إيران تشتعل بالاحتجاجات في يوم واحد: من مصادرة الأراضي إلى حقوق العمال والأساتذة
شهدت إيران يوم الثلاثاء 21 اکتوبر موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات النقابية والعمالية والشعبية والطلابية، حيث تصاعدت المطالب التي شملت حق الملكية للأراضي، والأجور المتأخرة، وحرية الجامعات. ومن قزوين إلى تشابهار، ومن يزد إلى طهران، رفعت قطاعات مختلفة من المجتمع صوت “الرفض” ضد السياسات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية للحكومة.
غضب المواطنين: من قزوين إلى إضراب الكادر الطبي في طهران
في يوم الثلاثاء، 2025/10/21، تحولت عدة مدن إيرانية إلى ساحات لصرخات مدنية ضد انتهاك الحقوق الأساسية:
- “لا تصادروا أرضنا”: أهالي قزوين يحتجون على الاستيلاء القسري
تجمع مواطنون في قزوين أمام مبنى المحافظة، احتجاجاً على تملُّك البلدية والمحافظة قسراً لأكثر من 300 هكتار من أراضيهم الخاصة. أكد المحتجون أن هذه الأراضي صودرت دون موافقة المالكين ودون احترام للقانون، مطالبين باستعادة حقوقهم في الملكية. ويُعد هذا التجمع مثالاً واضحاً على تجاهل الحكومة للحقوق المدنية ومصادرة الممتلكات الخاصة.
- المعالجون المصابون بالظلم: إضراب في مستشفى مسيح دانشوري
نفذ الموظفون والطاقم الطبي في مستشفى مسيح دانشوري إضراباً احتجاجاً على تأخر صرف مستحقاتهم (الكارانيات) لمدة سبعة أشهر. هذا الإضراب كشف أن أبطال الخطوط الأمامية للرعاية الصحية ليسوا بمنأى عن الظلم في النظام الصحي، ومواجهة التأخير الطويل في رواتبهم ومزاياهم.
صرخة العمال: من مشهد وتشابهار إلى مصانع طهران
سلطت موجة من الاحتجاجات العمالية الضوء على أزمة الأجور والضمان الاجتماعي التي تعاني منها الطبقة العاملة:
- سائقو بلدیة مشهد: أجور متدنية ومستحقات متأخرة
تجمع سائقو أسطول النقل التابع لـ بلدية مشهد أمام مبنى البلدية احتجاجاً على تدني الأجور وعدم صرف مستحقاتهم المتأخرة. مرة أخرى، يجد عمال الخدمات الحضرية، الذين يديرون عجلة المدينة، أنفسهم محرومين من حقهم الأساسي في الأجر العادل والدفع في الوقت المحدد.
- عمال تشابهار: 5 أشهر بلا حقوق أو تأمين أو استجابة
في تشابهار، تجمع أكثر من 200 عامل متعاقد مع البلدية احتجاجاً على وضعهم. تشير التقارير إلى عدم حصولهم على أقساط التأمين الصحي لمدة 5 أشهر، ودفع رواتبهم بشكل جزئي و”على الحساب”. هذا الوضع يرمز إلى نظام يتجاهل العمال ويكافئ المستغلين.
- إضراب “بگاه طهران”: يُنتج الحليب، ولا يُؤمَّن خبز العامل
أضرب عمال مصنع “بگاه طهران” عن العمل احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتهم المتأخرة. يقول العمال إن رواتبهم ومزاياهم القانونية تأخرت لأشهر، بينما يواصل المديرون الحديث عن “الإنتاج الوطني” و “زيادة الإنتاجية”.
التعليم والأساتذة: صمود في خواجه نصير ومطلب لمعلمي يزد
لم تكن الأوساط التعليمية بمنأى عن هذه الموجة الاحتجاجية:
- “الجامعة لن تصمت”: بيان ناري لطلاب خواجه نصير
في الظهيرة، قرأ طلاب جامعة خواجه نصير الدين طوسي بياناً صريحاً. أدانوا سياسات التسليع (المدفوعات المالية)، والوضع الكارثي للمهاجع، وسوء نوعية الطعام في المطعم، والتهديدات الأمنية، وصاحوا: “الجامعة مكان للفكر، وليست للبيع والشراء”. وجاء في البيان: “حذاء المبنى المركزي على عنق الطالب، لكن الجامعة لن تصمت”.
- معلمو يزد: المطالبة بالملكية الحقيقية لصندوق التوفير
تجمع مجموعة من المعلمين العاملين والمتقاعدين في يزد احتجاجاً على الوضع المضطرب لصندوق ادخار المعلمين. كان المطلب الرئيسي للمحتجين هو نقل إدارة الصندوق إلى المعلمين، ووضع حد “لنهب أموال المعلمين”؛ وهو الصندوق الذي تحول من سند لهم إلى أداة للفساد وانعدام الثقة.


