فضيحة “سد كرج”: العثور على 74 جثة مقيدة الأيدي والأرجل في قاع السد الجاف
كشفت صحيفة إيرانية عن اكتشاف مروع لـ 74 جثة مجهولة ومقيدة في سد كرج، وسط تكتم قضائي وأمني. هل يكشف الجفاف عن مقبرة جماعية لـ “المختفين قسرياً”؟
جفاف سد كرج يكشف عن مقبرة جماعية.. 74 جثة مقيدة تفضح جرائم “المختفين قسرياً”
في كشف مروع قد يفتح واحداً من أحلك ملفات الجرائم المنسية في إيران، أفادت صحيفة “بيام سبيدار” الحكومية يوم الاثنين 10 نوفمبر ، عن اكتشاف 74 جثة مجهولة الهوية في قاع سد كرج الذي يعاني من الجفاف.
التقرير، الذي نُشر تحت عنوان «العثور على 74 جثة مجهولة الهوية في قاع سد كرج الجاف | ما هي القصة؟»، لم يكن مجرد خبر عن ضحايا غرق عاديين، بل كشف عن تفاصيل تشير إلى عمليات تصفية وإعدام منظمة.
وفقاً للصحيفة، فإن هذه الجثث اكتُشفت “مقيدة الأيدي والأرجل”. وأضاف التقرير أن هذه الجثث تم التخلص منها بعد لفها “بأغطية مثل البلاستيك أو السجاد أو الموكيت”.
تم العثور على هذه الجثث المروعة على مراحل منذ بدء عملية جفاف السد وحتى شهر سبتمبر 2025. هذه التفاصيل (الأيدي والأرجل المقيدة، والتغليف المتعمد) تطابق الأساليب التي استخدمتها الأجهزة القمعية للنظام الإيراني على مدى عقود “للتخلص” من المعارضين السياسيين والمختفين قسرياً، حيث تم إلقاء الكثيرين منهم في السدود والأنهار أو دفنهم في مقابر جماعية مجهولة.
ما يزيد من الشكوك حول طبيعة هذه الجريمة هو رد فعل النظام. أكد التقرير أن “المسؤولين القضائيين والأمنيين لم يقدموا أي معلومات حتى الآن حول هوية (الضحايا) وأسباب وفاتهم”، مما يشير إلى تكتم متعمد.
والأخطر من ذلك، أنه في دلالة واضحة على الرعب من التداعيات الاجتماعية لهذا الكشف، أقدم نظام الملالي على حذف التقرير بالكامل من الموقع الإلكتروني للصحيفة بعد وقت قصير من نشره، في محاولة يائسة لدفن الفضيحة ومنع تحول قاع السد الجاف إلى شاهد إثبات على عقود من الجرائم ضد الإنسانية.


