اعتقال الممثلة العليا السابقة للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني ضمن تحقيقات احتيال مالي ببلجيكا
بروكسل، بلجيكا –اعتُقلت الممثلة العليا السابقة للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، يوم الثلاثاء في بلجيكا، ضمن عملية واسعة للشرطة بناءً على طلب مكتب المدعي العام الأوروبي، الذي يحقق في احتيال مالي يتعلق بمشروع ممول من الاتحاد الأوروبي.
وأفادت يورونيوز ووكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) بأن السلطات البلجيكية قامت بعمليات تفتيش واسعة شملت مكاتب دائرة العمل الخارجي الأوروبي (EEAS) في بروكسل، وعدداً من المباني التابعة لكلية أوروبا في مدينة بروج، بالإضافة إلى منازل خاصة. وجاءت هذه العملية في إطار تحقيق يركز على محاباة مشبوهة وشبهات منافسة غير نزيهة في منح عقد لبرنامج تدريبي ممول من الاتحاد الأوروبي.
وذكرت المصادر أن موغيريني كانت واحدة من ثلاثة مشتبه بهم احتجزتهم الشرطة صباح الثلاثاء، وقد جرى توقيفها بعد رفع الحصانة عنها. ويشمل الاعتقالات أيضاً ستيفانو سانيينو، الأمين العام السابق لدائرة العمل الخارجي الأوروبي والمدير العام الحالي للمديرية العامة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج في المفوضية الأوروبية. وتتولى موغيريني حالياً إدارة كلية أوروبا في بروج.
وشغلت موغيريني منصب الممثلة العليا للسياسة الخارجية ورئيسة دائرة العمل الخارجي الأوروبي – الذراع الدبلوماسية للاتحاد – بين عامي 2014 و2019. ويتمحور التحقيق حول شبهات احتيال في عطاءات عامة، وفساد، وتضارب مصالح، وانتهاك للسرّية المهنية، وذلك بشأن برنامج يمتد لتسعة أشهر لتدريب دبلوماسيي المستقبل، منحته الخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي لكلية أوروبا بين عامي 2021 و2022. ويعكف المحققون على تحديد ما إذا كانت كلية أوروبا أو ممثلون عنها قد أُبلغوا مسبقاً بمعايير الاختيار في إطار استدراج العروض التي أطلقتها الخدمة الدبلوماسية.
وبحسب مكتب المدعي العام الأوروبي، الذي تأسس رسمياً في عام 2021، فإن الاعتقالات تمت بعد رفع الحصانة عن هؤلاء الأفراد. ويعد مكتب المدعي العام الأوروبي هيئة مستقلة في الاتحاد الأوروبي، مهمتها التصدّي للاحتيال بأموال الاتحاد أو أي مخالفة أخرى تمس بمصالحه المالية، من الفساد وتبييض الأموال إلى الغش العابر للحدود في الضريبة على القيمة المضافة. وتتجاوز صلاحيات هذه الهيئة حدود الولايات الوطنية في التحقيقات والملاحقات القضائية.
وتتولى الشرطة البلجيكية الفدرالية عمليات التفتيش، ويشارك في رئاسة التحقيق قاضٍ من ولاية فلاندرز الغربية حيث تقع مدينة بروج. وقد أكد مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن المداهمة التي استهدفت الخدمة الدبلوماسية في بروكسل تتعلق بأنشطة سبقت تولي كايا كالاس منصب الممثلة العليا للشؤون الخارجية في أواخر عام 2024. وأكد مكتب المدعي العام الأوروبي أن “التحقيقات لا تزال جارية”.
