تصعيد بين بيروت وطهران: الرئيس اللبناني يُعلن “نهاية” حزب الله عسكرياً ويتحدى إيران “شيعة لبنان مسؤوليتي أنا لا أنتم”
بيروت/طهران – 19 نوفمبر 2025:
تفاقمت حدة التوتر بين لبنان والنظام الإيراني بعد تصريحات قوية وغير مسبوقة للرئيس اللبناني جوزيف عون، الذي أكد أن الجناح العسكري لـ “حزب الله” قد “انتهى” فعلياً، وأنه يبحث عن “مخرج مشرف” لإنهاء أزمته. وقد واجهت هذه التصريحات رفضاً فورياً من طهران، التي ترفض أي مساس بـ “محور المقاومة” في المنطقة.
عون يصف مصير الحزب بـ “النهاية المشرفة”
في مقابلة مع منصة “أساس ميديا”، أكد الرئيس عون أن الحزب تعرض لضربات قاصمة أفقدته قياداته وأضرّت بترسانته العسكرية بشكل كبير.
وقال عون: “الحزب بشقه العسكري انتهى”، مشيراً إلى أن قياداته تدرك هذا الواقع وتسعى إلى “نهاية مشرفة، وعلى مخرج لائق”. وأضاف أن الطائفة الشيعية في لبنان “متعبة” بعد أربعين عاماً من المعاناة “بلا أفق”، مشدداً على أنه “لا خيار أمامنا سوى التفاوض”.
مواجهة مباشرة: “شيعة لبنان مسؤوليتي أنا”
كشف الرئيس عون عن موقف حاسم من التدخل الإيراني، مؤكداً أنه وجه كلاماً “قاسياً جداً” لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني.
وقال الرئيس عون: “أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني سمع مني كلاماً قاسياً جداً… شيعة لبنان مسؤوليتي أنا لا أنتم”. وأشار إلى أن لاريجاني غادر القصر متوتراً، ثم طلب موعداً للقاء لم يتم استقباله فيه، مما يعكس تصعيداً في المواقف الرسمية اللبنانية تجاه نفوذ طهران.
موقف النظام الإيراني: رفض نزع السلاح ووصفه بـ “الفاشل”
بالرغم من تأكيدات عون على السيادة اللبنانية، يتمسك النظام الإيراني بموقفه الرافض لإنهاء الوجود العسكري لحزب الله. وقد أكد مسؤولون للنظام الإيراني، سابقاً، أن أي محاولة لتجريد الحزب من سلاحه ستكون “فاشلة”، مشددين على الدعم المستمر لـما يسمونه ب “المقاومة” في لبنان.
ويرى المحللون أن تصريحات الرئيس عون تضع المعضلة الرئيسية لمستقبل لبنان في التباين الجذري بين سيادة الدولة والدعم الإيراني “الاستراتيجي” لحزب الله كأحد أهم أركان “محور المقاومة” في المنطقة.
حصر السلاح وحصر القرار
أكد الرئيس عون إصرار الدولة على حصر السلاح، مشيراً إلى أن ذلك “ألف باء قيام الدول ولا قيامة دونها”. وتعهد بعدم مغادرة منصبه قبل أن يكون الجيش اللبناني “مطلق اليدين في الجنوب وفي غير الجنوب”، قائلاً: “واهم من يظن خلاف ذلك”.
ويؤكد هذا التضارب في المواقف أن المرحلة القادمة في لبنان ستشهد صراعاً مفتوحاً بين الدولة الساعية لاستعادة قرارها السيادي، وبين القوى المرتبطة بإيران التي ترفض فك ارتباطها العسكري.


