الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

صرخات الحرية تنطلق من بروكسل للإطاحة بنظام الملالي في السادس من سبتمبر، أصبحت بروكسل مسرحاً عالمياً لعرضٍ مبهرٍ عكس روح الشعب الإيراني الثوري. اجتمع الإيرانيون الأحرار، رجالًا ونساءً من جميع الخلفيات والمعتقدات، ليرسموا صورةً حضاريةً تُعبّر عن إرادتهم الراسخة في مواجهة الديكتاتورية التي تتستر وراء زيف الدين.

صرخات الحرية تنطلق من بروكسل للإطاحة بنظام الملالي

صرخات الحرية تنطلق من بروكسل للإطاحة بنظام الملالي

في السادس من سبتمبر، أصبحت بروكسل مسرحاً عالمياً لعرضٍ مبهرٍ عكس روح الشعب الإيراني الثوري. اجتمع الإيرانيون الأحرار، رجالًا ونساءً من جميع الخلفيات والمعتقدات، ليرسموا صورةً حضاريةً تُعبّر عن إرادتهم الراسخة في مواجهة الديكتاتورية التي تتستر وراء زيف الدين.

لم تكن هذه الصورة، المكتوبة بدماء الشهداء وتضحيات الأجيال، مجرد مظاهرة، بل رسالةً واضحة للعالم: الشعب الإيراني يرفض الخضوع ويطالب بحريته وكرامته.

كان هذا اليوم في بروكسل إعلاناً قوياً عن وحدة الإيرانيين في وجه نظام الملالي، الذي لم يقتصر ضرره على إيران وحدها، بل امتد إلى شعوب المنطقة. من العراق إلى اليمن، ومن لبنان إلى سوريا وفلسطين، خلّف هذا النظام دمارًا وفوضى. وقد أثبتت عقود من القمع أن هذا النظام لا شرعية له. لم يكن منتخبًا من الشعب، ولا يحترم مصالحه، بل فرض نفسه بالقوة والوحشية، مستغلًا الدين لتبرير طغيانه.

عانى الشعب الإيراني تاريخياً من التدخلات الخارجية التي فرضت أنظمةً استبدادية. بعد سقوط نظام الشاه في ثورة 1979 التي انطلقت من أجل الحرية والعدالة، عاد المستعمرون لفرض نظام الملالي، مستبدلين ديكتاتورية بأخرى. هذا النظام، الذي بنى حكمه على القمع والإرهاب، لم يكن سوى استمرار للظلم الذي ثار عليه الشعب. ومع ذلك، لم يستسلم الإيرانيون. إن انتفاضاتهم المتكررة، على مر السنين وحتى يومنا هذا، تؤكد رفضهم للديكتاتورية، سواءً باسم الشاه أو الملالي. تقود النساء الإيرانيات، محجبات أو غير محجبات، هذه المسيرة نحو الحرية، معلنات أن الثورة ستستمر حتى تحقيق النصر.

في قلب هذه المقاومة تقف السيدة مريم رجوي، رمز التضحية والإلهام. قادت المقاومة الإيرانية بإيمان راسخ بقدرة الشعب على تغيير مصيره. في مظاهرة بروكسل، أشادت رجوي بناشطات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، واصفةً إياهن بنماذج للتضحية والصمود. وذكرت أسماءً مثل فهيمة، وشهرزاد، ونسرين، وتهمينة، وموجكان، وصديقة، وزهراء، وغيرها الكثير، لتسليط الضوء على تضحياتهن ودورهن في بناء مستقبل جديد. تُمثل هؤلاء النساء، إلى جانب رجال المقاومة، نموذجاً للعلاقات الإنسانية التحررية التي ستُشكل أساسًا لمجتمع الغد القائم على الكرامة والمساواة.

لم تتشكل رؤية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) بين عشية وضحاها. فمنذ تأسيسه عام 1982، وضع المجلس خطة واضحة لتحقيق بديل ديمقراطي. وتشمل هذه الرؤية، التي أكدت عليها السيدة رجوي باستمرار، تشكيل حكومة مؤقتة لمدة ستة أشهر بعد الإطاحة بالنظام. وتتمثل مهمتها الأساسية في إجراء انتخابات حرة ونزيهة لإنشاء مجلس تشريعي وطني، على أساس الاقتراع العام والسري. كما تشمل الخطة إطلاق سراح السجناء السياسيين، وحل الأجهزة القمعية مثل الحرس الثوري وميليشيا الباسيج، وإلغاء المحاكم الدينية والأجهزة الأيديولوجية. كما تسعى إلى استعادة حقوق المتضررين من قمع النظام – الموظفين الحكوميين والعمال والمعلمين والمتقاعدين ودعوة الخبراء الوطنيين للمشاركة في إعادة بناء إيران.

لم تكن مظاهرة بروكسل مجرد حدث محلي، بل شهدت مشاركة واسعة من أنصار المقاومة والمعارضين الإيرانيين وشخصيات دولية بارزة. شاركت وحدات المقاومة داخل إيران في المظاهرة من خلال عملياتها البطولية ضد أجهزة النظام وعبر الإنترنت.

وانضم إليهم أحرار العالم وممثلو شعوب الشرق الأوسط المتضررة من سياسات النظام، معبرين عن تضامنهم من خلال حضورهم وكتاباتهم.

تمثل الأصوات التي ارتفعت في بروكسل تجديداً سنوياً لعهد المقاومة الإيرانية بالنضال حتى تحقيق الحرية. إنها رسالة واضحة للعالم: الشعب الإيراني عازم على إسقاط نظام الملالي وتسليم السلطة للشعب لبناء مستقبل ديمقراطي يحترم الكرامة والعدالة.

سرگول الجاف  كاتبة كردية عراقية