الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الصفوة.. ونظرة على قضايا الأمة "لقاء وشخصية" الصفوة والتنوير: رؤى لمعالجة قضايا الشعوب العربية والإسلامية تتواصل اللقاءات ضمن سلسلة لقاءات حوارية مع شخصيات سياسية رفيعة المستوى ومثقفين عرب ومسلمين تتبنى رؤى ثابتة من قضايا الأمتين العربية والإسلامية نستعرضها في "رسالة موقف الصفوة من قضايا الأمة"..

الصفوة.. ونظرة على قضايا الأمة

الصفوة.. ونظرة على قضايا الأمة

دكتور أحمد الخلايلة النائب الأول السابق لرئيس البرلمان الأردني

“لقاء وشخصية”

الصفوة والتنوير: رؤى لمعالجة قضايا الشعوب العربية والإسلامية

تتواصل اللقاءات ضمن سلسلة لقاءات حوارية مع شخصيات سياسية رفيعة المستوى ومثقفين عرب ومسلمين تتبنى رؤى ثابتة من قضايا الأمتين العربية والإسلامية نستعرضها في “رسالة موقف الصفوة من قضايا الأمة”..

في حوار “لقاء وشخصية” تحت عنوان”رسالة موقف الصفوة من قضايا الأمة“.. بقصد التنوير ورفع حالة الوعي لدى الرأي العام العربي والإقليمي وحتى الناطق بالعربية؛ نستعرض في مقابلة خاصة مع مقابلة خاصة مع صاحب الرفعة والمقام سعادة النائب الأردني السابق الدكتور / أحمد الخلايلة.

رسالة موقف الصفوة من قضايا الأمتين العربية والإسلامية من خلال سلسلة لقاء وشخصية مع شخصية سياسية أردنية معروفة باعتدالها وإنصافها والتزامها بالقيم العربية والإسلامية مع سعادة النائب الأردني السابق الدكتور/ أحمد الخلايلة..

   نعيش اليوم في عصر تتراكم فيه وسائل المعرفة والتنوير، وتبعا لذلك لم يعد هناك مبررا لما نعيشه في الشرق الأوسط من ظلام وتغرير وتخدير يُستخدم فيه الدين مع الأسف وسيلة للظلم.. وسيلة للعبث بالعقول؛ والمؤسف أن وسائل المعرفة والتنوير هذه لم تعد تجدي نفعاً في ظل كيانات الفتن التي تهيمن على واقعنا الحالي.. وفي مواجهة ذلك بات الوعي اليوم فريضة على الجميع كركيزة اساسية في معركة التنوير.. فريضةٌ على العالِم وعلى كل إنسان حُر وليس على طالب العلم وحده، وجميعنا ونحن في الشرق الأوسط معنيين بهذه المعركة أكثر من غيرنا.

في لقاء اليوم تستضيف “إيران حرة” القامة العربية والشخصية الأردنية المميزة بعطائها واعتدالها ووعيها وانصافها.. لقاءنا اليوم مع النائب الأول السابق لرئيس البرلمان الأردني سعادة الدكتور أحمد الخلايلة سعياً منا لتقديم صورة من صور التنوير ضمن سلسلة لقاءات مميزة مع أحرار الأمتين العربية والإسلامية سعيا منا إلى تنوير مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وكذلك تقديم صورة واضحة ومباشرة للموقف السياسي والفكري العربي فيما يتعلق بالنظام الإيراني داخل إيران وخارجها.. وتأثير هذا النظام في محيط إيران العربي والإقليمي، وفيما يلي/ نص المقابلة:

س1- سعادة الدكتور أحمد الخلايلة.. سعادتكم من الملمين بخفايا ما يجري على الساحة الإقليمية من أحداث ومغامرات أوصلتنا اليوم إلى نتائج كارثية.. وبعد أن كانت فلسطين هي قضية العرب والمسلمين الوحيدة باتت اليوم واحدة من جملة من القضايا.. إيران قضية، والعراق قضية، وسوريا قضايا.. ولبنان قضية.. واليمن قضية، والسودان قضية، وغزة أم القضية في فلسطين القضية الكبرى.. هذا هو الحال والسبب هو من أدعى بأنه يريد تحرير فلسطين عبر كربلاء فلم احتل كل العراق وكربلاء جزء منه وذهب وهيمن على سوريا وأكثر على لبنان لم يحرر فلسطين بل زرع الشقاق بين أبنائها وأضاع غزة وأصبحت فلسطين مجرد حُلم، وأضاع سوريا لتكون محتلة هي الأخرى، وهدد استقرار الأردن، ودمر إيران وشعبها بـ 45 سنة من الحماقات يختتمها اليوم بمحاولة الوصول إلى قدرات صاروخية ونووية وتهديد الغرب بضربه بالصواريخ.. والسؤال هنا حقاً ماذا يريد هذا النظام وإلى أين سيصل بالمنطقة فالكل يدفع ثمن حماقاته ومؤامراته وتواطؤه بشكل أو بآخر من أعداء المنطقة.. وهل ترون اليوم أنّ النظام الإيراني يمرّ بأصعب مراحل وجوده وأكثرها ضعفا مع أنه يواصل تصعيد سياساته القمعية والإعدامات، وكيف تفسّرون هذا السلوك؟

ج1: السؤال هو قراءة حقيقية للواقع القائم الذي هو نتاج مسيرة تآمرية على المنطقة برمتها.. نعم كم من القضايا واجب تداولها وحلها اليوم.. الإتحاد الأوروبي بقدراته الهائلة يقف عاجزا أمام قضيةٍ واحدة بينما العرب والعالم الإسلامي يجد نفسه أمام حزمة كبيرة من القضايا التي أشرتم إليها بدقة كتشخيص للواقع وقراءته قبل الدخول أو التفكير في الحلول.. وسؤالكم ماذا يريد هذا النظام جوابه واضح جدا ” النظام منذ تأسيسه وتمكينه يريد أن يكون شريكا توسعياً للغرب في مخطط الهيمنة على المنطقة، كما يريد أن يفرض نفسه ووجوده كأمر واقع على المنطقة والعالم من خلال قدراته الصاروخية والنووية والاقتصادية التي تدفع المنطقة العربية برمتها ثمن كلفة هذه الحماقات وتلك الأحلام.. لكنه لن يصل إلى ذلك” وإلى أين سيصل بالمنطقة فهذا هو الكارثي حيث أنه قد وصل بالمنطقة فعلياً إلى حافة الدمار والخراب، ومقدمة السؤال الذي تفضلتم به تحكي ذلك.. ولم يكن أعداء الأمة ليحلموا بتحقيق ما وقع من خراب وتدمير وتفتيت واحتلال لولا التدخلات العدوانية لهذا النظام في المنطقة
 أما ما يتعلق بالإعدامات فهي ليست دليل قوّة وثقة فالنظام يعيش حالة من التشظي وانعدام الثقة.. وهي منعدمة فعلا والدليل مقتل هنية وحسن نصرالله وقادة حزب الله وحماس وقادة الحرس والجيش والعلماء في إيران وإصابة رموز كبار بالسلطة؛ الأمر فعلا مثير لريبة كبيرة وللمزيد المزيد من التساؤلات؛ وبالتالي النظام فعلياً يعيش مآزق داخلية ويستشعر خطر الانفجار الشعبي لذلك يقوده الخوف باتجاه مزيدٍ من العنف والدم مصارعاً من أجل البقاء، وسياسة القتل والإعدامات الجماعية والمحاكمات الصورية ليست بجديدة لكنها الآن وفي هذا التوقيت لترهيب الشعب وكسر الروح الثورية لديه خاصة فئة الشباب والنساء، ولن يؤدي هذا النهج إلى إنقاذ النظام بل إلى هلاكه وزواله.

س2: يسعى نظام الملالي اليوم إلى استعادة هيبته في المنطقة عبر الحفاظ على حزب الله مسلحاً والإبقاء على الحشد الشعبي بكامل سطوته في العراق.. فهل يتمكن من تحقيق ذلك، وكيف ترون سعادتكم زيارة علي لاريجاني إلى لبنان؟

ج2 – سيتحقق المطلوب من العراق كاملا بفضل العملية السياسية القائمة التي أسسها الغرب في العراق وسلمها للنظام كهدية على طبق من ذهب، وتفاصيل حقبة الـ 20 سنة التي مرت في العراق كانت بتوافق ومباركة غربية ولا زالت.. فداعش على سبيل المثال قد وفرت الأسباب لتأسيس قوة الحشد الشعبي التي هي فوق السلطة والقانون وقوة مماثلة لقوة الحرس في إيران وبنفس المهام والواجبات، ومن أوجد تلك الأسباب المدمرة لخلق الحشد لن يتراجع عن أهدافه؛ وهنا أفلح لاريجاني في زيارته للعراق لكن لبنان مختلفاً تماماً هذه المرة.. لبنان هذه المرة عصياً بقوة إرادته المدعوة عربياً ودولياً.. نجح لاريجاني في العراق وفشل في لبنان.. لكن السؤال المهم هنا هو هل سيستلم النظام الإيراني أمام الموقف اللبناني الصامد أمام التحديات.. لا لن يستسلم النظام وقد يلجأ إلى خلق فوضى داخلية في لبنان تخدم العدو الذي قد يتحرك سريعا نحو احتلال أجزاء أخرى من لبنان كما فعل في سوريا ماضيا في مخططه من أجل قيام الكارثة الكبرى…

س3: تعلمون سعادتكم بالحرب الشعواء التي يشنها النظام على معارضيه الوطنيين وفي مقدمتهم منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، وضمن حربه هذه يدعي النظام عدم اقتدار المنظمة وعدم وجود قاعدة شعبية لها.. ما رأي سعادتكم في ذلك خاصة وأنكم قد زرتم أشرف3 وتعرفون المقاومة الإيرانية عن قرب وتأتي أهمية رأي سعادتكم من منطلق هذا القرب ومعرفتكم بما يجري حولكم فالأردن من أكبر الدول والشعوب التي تضررت جراء السياسة العدوانية لهذا النظام؟

ج3- تلك الحرب الشعواء التي يشنها النظام على معارضيه الوطنيين التي اعتمدها النظام كسياسة منهجية ضدهم وفي مقدمتهم منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية ليست جديدة والمطلعين من جيلنا يعرف أنها بدأت منذ استيلاء النظام على الثورة الوطنية الإيرانية ومكتسباتها بدعم من الغرب.. كما يعرف جيلنا أنه كان على النظام أن يقضي على الروح الوطنية لدى الشعب ويقضي على الجيل الذي قام بالثورة وقضى على الدكتاتورية الشاهنشاهية؛ يقضي عليهم بقتلهم في الشوارع والسجون وجبهات الحرب التي فرضها على العراق وتشريد من تبقى من هذا الجيل ولم تأكله الحرب وغيرها إلى أصقاع الأرض.. مجاهدي خلق فكر وتنظيم سبق ثورة 1979 الوطنية؛ فكر وتنظيم قدم معالجات نقدية للواقع المُعاش في إيران وبالتالي لا يمكن لهم أن ينخرطوا في مشروع الملالي وتكرار ما حدث من طغيان وفشل سياسي من قبل خاصة إن جاء هذا المشروع متصنعاً باسم الدين لسلب الآخرين حقوقهم ويؤسس لدكتاتورية جديدة.. وهذا ما حدث وتسبب في حملات إبادية ضد مجاهدي خلق تصل إلى إعدام 30 ألف سجين سياسي منهم داخل السجون بفتوى  خميني في صيف سنة 1988 وهذا ما تم إحصاؤه فقط عن السجون غير عمليات الإبادة الأخرى التي حدثت داخل إيران وخارجها.

عن عدم اقتدار المنظمة وعدم وجود قاعدة شعبية لها مؤكد أنه لن يحتاج المرء إلى أدلة لإثبات ذلك ببساطة فكيف تسعى إلى التوافق مع من لا اقتدار ولا قاعدة لهم وقد أعدمت منهم 30 ألفاً في صيف سنة واحدة، وتضحياتهم في المواجهات معك فاقت الـ 120 ألف شهيد، وبالأمس القريب أعدمت منهم شابين وتملأ السجون من أنصارهم وتنظيماتهم ووحدات المقاومة التابعة لهم لم تتوقف عن تهديد وجودك.. قد يقول المرء ما يعجبه قوله لكن هل سيؤمن المتلقي بما سمع.. بالتأكيد لا خاصة وأن هناك شهودا على التاريخ من الإيرانيين وغير الإيرانيين، وفي عالم الإنترنت وتقنية وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد بالإمكان إخفاء الحقائق؛ ومن لا يعرف تلك الحقائق بمجرد أن يزور أشرف3 وقبلها أشرف في العراق سيعرف الحقائق وسيدرك حجم وصورة وحقيقة الصراع وحجم الشرعية والاقتدار.. وكيف تكون الشرعية والاقتدار والقاعدة الشعبية!!! هل تكون لمن يعجز على حشد بضع مئات أو بضع آلاف في الشوارع بعد صلاة الجمعة أم تكون لمن يحشد أنصاره بعشرات الآلاف حتى في المنافي ويستقطب أحرار العالم حوله في مناسبات سنوية مهيبة حاشدة.. لمن تكون القدرة لمن يحشد قواه بالمال والهدايا والهبات أم لمن يحشدها بالإيمان والقناعة والتضحيات.. الفرق كبير بين أعداد تجتمع بالأجر وجماهير تحضر تعبويا وتدفع مصاريف ونفقات حضورها بل وتتبرع للجهة التي تؤمن بها.. النظام يدفع والمقاومة تتلقى تبرعات.. هذا هو الفارق وهذه هي الشرعية.. لقد لمسنا الشرعية والقدرة والتنظيم والأهلية عندما زرنا أشرف3 وزرنا المقاومة الإيرانية عن قرب وكنا شهودا على حقائق على منظومة سياسية منضبطة تعيش جو الأسرة الواحدة المتماسكة وكل فرد فيها مستعد للتضحية والإيثار لأجل الوطن وباقي الأسرة، ونحن في الأردن فعلاً تضررنا كثيرا بسبب توجهات النظام الإيراني التوسعية وحاولنا مرار تخطي الأزمات الحاصلة بسبب ذلك من خلال السبل الدبلوماسية ولكن دون جدوى، ولن يكون القادم بسبب هذه السياسات أقل حدة وضرر مما مضى.

س4- كيف تنظرون سعادتكم إلى القدرات الصاروخية والنووية للنظام الإيراني؟

ج4- ليت هذه القدرات الصاروخية والنووية لدى النظام لمصلحة الشعب الإيراني وخلق كرامة وعزة لإيران دولة وشعباً؛ لكنها لن تكون بل كانت على العكس من ذلك، وليتها كانت تعزيزا لقوة الأمة الإسلامية ولتحرير فلسطين لكنها لم تكن ولن تكون.. فهذه غزة تمت إبادتها وتشريد أهلها وتجويعهم والتنكيل بهم بسبب سياسات هذا النظام ولم نرى منه أي رد فعل عسكري لأجل غزة بينما غيره فعل.. ولم نجد منه حشود جماهيرية مليونية ولكن غيره فعل.. وكل ضرباته الصاروخية كانت منظمة بحساب وكتاب وترتيب.. ولن تكون هذه القدرات موجهة بجدية لأحد سوى العرب.. عدا على أن هذه القدرات النووية والصاروخية كانت وستكون مصدر خير للغرب وتجارة السلاح وصفقات الصيانة التي ستزدهر في ظل سباق التسلح ودفع الغرب المنطقة نحو التسلح بشراء أسلحتهم وإنعاش شركاتهم، وهنا تصبح القدرات الصاروخية والنووية لدى النظام وسيلة لتهديد العرب وأمنهم القومي وابتزازهم.، ومن يأمل جيدا في هذه القدرات سيجد أنها لم تصن كرامة الملالي بل دعمت مخططات الغرب على المديين القريب والبعيد.

س5- السؤال الأخير.. كيف تقيمون سعادتكم برنامج المواد العشر الذي تتبناه المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي وهل ترونه ضماناً لمستقبل إيران وجميع الإيرانيين، وكذلك تنظرون لـ خيار الحل الثالث الذي طرحته هي أيضاً؟

ج5- بداية نحن نؤيد برنامج المواد العشر كبرنامج خلاص لإيران وجميع الإيرانيين، ونثق بمن سيتبناه نظراً لوعيه السياسي المتراكم وتمثيله الحقيقي لجميع مكونات الشعب الإيراني وقيمه وتضحياته النضالية التاريخية، وبالتالي نرى في هذا البرنامج ضماناً حقيقيا لمستقبل جميع الإيرانيين، ونرى في المقاومة البديل الديمقراطي المنظم والمقتدر، وأما يتعلق بنتائج وتأثير هذا البرنامج على دول المنطقة فهو خلاصٌ أيضا للمنطقة من الفتن حيث يتضمن برنامج المواد العشر إيران غير نووية تحترم مبادئ حسن الجوار وتلتزم بمبدأ التعايش السلمي بين أبناء الشعب الإيراني ودول الجوار.

فيما يتعلق بـ خيار الحل الثالث الذي قدمته السيدة مريم رجوي نرى أنه قد جسد التوجه الوطني الخالص لدى المقاومة الإيرانية وقيادتها حيث ترفض المقاومة الحرب حتى لو كانت من أجل إسقاط النظام وكذلك ترفض سياسة المهادنة والاسترضاء التي يمارسها الغرب من النظام الإيراني.. وتدعو إلى تغيير النظام داخليا من خلال إرادة شعبية خالصة دون أي تدخل وإملاءات سياسية خارجية، وهذا طرح جدير بالاحترام ونحن نقدر ذلك ولا نريد أن يتحمل الشعب الإيراني تبعات الحروب كوارثها وكفاه ما تحمله من كوارث منذ ما يفوق أربعة عقود ونصف.

صاحب السعادة والرفعة الدكتور أحمد الخلايلة في ختام اللقاء كنت ضيف كريماً مميزاً على “إيران حرة”.. نحيي كرمكم.. ونشكر سعادتكم على أمل أن يكون لنا لقاءا آخر إن شاء الله.