الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الإعلام الحكومي الإيراني يعكس الأزمات الاقتصادية و تفاقم الفقر والصراع على الاتفاق النووي والتضييق الرقمي قدمت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية يوم الثلاثاء (11 نوفمبر 2025) صورة مشوشة عن طبيعة الحكم في البلاد؛ من الخلافات الحادة والعلنية في البرلمان حول الإحصاءات المتضاربة والعجز المالي الهائل

الإعلام الحكومي الإيراني يعكس الأزمات الاقتصادية و تفاقم الفقر والصراع على الاتفاق النووي والتضييق الرقمي

الإعلام الحكومي الإيراني يعكس الأزمات الاقتصادية وتفاقم الفقر والصراع على الاتفاق النووي والتضييق الرقمي

قدمت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية يوم الثلاثاء (11 نوفمبر 2025) صورة مشوشة عن طبيعة الحكم في البلاد؛ من الخلافات الحادة والعلنية في البرلمان حول الإحصاءات المتضاربة والعجز المالي الهائل، إلى الأزمات المتراكمة في المياه والطاقة، والانهيار الكارثي في مستوى المعيشة. وفي الوقت ذاته، تحاول بعض وسائل الإعلام الدفاع عن البنية المتآكلة للنظام عبر شن هجمات منسقة ضد منتقدي الحكومة.

تراكم الأزمات: من عجز مالي بـ 2693 تريليون تومان إلى جفاف السدود

كشفت التقارير الرقابية وتحذيرات نواب البرلمان عن عمق الأزمات البنيوية والمالية التي تعصف بالبلاد:

  • إحصاءات متناقضة وعجز ضخم: اعترض النواب في البرلمان على التباين الكبير في الإحصاءات الحكومية (تنفيذ ما بين 37% و 67% من الخطة السابعة للتنمية) وعلى عجز الموازنة البالغ 2693 ألف مليار تومان دون خطة للتعويض.
  • اختلالات البنية التحتية: تحولت أزمة المياه إلى تهديد للأمن القومي. وانتقد الخبراء السياسات الخاطئة والاستهلاك الذي يبلغ ضعف المعدل العالمي (240 لتراً للفرد في إيران مقابل 130 ليتراً عالمياً)، مشيرين إلى استنزاف الموارد الجوفية وتهالك شبكات المياه التي يعود عمرها إلى 100 عام. وتؤكد التقارير أن مخزون بعض السدود وصل إلى أقل من 10%، بينما كانت معدلات هطول الأمطار في نوفمبر صفراً في مناطق عديدة.
  • جداول زمنية كارثية لإنجاز المشاريع: اعترف رئيس منظمة التخطيط والموازنة بأن إكمال مشاريع النقل الحالية يتطلب 101 عاماً، ومشاريع المياه والصرف الصحي تحتاج 35 عاماً. كما تحولت البلاد من مُصدِّر للبنزين بقيمة 6 مليارات دولار (في 2019) إلى مُستورِد بـ 6 مليارات دولار.

انهيار المعيشة: سلة بـ 58 مليون تومان وفقر المعلمين

الاقتصاد المنهار يستهدف بشكل مباشر حياة المواطنين:

  • سلة معيشة بـ 58 مليون تومان: مع الارتفاع القياسي في التضخم، وصلت سلة المعيشة الرسمية للأسر العمالية إلى نحو 58 مليون تومان. هذا في حين أن الحد الأدنى لأجور العمال (15 مليون تومان) لا يغطي سوى 28 في المائة من هذه السلة.
  • الخبز واللبن أصبحا ترفاً: مع تضخم بنسبة 100% في الخبز والحبوب خلال العام الماضي والتحذيرات من ارتفاع جديد في أسعار الخبز واحتمالية تضاعف سعر اللبن الزبادي، وصل الفقر إلى مستوى تهديد الاحتياجات الأساسية.
  • فقر المعلمين مقابل ثروة الصندوق: كشفت تقارير حول صندوق ادخار المعلمين عن إيداع 200 ألف مليار تومان شهرياً في حساب الصندوق، لكن هذه الثروة تضيع في أيدي جماعات النفوذ ورواتب المديرين الفلكية، بينما يعيش مليون معلم تحت خط الفقر.
  • مكافأة العيد غير الكافية: مكافأة عيديَّة العمال (بحد أدنى 20 مليون تومان) لا تغطي عملياً سوى أيام قليلة من نفقات العائلة العمالية، مما يظهر الفجوة الهائلة بين الدخل وتكاليف الحياة.

الصراع الإعلامي والسياسي: الاتفاق النووي، ترامب والتضييق الرقمي

شهد المشهد السياسي هجمات منسقة من التيار الأصولي على المنتقدين وجدالات محتدمة:

  • الهجوم على المفاوضات والاتفاق النووي: وصفت صحيفة كيهان بلهجة لاذعة محمد علي أبطحي (مساعد الرئيس الأسبق) بأنه “خادم أمريكا المدجَّن” واعتبرت اقتراحه للتفاوض مع ترامب مهيناً. وفي الوقت نفسه، زعمت أن الاتفاق النووي لم يرفع العقوبات فحسب، بل زاد عددها من 500 إلى 2500، وحوّل بند “آلية فض النزاع” إلى “قنبلة موقوتة”.
  • معركة “الفلترة” في البرلمان: تحول الجدال بين رسائي (المدافع عن حجب المواقع) ورشيدي كوتشي (الناقد المطالب برفع الحجب) إلى تحدٍ علني. دعا رشيدي كوتشي رسائي إلى “تحدي في الشارع بين الناس” وأعلن: “أنا صوت الشعب”.
  • تراجع الحكومة عن خطة التنمية السابعة: أبرزت صحيفة جوان اعتراف الحكومة بالتخلف عن تنفيذ الخطة السابعة للتنمية. واضطرت الحكومة إلى خفض الأهداف الرسمية، مثل النمو الاقتصادي (من 8% إلى أقل) ونمو إنتاجية العوامل الكلية (من 2.8% إلى أقل من 1%)، بينما لم يتجاوز أداء قطاع الإسكان هذا العام 0.4%.