الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

خامنئي "المتعطش للدماء".. حين يتفوق الواقع على وحشية الأساطير في المرويات الفارسية القديمة، وتحديداً في ملحمة "الشاهنامة" للشاعر الفردوسي، تبرز شخصية أسطورية مرعبة لملك طاغية يُدعى "الضحاك".

خامنئي “المتعطش للدماء”.. حين يتفوق الواقع على وحشية الأساطير

خامنئي “المتعطش للدماء”.. حين يتفوق الواقع على وحشية الأساطير
في المرويات الفارسية القديمة، وتحديداً في ملحمة “الشاهنامة” للشاعر الفردوسي، تبرز شخصية أسطورية مرعبة لملك طاغية يُدعى “الضحاك”. تروي الأسطورة أن الشيطان تمثل له في هيئة طاهٍ وخدعه، ثم قبل كتفيه، فنبتت مكانهما أفعوان سوداوان. ومنذ تلك اللحظة، أصبح “مخ شابين” من شباب البلاد هو القربان اليومي والوجبة الوحيدة لتهدئة هذين الثعبانين.
يصف الفردوسي تلك الحقبة المظلمة بأنها الزمن الذي “سُحقت فيه الفضيلة، وكُرّم فيه السحر والشر”، حيث اختفت الحكمة وحلت محلها خرافات الطغيان، ولم يكن لذلك الملك من صنعة سوى “القتل والنهب والحرق”.
تحطيم الأرقام القياسية في الإجرام
ولكن في عصرنا هذا، يبدو أن الأسطورة تتضاءل أمام الواقع الدموي الذي يفرضه الولي الفقيه علي خامنئي. فإذا كان الطاغية الأسطوري يكتفي بضحيتين يومياً، فإن خامنئي “المتعطش للدماء” حطم كل المقاييس بوحشيته.
في يوم واحد فقط، وهو الأربعاء 26 نوفمبر 2025، أرسل نظام الملالي 22 رجلاً وامرأتين إلى حبال المشنقة. وفي الأسبوع الأول من شهر نوفمبر وحده، قدم 80 سجيناً قرابين لآلة القمع الخاصة به. بل إن شهر أكتوبر شهد إعدام ما يقارب 300 سجين، وتجاوز العدد في نوفمبر 310 حالات إعدام، ليحطم بذلك الرقم القياسي للإعدامات خلال الـ 37 عاماً الماضية، مسجلاً أعلى معدل شهري منذ مجزرة السجناء السياسيين الكبرى عام 1988.
بلغة الأرقام، تعني هذه الإحصائيات تنفيذ حكم إعدام واحد كل ساعتين، أي 12 ضحية يومياً. وهذا يعني أن “المتعطش للدماء” في طهران يقتل ستة أضعاف ما كان يقتله الطاغية الأسطوري في الحكايات القديمة.
من انتفاضة 2019 إلى اليوم
لا تزال الذاكرة حية بمشاهد انتفاضة نوفمبر 2019، حين حطم خامنئي رقماً قياسياً آخر في الوحشية، آمراً بقتل 1500 شاب خلال ثلاثة أيام فقط (من 15 إلى 17 نوفمبر). أي بمعدل 500 شاب يومياً، وأكثر من 20 ضحية في الساعة الواحدة. هنا، تتجلى الوحشية بمقدار 250 ضعفاً لما روت الأساطير عن شرور الأولين. لم يكن عبثاً أن هتفت الجماهير في الشوارع بشعارات تشبه خامنئي بذلك الطاغية الأسطوري، متوعدة إياه بالسقوط والمحاسبة.
وكما وصف الفردوسي الطاغية القديم بأنه لا يجيد سوى “القتل والنهب والحرق”، فإن خامنئي تجاوز ذلك؛ فهو اليوم يضع السيف على عنق المياه فيجففها، ويصادر الهواء فيلوثه، يبيع تراب الوطن، ويهدم المنازل، ويحرق خيام الفقراء وأكشاك الباعة المتجولين، تماماً كما يحرق أرواح أبناء إيران.
“كاوه” العصر الحديث: وحدات المقاومة
في نهاية الأسطورة، يثور حداد شجاع يُدعى “كاوه” ضد الظلم، رافعاً مئزر الجلد الذي يرتديه كراية للثورة، ليجتمع الناس حوله مطالبين بالعدالة.
واليوم، يتجسد “كاوه” في شباب الانتفاضة الذين يزلزلون أركان نظام الولي الفقيه في الأسواق والشوارع بشعار “كل هذه السنوات من الجريمة.. الموت لهذا الحكم”. هؤلاء الثوار هم امتداد للشهيد محسن شكاري، وهم من أشعلوا نيران الغضب من شرق طهران إلى غربها.
إن “كاوه” هذا العصر هم شباب بلوشستان الثائرون الذين رفعوا يوم الجمعة 27 نوفمبر راياتهم وهتفوا بوضوح: “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي”.
المفارقة المضحكة
في خضم هذه المأساة، تبرز مفارقة مثيرة للسخرية؛ وهي محاولة فلول النظام الشاه السابق استغلال هذا الوضع، وكأن الطاغية الأسطوري يخرج من قبره ليتبجح قائلاً: “بما أنني كنت أقتل اثنين فقط يومياً بينما يقتل خامنئي العشرات، فإني كنت أفضل حالاً، وأنا مستعد لقيادة المرحلة الانتقالية!”.
إن الشعب الإيراني، وعبر شعاراته، حسم أمره برفض كلا النوعين من الاستبداد: استبداد التاج واستبداد العمامة، ماضياً في طريقه نحو حرية حقيقية لا مكان فيها لـ “المتعطشين للدماء”، سواء كانوا من الماضي أو الحاضر.