الولايات المتحدة تفرض عقوبات على شبكة مالية اتهمتها بتسهيل تحويل “عشرات الملايين” من إيران إلى “حزب الله”
واشنطن – (تاريخ النشر):
فرضت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الخميس، عقوبات على ثلاثة أفراد، متهمة إياهم بتسهيل نقل وغسل “عشرات ملايين الدولارات” من إيران إلى حزب الله اللبناني خلال عام 2025 عبر مكاتب صيرفة.
ويأتي هذا الإجراء، الذي وصفته الوزارة بأنه يهدف لدعم نزع سلاح حزب الله، بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن شن غارات على أهداف تابعة للحزب في جنوب لبنان في وقت سابق من اليوم.
تفاصيل شبكة التمويل ودورها
أوضحت وزارة الخزانة في بيانها أن الأفراد المعاقبين قاموا بتسهيل نقل هذه الأموال، التي يستخدمها الحزب لدعم مقاتليه وإعادة بناء بنيته التحتية، ومقاومة جهود الحكومة اللبنانية لفرض سيطرتها السيادية على كامل الأراضي.
من جانبه، أكد وكيل الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي، أن استمرار هذا التمويل يشكل عقبة أمام استقرار لبنان. وقال هيرلي في بيان: “لبنان لديه فرصة ليكون حراً ومزدهراً وآمناً، لكن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا إذا نزع سلاح حزب الله بشكل كامل وقطع تمويل إيران ونفوذها”.
يهيمن ارتباط وثيق واستراتيجي على العلاقة بين حزب الله اللبناني وإيران، حيث يعتبر الحزب اللبناني أهم حليف إقليمي لإيران وذراعها الأبرز ضمن ما يُعرف بـ “محور المقاومة“.
علاقة الارتباط الأيديولوجي والعملي
يعود تأسيس حزب الله في أوائل الثمانينات إلى الدعم المباشر من (فيلق القدس)، ويُعدّ امتداداً لأيديولوجية ولاية الفقيه التي تُشكل أساس النظام الإيراني.
- التمويل الضخم: تعتبر إيران الراعي المالي والعسكري الرئيسي للحزب. تشير تقديرات أميركية ودولية إلى أن طهران تقدم للحزب دعماً مالياً سنوياً يُقدر بما يتراوح بين 700 مليون ومليار دولار.
- الدعم العسكري واللوجستي: يشمل الدعم الإيراني تزويد حزب الله بالأسلحة والصواريخ (بما في ذلك الطائرات الإيرانية المسيرة كما حدث في أكتوبر 2024)، وتقديم التدريب العسكري، ونشر مستشارين من الحرس الثوري للمساعدة في تطوير القدرات القتالية والتنظيمية للحزب.
- التبعية الأيديولوجية: يؤكد الحزب في أدبياته على التزامه بـ “قيادة واحدة حكيمة عادلة، تتمثل بالولي الفقيه”، ما يؤكد ولاءه الأيديولوجي للمرشد الأعلى الإيراني.
- الدفاع عن المصالح الإيرانية: يعمل الحزب كوكيل إقليمي يخدم المصالح الإيرانية، ويشارك في عمليات خارج الحدود اللبنانية (كما حدث في سوريا والعراق سابقاً)، وينخرط بشكل مستمر في الصراع مع إسرائيل.
- العقوبات الأمريكية: تتخذ الولايات المتحدة وحلفاؤها إجراءات مستمرة لاستهداف شبكات التمويل التابعة للحزب وقطع شريان الدعم الإيراني، كما حدث في فرض عقوبات على أفراد اتهموا بنقل مليار دولار من فيلق القدس إلى حزب الله في عام 2025 عبر شركات صرافة.


