الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

حوار حصري لـ موقع ايران حرة مع الدكتور قصي الدميسي، نائب سابق في البرلمان الأردني البرنامج: النخب ونظرة على قضايا الدول العربية والإسلامية - "لقاء وشخصية" التدخلات الإيرانية وتحديات المنطقة: رؤى الدكتور قصي الدميسي مقدمة: الدكتور قصي الدميسي، سياسي أردني بارز ونائب سابق في البرلمان الأردني، يُعد من الشخصيات المعروفة في الساحة السياسية الأردنية. يتميز بمواقفه الجريئة والكاشفة ضد النظام الإيراني الملالي ودعمه القوي للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي

حوار حصري لـ موقع ايران حرة مع الدكتور قصي الدميسي، نائب سابق في البرلمان الأردني

حوار حصري لـ موقع ايران حرة مع الدكتور قصي الدميسي، نائب سابق في البرلمان الأردني

البرنامج: النخب ونظرة على قضايا الدول العربية والإسلامية – “لقاء وشخصية”

التدخلات الإيرانية وتحديات المنطقة: رؤى الدكتور قصي الدميسي

مقدمة:
الدكتور قصي الدميسي، سياسي أردني بارز ونائب سابق في البرلمان الأردني، يُعد من الشخصيات المعروفة في الساحة السياسية الأردنية. يتميز بمواقفه الجريئة والكاشفة ضد النظام الإيراني الملالي ودعمه القوي للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، مما جعله يحظى بمكانة خاصة بين النخب السياسية في المنطقة. يلتزم الدكتور الدميسي بالقيم العربية والإسلامية، ويسعى دائمًا لتسليط الضوء على التدخلات الإيرانية في المنطقة، مما يجعله صوتًا للعدالة والتوعية. يُجرى هذا الحوار الحصري مع موقع “إيران حرة” في إطار برنامج “رسالة موقف النخب تجاه قضايا الأمة”، ويتناول وجهات نظره حول التحديات الإقليمية وتأثير سياسات النظام الإيراني على العالم العربي والإسلامي.

السؤال 1: سعادة الدكتور قصي الدميسي، نظرًا لإدراككم للتطورات الإقليمية، يواجه العالم العربي والإسلامي اليوم قضايا متعددة، بما في ذلك الأزمات في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين. يعتقد الكثيرون أن سياسات النظام الإيراني لعبت دورًا كبيرًا في تفاقم هذه الأزمات. برأيكم، ما هي الأهداف التي يسعى إليها هذا النظام، وإلى أي اتجاه يقود المنطقة؟ وهل هذا النظام في أضعف حالاته، رغم تصعيد القمع والإعدامات؟

الجواب:
الوضع الحالي في المنطقة هو نتيجة التدخلات المدمرة للنظام الإيراني في الدول العربية، والتي تمت تحت شعارات خادعة مثل “تحرير فلسطين”، لكنها في الواقع أدت إلى الدمار والتفرقة والاحتلال. منذ تأسيسه، سعى هذا النظام إلى تثبيت نفسه كقوة توسعية في المنطقة، مستخدمًا أدوات مثل القدرات الصاروخية والمجموعات الوكيلة لفرض هيمنته على الدول المجاورة. لكن هذه السياسات لم تكن لصالح الشعب الإيراني أو المنطقة، بل فرضت تكاليف باهظة على الجميع.
تصعيد الإعدامات والقمع ليس دليلاً على القوة، بل يعبر عن خوف عميق للنظام من الاضطرابات الداخلية والانتفاضات الشعبية. الاحتجاجات الواسعة في إيران، خاصة في السنوات الأخيرة، تظهر استياءً عميقًا من السياسات القمعية والاقتصادية لهذا النظام. هذه الإجراءات، من الإعدامات إلى المحاكمات الصورية، هي محاولات يائسة للحفاظ على السيطرة في مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية. لكن التاريخ أثبت أن مثل هذه الأنظمة لا يمكنها الصمود إلى الأبد بالقمع. النظام حاليًا في واحدة من أكثر مراحله هشاشة، واستمرار هذا المسار سيؤدي إلى زواله بشكل أسرع.

السؤال 2: يحاول النظام الإيراني تعزيز نفوذه في المنطقة من خلال دعم مجموعات مثل حزب الله والحشد الشعبي والحوثيين. هل يستطيع هذا النظام تحقيق هذا الهدف؟ وما رأيكم في الزيارات الدبلوماسية لمسؤولي النظام، مثل زيارة علي لاريجاني إلى لبنان؟

الجواب:
يسعى النظام الإيراني من خلال المجموعات الوكيلة مثل الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن إلى الحفاظ على نفوذه وتوسيعه. في العراق، وبسبب الهيكلية السياسية الهشة والدعم الخارجي، نجح النظام إلى حد ما، وأصبح الحشد الشعبي أداة لتعزيز مصالح إيران. لكن في لبنان، الوضع مختلف. يقاوم الشعب اللبناني، بدعم من المجتمع الدولي، نفوذ إيران بقوة. زيارة علي لاريجاني إلى لبنان، التي هدفت إلى تعزيز مكانة النظام الإيراني، قوبلت باحتجاجات شديدة من بعض المسؤولين اللبنانيين الذين أدانوا هذه التدخلات. وانتهت الزيارة بالفشل. قد يلجأ النظام الإيراني إلى خلق الفوضى في لبنان، لكن هذه الإجراءات ستؤدي فقط إلى مزيد من العزلة. يجب على الدول العربية والمجتمع الدولي مواجهة هذه التحركات بمزيد من اليقظة.

السؤال 3: يشن النظام الإيراني حملة تشويه واتهامات كاذبة ضد منظمة مجاهدي خلق، مدعيًا أنها تفتقر إلى قاعدة شعبية. ما رأيكم في هذا الادعاء، خاصة وأنكم تعرفون هذه المنظمة منذ سنوات طويلة وشاركتم في برامجها؟

الجواب:
يحاول النظام الإيراني من خلال التشويه والاتهامات الباطلة ضد منظمة مجاهدي خلق تقويض شرعية هذه المنظمة، لكن هذه الادعاءات لا تتفق مع الواقع. أنا على دراية بأنشطة هذه المنظمة منذ سنوات، وقد شاركت في برامجها. لقد وقفت منظمة مجاهدي خلق، منذ ما قبل ثورة 1979 في إيران، كقوة وطنية وثورية ضد الديكتاتوريتين الشاهنشاهية ومن ثم نظام الملالي. تمكنت هذه المنظمة من خلال أنشطتها الواسعة داخل إيران، خاصة عبر “وحدات المقاومة”، من إثارة قلق النظام بشكل كبير. هذه الوحدات، التي تنشط في مدن إيران المختلفة، تهدد النظام من خلال تنظيم الاحتجاجات والأنشطة المناهضة للحكومة.
الإعدامات الواسعة، مثل مجزرة 30 ألف سجين سياسي في صيف 1988، والقمع المستمر لأنصار هذه المنظمة، تظهر خوف النظام من القاعدة الشعبية والقدرات التنظيمية لمجاهدي خلق. لو كانت هذه المنظمة تفتقر إلى قاعدة شعبية، لما احتاج النظام إلى مثل هذه الحملات القمعية. المشاركة الواسعة للإيرانيين داخل وخارج إيران في أنشطة هذه المنظمة، بما في ذلك التجمعات العالمية الكبيرة، تؤكد شرعيتها وتأثيرها. نحن في الأردن، الذين تضررنا من سياسات النظام الإيراني التوسعية، ندعم مقاومة الشعب الإيراني بقيادة السيدة مريم رجوي لتحقيق الحرية والديمقراطية.

السؤال 4: سعادة الدكتور قصي الدميسي، من الأحداث البارزة الأخيرة المظاهرة الضخمة للإيرانيين في بروكسل في 6 سبتمبر 2025، والتي أقيمت دعمًا للمقاومة الإيرانية وإدانة لسياسات النظام الإيراني. شهدت هذه المظاهرة حضور شخصيات بارزة مثل مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي السابق، الذي أعلن دعمه القوي للمقاومة الإيرانية. ما الرسالة التي حملتها هذه المظاهرة للنظام الإيراني والمجتمع الدولي، وكيف يمكن أن تؤثر على مستقبل النضال من أجل حرية إيران؟

الجواب:
كانت المظاهرة الضخمة في بروكسل في 6 سبتمبر 2025، التي شارك فيها عشرات الآلاف من الإيرانيين وأنصارهم الدوليين، رسالة واضحة للنظام الإيراني والمجتمع الدولي. أقيمت هذه التظاهرة بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وأظهرت دعمًا عالميًا واسعًا لقضية حرية الشعب الإيراني وإدانة لسياسات النظام الملالي القمعية والتوسعية. حضور شخصيات بارزة مثل مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي السابق، الذي أعلن دعمه الصريح للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، يعكس توافقًا دوليًا متزايدًا ضد النظام الإيراني. أكد بنس في خطابه أن أكبر تهديد للنظام الإيراني ليس أمريكا أو إسرائيل، بل الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.
لم تُعزل هذه التظاهرة النظام الإيراني فحسب، بل أظهرت للشعب الإيراني أن نضاله من أجل الحرية يحظى بدعم واسع على المستوى العالمي. حضور سياسيين بارزين ونواب برلمانات أوروبية ونشطاء حقوق الإنسان في هذا الحدث أرسل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن الوقت قد حان لاتخاذ مواقف أكثر صرامة، بما في ذلك فرض عقوبات أشد وتسمية الحرس الثوري منظمة إرهابية، لدعم المقاومة الإيرانية. نحن في العالم العربي نرحب بهذا الحراك، لأن إيران حرة وديمقراطية وغير نووية تعني منطقة أكثر استقرارًا وخالية من تدخلات النظام الحالي المدمرة.

السؤال 5: ما رأيكم في القدرات الصاروخية والنووية للنظام الإيراني؟ وهل هذه القدرات تصب في مصلحة الشعب الإيراني أو المنطقة؟

الجواب:
للأسف، تُستخدم القدرات الصاروخية والنووية للنظام الإيراني ليس لتعزيز كرامة الشعب الإيراني، بل لتحقيق أهداف توسعية وتهديد دول المنطقة. يستخدم النظام هذه القدرات لابتزاز الدول العربية ونشر الخوف في المنطقة، بينما يعاني الشعب الإيراني من الفقر والمشكلات الاقتصادية. هذه القدرات، بدلاً من أن تخدم قضايا الأمة الإسلامية مثل تحرير فلسطين، تحولت إلى أداة للتدمير والتفرقة. أصبحت غزة وشعبها ضحية لسياسات هذا النظام، لكننا لم نرَ أي عمل ملموس من إيران لدعم فلسطين.
علاوة على ذلك، أدى البرنامج الصاروخي والنووي الإيراني إلى تأجيج سباق التسلح في المنطقة، مما يصب في مصلحة شركات الأسلحة الغربية. هذه القدرات لا تهدد الأمن القومي العربي فحسب، بل تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتهدر موارد إيران التي كان يمكن أن تُستخدم لتطوير ورفاهية الشعب.

السؤال 6: في الختام، ما رأيكم في برنامج النقاط العشر للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي؟ هل يمكن أن يكون هذا البرنامج ضمانًا لمستقبل أفضل لإيران والمنطقة؟ وما هو رأيكم في الحل الثالث الذي طرحته؟

الجواب:
برنامج النقاط العشر للمقاومة الإيرانية، الذي قدمته السيدة مريم رجوي، يمثل خارطة طريق شاملة وواقعية لبناء إيران حرة وديمقراطية ملتزمة بمبادئ التعايش السلمي. يركز هذا البرنامج على حقوق الإنسان، المساواة بين الجنسين، فصل الدين عن الدولة، واحترام التنوع العرقي والديني، مما يضمن مستقبلًا مشرقًا لجميع الإيرانيين. هذا البرنامج ليس فقط فرصة لإيران، بل للمنطقة بأكملها، حيث إن إيران غير نووية وملتزمة بحسن الجوار يمكن أن تساهم في تقليل التوترات والفتن في المنطقة.
الحل الثالث، الذي يركز على تغيير النظام من الداخل بإرادة شعبية وبدون تدخل خارجي، يعكس النضج السياسي والتزام المقاومة الإيرانية بالاستقلال الوطني. هذا الحل، الذي يرفض الحرب والتساهل مع النظام، يقدم مسارًا مبدئيًا للتغيير. نحن في الأردن، الذين تضررنا من سياسات النظام الإيراني، ندعم هذا البرنامج والحل، ونعتقد أن تحقيقه سيكون في مصلحة جميع دول المنطقة.

الخاتمة:
قدم الدكتور قصي الدميسي، من خلال وجهات نظره الواضحة ومواقفه الكاشفة ضد النظام الملالي ودعمه القوي للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، صورة واضحة عن التحديات الإقليمية ودور النظام الإيراني فيها. يظهر هذا الحوار الحصري مع موقع “إيران حرة” أهمية دور النخب في التوعية ودعم المقاومة لتحقيق مستقبل أفضل للعالم العربي والإسلامي. نشكر الدكتور الدميسي على حضوره القيم في برنامج “إيران حرة”.