الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

صوت الضمير العالمي: كيف تحولت مظاهرة بروكسل إلى استفتاء دولي على شرعية المقاومة الإيرانية صوت الضمير العالمي: كيف تحولت مظاهرة بروكسل إلى استفتاء دولي على شرعية المhttps://iranfreedom.org/ar/56279/قاومة الإيرانية مع اقتراب السادس من سبتمبر، لم تعد بروكسل مجرد عاصمة لأوروبا،

صوت الضمير العالمي: كيف تحولت مظاهرة بروكسل إلى استفتاء دولي على شرعية المقاومة الإيرانية

صوت الضمير العالمي: كيف تحولت مظاهرة بروكسل إلى استفتاء دولي على شرعية المقاومة الإيرانية

مع اقتراب السادس من سبتمبر، لم تعد بروكسل مجرد عاصمة لأوروبا، بل هي على وشك أن تتحول إلى منصة عالمية يتردد فيها صدى ضمير الإنسانية. فمن مختلف قارات العالم، ومن أروقة البرلمانات ومكاتب رؤساء الدول السابقين ومنظمات حقوق الإنسان، يرتفع صوت جوقة دولية متناغمة، موحدة في رسالتها وهدفها. هذا الصوت لا يهمس، بل يصرخ بإدانة نظام الملالي، ويطالب بإنهاء عهد الإفلات من العقاب، والأهم من ذلك، يعلن عن دعمه الصريح والواضح لبديل ديمقراطي منظم. إن المظاهرة الكبرى التي ستُعقد بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لم تعد مجرد حدث للمعارضة الإيرانية؛ لقد تطورت لتصبح استفتاءً دولياً على شرعية نضال الشعب الإيراني، ونقطة التقاء تاريخية بين إرادة شعب تواق للحرية ومجتمع دولي بدأ يدرك أخيراً أن سياسة الاسترضاء لم تعد خياراً.

*جبهة موحدة ضد إرهاب الدولة: من وقف الإعدامات إلى تصنيف الحرس الثوري*

في قلب هذه الدعوة العالمية، تبرز صرخة مدوية لوقف آلة القتل التي يديرها النظام الإيراني بلا هوادة. لقد تحولت الإعدامات، وخاصة بحق السجناء السياسيين مثل مهدي حسيني وبرويز إحساني، إلى سياسة دولة ممنهجة تهدف إلى بث الرعب وإسكات أي صوت معارض. وكما أشار ستروان ستيفنسون، النائب السابق في البرلمان الأوروبي، فإن هذه الوحشية هي السبب الذي يدفع الشعب الإيراني إلى رفض الديكتاتوريتين الملكية والدينية على حد سواء. هذا الموقف يتردد صداه في كلمات ديفيد جونز، النائب البريطاني، الذي يرى أن تنفيذ أكثر من 1500 إعدام منذ عام 2020 ليس علامة قوة، بل هو “دليل يأس” من نظام فقد شرعيته. وتذهب سارة تشاندلر، محامية حقوق الإنسان البريطانية، إلى أبعد من ذلك، مطالبة بـ”وقف القتل الحكومي الفوري”، في شهادة على أن هذه الجرائم ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

لكن هذا الإجماع الدولي لا يقتصر على إدانة الجرائم الداخلية، بل يمتد ليطالب بمعالجة مصدر الإرهاب الإقليمي والعالمي: الحرس الثوري الإيراني. لقد تحول مطلب تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية من مجرد توصية سياسية إلى ضرورة استراتيجية ملحة. فاللورد ماغابينس من مجلس اللوردات البريطاني، ومالكولم فاولر، المحامي البريطاني، والعديد من الشخصيات الأخرى، يؤكدون أن السلام في الشرق الأوسط يبدأ بتجفيف مصادر تمويل وإسناد هذه المنظمة الإرهابية. إنهم يرون أن الحرس الثوري ليس مجرد جيش، بل هو إمبراطورية مالية وعقائدية تعمل على زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وأن أي تعامل مع النظام دون مواجهة هذه الأداة القمعية هو بمثابة تجاهل لجوهر المشكلة.

ما بعد الإدانة: احتضان رؤية لإيران ديمقراطية

الأمر الأكثر أهمية في هذه الموجة من الدعم الدولي هو أنها لا تكتفي بالرفض والإدانة، بل تقدم احتضاناً واضحاً لرؤية بديلة ومستقبل مشرق لإيران. لقد أصبحت خطة السيدة مريم رجوي ذات العشر نقاط هي القاسم المشترك الأعظم بين هؤلاء القادة العالميين، الذين يرون فيها خارطة طريق واقعية وعملية لإيران ديمقراطية، علمانية، وغير نووية. فمن أمريكا اللاتينية، تؤكد روزاليا أرتياغا، رئيسة الإكوادور السابقة، على ضرورة “دعم جهود السيدة رجوي لاستعادة الديمقراطية والكرامة”. وفي أوروبا، يعرب هينك دي هان، رئيس مجموعة أصدقاء إيران الحرة الهولندية، عن دعمه الكامل، معتبراً أن “أساس إيران الحرة يرتكز على خطة مريم رجوي العشرية”.

هذه الرؤية تكتسب قوة خاصة من خلال التركيز على الدور القيادي للمرأة الإيرانية في النضال من أجل الحرية، وهو ما أشادت به آنا هيلينا شاكون، نائبة رئيس كوستاريكا السابقة، التي وصفت النساء بأنهن “نبض هذه الحركة”. إن الدعم لخطة العشر نقاط هو في جوهره دعم لجمهورية تقوم على المساواة الكاملة بين الجنسين، وفصل الدين عن الدولة، وإلغاء عقوبة الإعدام، واحترام حقوق جميع المواطنين، وهي المبادئ التي تمثل النقيض المطلق للفاشية الدينية الحاكمة في طهران.

*بروكسل 6 سبتمبر: دعوة عالمية للعمل*

إن مظاهرة السادس من سبتمبر في بروكسل ستكون تتويجاً لكل هذه الأصوات. وكما قال لارس رايز، النائب النرويجي السابق، فإن هذا اليوم “سيُظهر للعالم مظاهرة هائلة تعبر عن الأمل والكرامة وإرادة الشعب الإيراني ليكون حراً”. إنها دعوة للعمل موجهة إلى الحكومات الغربية لإنهاء سياسة الاسترضاء، كما طالب مارتن باتزلت، النائب الألماني السابق. وهي تذكير مؤثر من كارل فولفغانغ هولزابفل، الناشط الألماني، بضرورة تعلم دروس التاريخ والوقوف بحزم ضد الطغيان قبل فوات الأوان. إن الرسالة التي ستنطلق من بروكسل، والتي سيحملها عشرات الآلاف من المشاركين، ستكون واضحة وقوية: لقد انتهى وقت التردد، وحان وقت الاعتراف بالحق المشروع للشعب الإيراني في تقرير مصيره، ودعم مقاومته المنظمة كطريق وحيد لتحقيق السلام والحرية ليس فقط في إيران، بل في المنطقة والعالم بأسره.
د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي