الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

نضال المعارضة الإيرانية بقيادة مسعود رجوي والرئيسة المنتخبة مريم رجوي بين تصاعد المقاومة الشعبية وتهاوي منظومة القمع تعيش إيران اليوم واحدة من أكثر مراحلها توتراً واحتداماً منذ قيام نظام ولاية الفقيه قبل أكثر من أربعة عقود إذ يتصاعد الغضب الشعبي وتتسع رقعة المقاومة المنظمة بقيادة حركة مجاهدي خلق الإيرانية

نضال المعارضة الإيرانية بقيادة مسعود رجوي والرئيسة المنتخبة مريم رجوي بين تصاعد المقاومة الشعبية وتهاوي منظومة القمع

نضال المعارضة الإيرانية بقيادة مسعود رجوي والرئيسة المنتخبة مريم رجوي

بين تصاعد المقاومة الشعبية وتهاوي منظومة القمع


د.راهب صالح الخليفاوي
حقوقي وباحث في الشأن الايراني

تعيش إيران اليوم واحدة من أكثر مراحلها توتراً واحتداماً منذ قيام نظام ولاية الفقيه قبل أكثر من أربعة عقود إذ يتصاعد الغضب الشعبي وتتسع رقعة المقاومة المنظمة بقيادة حركة مجاهدي خلق الإيرانية التي أسسها المناضل مسعود رجوي وتواصل الرئيسة المنتخبة مريم رجوي قيادتها السياسية والفكرية بروح تتجاوز حدود الجغرافيا والقمع

خلال الأسابيع الأخيرة شهدت مدن طهران ومشهد وكرمانشاه وهمدان وماهشهر وأورمية وغيرها أكثر من عشرين عملية مقاومة نوعية استهدفت مراكز القمع والتجسس والنهب وهذه العمليات لم تكن مجرد رد فعل آني بل جزء من استراتيجية نضالية طويلة الأمد تسعى إلى كسر هيبة النظام وزرع الثقة في نفوس الإيرانيين بأن التغيير بات ممكناً وقريباً

وفي موازاة ذلك خرجت احتجاجات واسعة في ما لا يقل عن ثماني عشرة مدينة شارك فيها موظفون ومعلمون وممرضون وسائقون ومزارعون رافعين شعارات تتحدى السلطة وتفضح الفساد المستشري في مؤسسات الدولة المشهد اليوم لا يشبه أي مرحلة سابقة فالمتظاهرون لم يعودوا يطالبون بإصلاحات جزئية بل برحيل النظام ذاته وهو ما يتقاطع مع الخطاب التاريخي لمسعود رجوي الذي دعا منذ بداية الثمانينيات إلى إقامة جمهورية ديمقراطية على أنقاض ولاية الفقيه

ورغم تصاعد القمع حيث تجاوز عدد الإعدامات خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025 أكثر من أربعمئة وسبعين حالة يواصل الإيرانيون تحدي الخوف وإشعال جذوة الأمل في مشهد وياسوج وكرمانشاه تشيع عائلات الشهداء أبناءها على وقع هتافات الموت للدكتاتور يسقط خامنئي لتتحول الجنائز إلى مظاهرات تعبر عن وعي جمعي جديد يرى في التضحية طريقاً للتحرر

مريم رجوي تمثل في الوجدان الإيراني اليوم صوت المرأة الحرة التي كسرت كل القيود السياسية والدينية وطرحت مشروع إيران حرة ديمقراطية غير نووية يقوم على العدالة والمساواة وفصل الدين عن الدولة ويعيد للإنسان الإيراني مكانته وكرامته أما مسعود رجوي فيبقى رمزاً للمقاومة الفكرية والسياسية التي لم تنكسر رغم عقود من الملاحقة والنفي والاغتيالات إذ ما زال صوته حاضراً في وجدان الأجيال الجديدة التي لم تعش زمن الثورة لكنها آمنت بأن الحرية لا تمنح بل تنتزع

الواقع الاقتصادي المتدهور يزيد من هشاشة النظام فتكاليف المعيشة ارتفعت إلى أكثر من ثمانية وستين بالمئة فوق الحد الأدنى للأجور والموازنة تعاني عجزاً يقارب ألفاً وثمانمئة تريليون تومان بينما يعيش المواطن الإيراني بين فقر مدقع وفساد لا حدود له هذا الانهيار المالي والسياسي جعل السلطة أكثر توتراً وعنفاً لكنه في الوقت ذاته كشف عجزها البنيوي عن معالجة أزمات الداخل أو مواجهة روح المقاومة التي تتجذر يوماً بعد آخر

النظام الذي طالما روج لنفسه باعتباره حامي المقدسات وجد نفسه أمام جيل جديد لا يخاف من كسر الطابوهات ولا من مواجهة رموزه الدينية والسياسية فحملات القمع لم تعد تخيف الشارع والمشانق لم تعد ترهب الضمائر كل إعدام يولد احتجاجاً جديداً وكل معتقل يتحول إلى رمز

إن ما يجري اليوم ليس مجرد سلسلة احتجاجات بل بداية مرحلة انتقالية تتشكل فيها ملامح إيران جديدة دولة مدنية حرة لا مكان فيها للتمييز أو الاستبداد أو تصدير الحروب تلك هي الرؤية التي تحملها المعارضة بقيادة مريم رجوي رؤية تستند إلى قيم إنسانية تتقاطع مع طموحات كل شعوب المنطقة الباحثة عن الكرامة والسيادة

التاريخ يكتب الآن فصلاً جديداً من ملحمة الشعب الإيراني فصل قد يكون الأخير في عمر نظام فقد شرعيته وأصبح بقاءه مرهوناً بآلة القمع والدم لكن الشعوب لا تهزم مهما طال الليل والحرية كما تؤمن بها مريم رجوي ليست حلماً بعيداً بل وعداً قادماً ينهض من تحت رماد الخوف ليصنع فجر إيران الحرة