الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

نداء من لندن لوقف الإعدامات في إيران: العالم يواجه نظام المشانق تحوّل المؤتمر الدولي الذي استضافته قاعة "تشيرتش هاوس" في ويستمينستر إلى منبرٍ عالمي للدعوة إلى وقف الإعدامات الجماعية في إيران

نداء من لندن لوقف الإعدامات في إيران: العالم يواجه نظام المشانق

نداء من لندن لوقف الإعدامات في إيران: العالم يواجه نظام المشانق

تحوّل المؤتمر الدولي الذي استضافته قاعة “تشيرتش هاوس” في ويستمينستر إلى منبرٍ عالمي للدعوة إلى وقف الإعدامات الجماعية في إيران، تزامنًا مع اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام. وشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية الأوروبية والأمريكية، بينما تصدّرته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، التي دعت المجتمع الدولي إلى إنهاء سياسة «المساومة على حقوق الإنسان» واشتراط العلاقات مع طهران بوقف الإعدامات فوراً.

رجوي وصفت النظام الإيراني بأنه «نظام المشانق والمجازر»، مشيرةً إلى أن الإعدامات في إيران تُستخدم كوسيلةٍ لترهيب الشعب ومنع أي صوتٍ يطالب بالحرية. وقالت: «لقد حاول الملالي أن يرسموا مصيرنا بالمشانق، لكننا اخترنا طريق الحرية رغم كلّ التضحيات». وأضافت أنّ أحكام الإعدام تصدر عن محاكم صورية تفتقر لأي معايير عدالة، داعيةً إلى فتح جلسات علنية ومحاكمات مراقَبة من قبل لجانٍ دولية مستقلة، والتحقيق في القضايا التي أودت بحياة السجناء السياسيين، ومن بينهم الشابة سمية رشيدي التي توفيت نتيجة الحرمان المتعمّد من العلاج.

البارونة نوالا أولون، رئيسة الجلسة، أعلنت توقيع أكثر من 500 شخصيةٍ دولية من برلمانيين ووزراء سابقين ومدافعين عن حقوق الإنسان على بيانٍ يندّد بموجة الإعدامات في إيران، مؤكدةً أنّ شخصًا يُعدَم كل ثلاث ساعات ونصف، وأنّ عدد الإعدامات منذ تموز/يوليو 2024 تجاوز 1,820 حالة موثّقة. واعتبرت أنّ هذه الموجة تهدف إلى «إرهاب شعبٍ يتطلّع إلى التغيير الديمقراطي».

ودعت أولون الحكومة البريطانية إلى إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، وفرض عقوباتٍ محددة على علي خامنئي وكبار المسؤولين، وتفعيل الولاية القضائية العالمية لملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، والاعتراف بـ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديلٍ ديمقراطي شرعي.

السيناتورة الكولومبية السابقة إنغريد بيتانكور تحدثت عن حملة «ثلاثاء لا للإعدام» التي ينفذها السجناء الإيرانيون منذ عشرين شهرًا، حيث يصومون كل ثلاثاء في تحدٍ رمزي، ووصفت ذلك بأنه «سلاحٌ أخلاقيٌ أقوى من الرصاص»، مؤكدةً أن الإعدام في إيران «ليس حكمًا قضائيًا، بل أداة سياسية لبثّ الرعب».

من جانبه، قال جون بيركو، رئيس مجلس العموم البريطاني الأسبق، إنّ ما يجري في إيران «ليس حتى ادّعاءً بالعدالة، بل أداء وحشي لترهيب الناس وكسر إرادتهم»، داعيًا حكومة بلاده إلى جعل الدفاع عن الشعب الإيراني «أولويةً دائمة». أما النائبة البريطانية السابقة تيريزا فيلييرز فكشفت أنّ النظام الإيراني يستخدم الاغتيالات وسيلةً رسمية لإسكات المعارضين، محذّرةً من تهديدٍ مباشرٍ لمصالح بريطانيا، ودعت إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وإعادة فرض العقوبات المعلّقة بموجب الاتفاق النووي.

البيان الختامي للمؤتمر شدّد على أنّ الإفلات من العقاب مكّن النظام من تحويل الإعدام إلى سياسة دولة، ودعا إلى تحرّكٍ دولي عاجل لوقف المجازر ومحاسبة المسؤولين ودعم بديلٍ ديمقراطي يقوده الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة بقيادة مريم رجوي، من أجل إقامة جمهوريةٍ مدنيةٍ غير نووية، تفصل الدين عن الدولة وتكفل المساواة وحقوق الإنسان.