إسبانيا تحاكم خلية مرتبطة بالنظام الإيراني بعد محاولة اغتيال سياسي بارز
أصدرت المحكمة الوطنية الإسبانية يوم الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 قرارها بالمصادقة على محاكمة أربعة أعضاء رئيسيين في الشبكة الإجرامية التي استهدفت السياسي الإسباني أليخو فيدال كوادراس، النائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي، في محاولة اغتيال وقعت في 9 نوفمبر 2023 وأسفرت عن إصابته بجروح خطيرة. ويشير التحقيق إلى أن الدافع وراء الهجوم كان معاقبة فيدال كوادراس على مواقفه المعارضة للنظام الإيراني ودعمه للمقاومة الإيرانية. وفي الوقت نفسه، شهدت نيويورك وبعض المدن الأوروبية نشاطات احتجاجية تعكس الوعي الدولي بتهديدات النظام الإيراني، ما يعكس صدى القضية على المستوى المدني.وأكدت الدائرة الرابعة في المحكمة الجنائية رفضها الطعون المقدمة من أربعة من المتهمين، هم العربي العياري، وغريغ أوليفر هيغيرا ماركانو، ونفيس نين، وأدريان بلانكو، ضد توجيه الاتهام الموجه إليهم من قاضي التحقيق سانتياغو بيدراز في 9 يوليو الماضي، والتي تشمل الانتماء إلى منظمة إجرامية ومحاولة اغتيال إرهابية.وكان من بين المتهمين الآخرين المحرّز العياري، المنفذ المادي المفترض للعملية، وسامي بكال، الذي يُعتقد أنه المنسق الرئيسي للهجوم والوسيط بين الموجهين والمنفذين، فيما اعتبرت المحكمة جميع المتهمين أعضاء في جماعة منظمة نفذت الهجوم بناءً على تكليف، بدافع معارضتهم لنشاط فيدال كوادراس السياسي.وترى المحكمة أن الأدلة المتوفرة، والتي شملت التحقيقات الشرطية والقضائية، عمليات المداهمة والتفتيش، التنصت على المكالمات الهاتفية، إفادات الشهود، وطلبات المساعدة القضائية المرسلة إلى دول عدة بينها هولندا وفرنسا وإيطاليا وبولندا والبرتغال والمملكة المتحدة وكولومبيا وبلجيكا، كافية لتأكيد قرار الاتهام ومواصلة المحاكمة.وأوضح القاضي أن المتهمين تلقوا أوامر بتصفية فيدال كوادراس بهدف الانتقام لنشاطه الداعم للمقاومة الإيرانية وتحذير حكومة إسبانيا والاتحاد الأوروبي من دعم هذه الحركات، التي يصنفها النظام الإيراني على أنها “إرهابية”. وقد فصّل القاضي الأدوار المنوطة بكل متهم بدءًا من التحضير للعملية، بما في ذلك شراء دراجة نارية في مدريد بعد اجتماع مسبق في ملقة، واستئجار سيارات وتركيب أجهزة تتبع فيها، وشراء هواتف محمولة، وصولاً إلى تنفيذ الهجوم نفسه.وتؤكد هذه المحاكمة استمرار جهود السلطات الأوروبية لمحاسبة الشبكات المرتبطة بالنظام الإيراني، بينما يتابع المجتمع المدني نشاطاته الاحتجاجية في نيويورك ومدن أخرى للتعبير عن رفض سياسات طهران، ما يسلط الضوء على البعد الدولي لتأثير هذه الشبكات الإجرامية.


