا السلطة ونهب الموارد الوطنية
أزمة الكهرباء اليوم هي نتاج عقود من سوء الإدارة والفساد وإعطاء الأولوية لنفقات القمع وإثارة الحروب على حساب البنى التحتية الحيوية للبلاد. ففي حين تعمل محطات الطاقة في البلاد بأقل من نصف طاقتها بسبب نقص الاستثمار والتقادم الشديد، تُنفق الإيرادات الوطنية على المشاريع النووية والبرامج الصاروخية وتغذية الميليشيات العميلة في المنطقة بدلاً من تحديث هذه الصناعة.
على مستوى أعمق، تخضع صناعة الكهرباء في إيران للسيطرة الكاملة للمافيا التابعة لبيت خامنئي وحرس النظام. هذه الشبكات الفاسدة تجني أرباحاً طائلة من هذه الصناعة من خلال عقود غير شفافة ونهب منظم، وليس لديها أي إرادة لحل مشاكلها الأساسية. بالنسبة لهم، الأزمة هي فرصة لمزيد من التربح، وليست مشكلة وطنية يجب حلها
تعدين العملات الرقمية: سرقة علنية للكهرباء من جيوب المواطنين
أحد أكثر جوانب هذه الأزمة خيانة هو تخصيص الكهرباء الرخيصة والمدعومة لمراكز تعدين العملات الرقمية الضخمة، التي يدير العديد منها حرس النظام أو المؤسسات التابعة له بشكل مباشر. بينما تعاني المستشفيات والورش الإنتاجية الصغيرة ومنازل الناس من انقطاع التيار الكهربائي، تواصل هذه المراكز المستهلكة للطاقة نشاطها دون انقطاع لتمويل آلة الحرب والإرهاب التابعة للنظام.
هذا الإجراء هو مثال صارخ على السرقة المنظمة للموارد الوطنية والتضحية بالاحتياجات الأساسية للشعب من أجل مصالح أقلية قمعية.
العواقب المدمرة: شل الاقتصاد والحياة اليومية
إن تأثير انقطاع التيار الكهربائي على المجتمع الإيراني مدمر. على الصعيد الاقتصادي، أدى توقف خطوط الإنتاج في المصانع، وتلف المعدات الصناعية والزراعية، وإغلاق الشركات الصغيرة، إلى توجيه ضربة قاصمة لجسد الاقتصاد المنهار في البلاد.
هذا الوضع يفاقم البطالة ويدفع بآلاف الأسر إلى ما تحت خط الفقر. أما على المستوى الاجتماعي، فالعواقب أكثر كارثية. يهدد انقطاع الكهرباء في المستشفيات حياة المرضى، وخاصة الأطفال حديثي الولادة والأشخاص المتصلين بأجهزة دعم الحياة.
تتعطل الحياة اليومية للمواطنين بسبب توقف أجهزة التبريد في الحر القاتل، وفساد المواد الغذائية، وانقطاع الاتصالات والتعليم عبر الإنترنت. هذا الضغط المستمر يضع المجتمع على شفا انفجار اجتماعي جديد ويوصل غضب الناس المكبوت إلى درجة الغليان.
الحل النهائي: عبور من ظلام الديكتاتورية إلى نور الحرية
لقد أثبت نظام ولاية الفقيه أنه لا يملك القدرة ولا الإرادة لحل أزمة الكهرباء وغيرها من المشاكل الأساسية في البلاد. انقطاع التيار الكهربائي اليوم هو رمز للمأزق الكامل الذي وصل إليه هذا النظام في جميع مجالات الإدارة. تثبت هذه الأزمة أنه طالما بقيت هذه الديكتاتورية الدينية في السلطة، ستصبح حياة الشعب الإيراني أكثر قتامة يوماً بعد يوم. لذلك، الحل الحقيقي لا يكمن في حلول فنية مؤقتة، بل في تغيير سياسي جذري.
السبيل الوحيد لإنهاء هذه الدوامة من الأزمات والظلام هو الإطاحة الكاملة بالنظام على أيدي الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. الانتفاضة التي تتبلور حول وحدات المقاومة هي القوة الوحيدة التي يمكنها إعادة النور إلى إيران، وإنهاء كل هذه المعاناة من خلال إقامة جمهورية ديمقراطية شعبية. إن الظلام الشامل هو المقدمة الحتمية لشروق شمس الحرية.
آلة حرب الملالي: قناع يستر عورة نظام يحتضر خوفاً من انتفاضة شعبه

عندما أطلق نظام الملالي مسرحيته الهزلية بإرسال مئات الطائرات المسيرة والصواريخ نحو إسرائيل، لم تكن عينه على تل أبيب بقدر ما كانت على شوارع طهران وأصفهان وشيراز. إن ضجيج الحرب الذي يفتعله النظام في الخارج ليس استعراضاً للقوة، بل هو محاولة يائسة لإخفاء الضعف القاتل الذي ينخر في جسده من الداخل. إنها استراتيجية قديمة لنظام أدرك منذ يومه الأول أن بقاءه لا يعتمد على رضا شعبه، بل على قدرته على خلق الأعداء وتصدير الأزمات لإسكات صوت الشعب الإيراني الذي يطالب بإسقاطه
بركان الغضب الشعبي: المحرك الحقيقي لسياسات النظام
لفهم السبب الحقيقي وراء نزعة النظام الإيراني لإشعال الحروب، يجب النظر إلى ما يحدث داخل حدود إيران. النظام يواجه أزمة وجودية عميقة؛ اقتصاد منهار، فساد مستشرٍ، فقر مدقع، وقمع وحشي لم ينجح في إخماد جذوة المقاومة. الأهم من ذلك، أنه يواجه شعباً واعياً يرفض أن يكون وقوداً لمغامرات النظام التوسعية. شعارات مثل “لا لغزة، لا للبنان، روحي فداء لإيران” و”عدونا هنا، يكذبون حين يقولون إنه أمريكا” التي تردد في الانتفاضات المتعاقبة، ليست مجرد هتافات، بل هي تعبير عن قطيعة تامة بين الشعب والنظام الحاكم. هذا الغضب الشعبي المتراكم هو البركان الذي يخشى خامنئي انفجاره في أي لحظة، وهو ما يدفعه للهروب إلى الأمام عبر افتعال أزمات خارجية
استراتيجية تصدير الأزمات: خداع عمره أربعة عقود
منذ عهد خميني، بنى نظام ولاية الفقيه سياسته الخارجية على مبدأ “تصدير الثورة”، الذي لم يكن في جوهره سوى تصدير للإرهاب والأزمات الداخلية. كلما اشتدت حدة السخط الشعبي والمقاومة المنظمة في الداخل، سارع النظام إلى إشعال فتيل أزمة في المنطقة، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن. الهدف دائماً واحد: تحويل الأنظار عن القمع الداخلي، وتصوير نفسه على أنه “حصن المقاومة” ضد مؤامرة خارجية، وبالتالي تبرير قبضته الحديدية على السلطة. الحرب مع إسرائيل هي الحلقة الأحدث في هذه السلسلة الطويلة من الخداع الاستراتيجي، وهي مصممة ليس للدفاع عن أي قضية، بل للدفاع عن بقاء الديكتاتورية الدينية
مسرحية الصواريخ: دعاية للاستهلاك المحلي
كان الهجوم الأخير بالصواريخ والطائرات المسيرة مثالاً فاضحاً على هذه الاستراتيجية. من الناحية العسكرية، كان الهجوم فشلاً ذريعاً، حيث تم اعتراض الغالبية العظمى من المقذوفات. لكن الهدف لم يكن عسكرياً بالأساس، بل كان دعائياً وموجهاً للداخل الإيراني. لقد أراد حرس النظام أن يبعث برسالة ترهيب إلى الشعب، مفادها أن النظام لا يزال يمتلك القوة العسكرية القادرة على سحق أي تحرك داخلي. كانت تلك محاولة لترميم صورة الردع المنهارة، ليس في مواجهة أعداء خارجيين، بل في مواجهة وحدات المقاومة والشعب المنتفض الذي لم يعد يخشى آلة القمع
البديل الديمقراطي: المصدر الحقيقي لهلع النظام
ما يرعب نظام الملالي حقاً ليس التهديدات الخارجية، بل وجود بديل ديمقراطي منظم وذي مصداقية يلتف حوله الشعب الإيراني. المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بقيادة السيدة مريم رجوي، يمثل هذا البديل. إن خطة النقاط العشر التي طرحتها السيدة رجوي لإيران المستقبل، والتي تدعو إلى جمهورية ديمقراطية وعلمانية تقوم على فصل الدين عن الدولة والمساواة بين الجنسين واحترام حقوق الإنسان، هي النقيض المطلق لنظام القرون الوسطى الحاكم في طهران. هذا البديل المنظم، الذي تمثله شبكة وحدات المقاومة في الداخل، هو الذي يقض مضاجع خامنئي وقادة حرس النظام، لأنه يفقدهم شرعية وجودهم ويفضح حقيقة أنهم قوة احتلال في بلدهم
الخاتمة: طريق السلام في المنطقة يمر عبر إسقاط نظام طهران
في الختام، يجب على المجتمع الدولي ألا ينخدع بمسرحيات النظام الحربية. إن الحرب الحقيقية التي يخوضها نظام الملالي هي حربه ضد الشعب الإيراني. إنهاء هذه الحرب وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم عبر التفاوض مع هذا النظام أو استرضائه، بل من خلال دعم نضال الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لإسقاطه. إن الاعتراف بحق الشعب الإيراني في تقرير مصيره وتغيير النظام الديكتاتوري هو السبيل الوحيد لإنهاء دوامة العنف والإرهاب التي يغذيها هذا النظام في المنطقة والعالم.


