“فخورون بشجاعتها”… قصة زهراء طبري التي هزت صحيفة “ذا صن” البريطانية
في تقرير مؤثر نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية، تحولت قصة السجينة السياسية الإيرانية زهراء طبري إلى رمز عالمي للشجاعة في وجه الاستبداد، وذلك من خلال الكلمات التي رواها ابنها، سروش سماك. ففيما وصف سروش والدته البالغة من العمر 67 عامًا بأنها “لا تخاف الموت”، كشف للعالم عن وجهين متناقضين لإيران اليوم: شجاعة امرأة تواجه المشنقة بصلابة، ووحشية نظام ضعيف يرى في الإعدامات الجماعية طوق نجاته الأخير.
صوت الابن: رسالة فخر من قلب المعاناة
من منفاه في السويد، تحدث سروش سماك (35 عامًا) لصحيفة “ذا صن” بكلمات تمزج بين الألم والفخر: «أمي لا تخاف الموت، ونحن فخورون بشجاعتها. العار على أولئك الذين سجنوا الشعب». بهذه العبارة، لم يصف سروش حالة والدته فحسب، بل لخص روح جيل جديد من الإيرانيين لم يعد يرهبه بطش النظام. وأضاف أن سياسة الإعدام لم تعد تخيف الناس، بل أصبحت وقودًا لغضبهم، قائلاً: «هذا السكين فقد حده؛ هذه الأحكام بالإعدام لا تؤدي إلا إلى تأجيج غضب الشعب».
“محاكمة” العشر دقائق و “جريمة” الشجاعة
تروي الصحيفة تفاصيل “المحاكمة” التي تعرضت لها زهراء، والتي تجسد مهزلة القضاء في ظل حكم الملالي. لقد حُكم عليها بالإعدام في جلسة استماع عبر الفيديو استغرقت 10 دقائق فقط، ودون السماح لها بالوصول إلى محامٍ من اختيارها. أما “جريمتها”، فكانت علاقتها بحركة المعارضة، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وهي ليست وحدها، فزهراء واحدة من 18 سجينًا سياسيًا يواجهون المصير نفسه بنفس التهمة الملفقة.
دافع النظام: الخوف من السقوط
تضع “ذا صن” هذا التصعيد الوحشي في سياقه السياسي، مشيرة إلى أن النظام يلجأ إلى الإعدامات الجماعية لأنه ضعيف ويائس. فبعد الضربات التي تلقتها برامجه النووية وتراجع نفوذ وكلائه في المنطقة، يرى خامنئي في الإرهاب الداخلي وسيلته الوحيدة للبقاء، مما يثير المخاوف من تكرار مجزرة عام 1988 المروعة. وتؤكد الأرقام هذه الحقيقة، حيث وصل عدد الإعدامات إلى 1200 حالة منذ بداية عام 2025، بمعدل إعدام شخص كل أربع ساعات.
نداء إلى العالم: اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام
لم يكتفِ سروش برواية قصة والدته، بل وجه نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، قائلاً: «أناشد الحكومة البريطانية والحكومات الغربية الأخرى، بما في ذلك السويد، أن تجعل جميع علاقاتها مع الديكتاتورية الحاكمة في إيران مشروطة بوقف إعدام السجناء السياسيين… هذه هي الطريقة الوحيدة لإجبار النظام على وقف جرائمه، فالنظام لا يفهم إلا لغة الحزم».
هذا النداء وجد صداه في تصريحات حسين عباديني، من مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا، الذي أكد للصحيفة أن “الديكتاتورية الدينية في إيران ترى الآن في الإعدامات الجماعية وسيلتها الوحيدة للبقاء”. إن قصة زهراء طبري، كما روتها “ذا صن”، لم تعد مجرد مأساة فردية، بل أصبحت صرخة عالمية ضد نظام يلفظ أنفاسه الأخيرة، ورمزًا لشعب لم يعد يخشى الموت في سبيل الحرية.


