الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

أكبر أرشيف مصور لضحايا التعذيب في سجون الأسد يكشف تفاصيل إعدام أكثر من 10 آلاف معتقل في كشف هو الأضخم من نوعه منذ تسريبات "قيصر"، نشر "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين" (ICIJ) يوم الخميس، بالتعاون مع شبكة التلفزيون الألماني الشمالي (NDR) وصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، تحقيقاً موسعاً تحت عنوان "ملف دمشق". يكشف هذا الملف عن أرشيف بصري ووثائقي غير مسبوق يوثق عمليات التعذيب الممنهج والإعدامات داخل سجون نظام بشار الأسد، مسلطاً الضوء على مصير أكثر من 10 آلاف مغيب قسرياً.

أكبر أرشيف مصور لضحايا التعذيب في سجون الأسد يكشف تفاصيل إعدام أكثر من 10 آلاف معتقل

أكبر أرشيف مصور لضحايا التعذيب في سجون الأسد يكشف تفاصيل إعدام أكثر من 10 آلاف معتقل

في كشف هو الأضخم من نوعه منذ تسريبات “قيصر”، نشر “الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين” (ICIJ) يوم الخميس، بالتعاون مع شبكة التلفزيون الألماني الشمالي (NDR) وصحيفة “زود دويتشه تسايتونغ”، تحقيقاً موسعاً تحت عنوان “ملف دمشق”. يكشف هذا الملف عن أرشيف بصري ووثائقي غير مسبوق يوثق عمليات التعذيب الممنهج والإعدامات داخل سجون نظام بشار الأسد، مسلطاً الضوء على مصير أكثر من 10 آلاف مغيب قسرياً.
الأرشيف الأسود: 10,212 ضحية
يحتوي القرص الصلب المسرب، الذي وصفته المنظمات الحقوقية بأنه “أكبر دليل بصري على جرائم نظام الأسد”، على صور لـ 10,212 معتقلاً قضوا تحت التعذيب أو أُعدموا ميدانياً. وقد تم تهريب هذه البيانات بواسطة ضابط سابق في الشرطة العسكرية السورية كان يشرف على “وحدة حفظ الأدلة” في دمشق بين عامي 2020 و2024، قبل أن يسلمها للإعلام الألماني.
وفي مقابلة له، برر الضابط المنشق قراره الخطير قائلاً: “هناك حقائق يجب أن يعرفها الناس. هناك عائلات تحتاج أن تعرف أين هم أحباؤها وماذا حل بهم”.
“بيروقراطية الموت”: توثيق دقيق للجريمة
تظهر الصور، التي التقطها مصورون عسكريون بين عامي 2015 و2024، جثثاً لمعتقلين تحولوا إلى مجرد “جلد وعظم” نتيجة التجويع الممنهج، وآثار تعذيب وحشية تغطي أجسادهم. اللافت في “ملف دمشق” هو الدقة البيروقراطية التي اتبعها النظام في توثيق جرائمه؛ حيث تم وسم الصور بعناوين دقيقة تتضمن رقم المعتقل، اسم المصور، تاريخ التقاط الصورة، وفي كثير من الحالات اسم الفرع الأمني المسؤول عن الاعتقال، مثل “الشرطة العسكرية”، “إدارة المخابرات الجوية”، أو “إدارة المخابرات العامة”.
نهاية 13 عاماً من الانتظار: قصة ثائر النجار
يكشف التقرير عن قصص إنسانية مؤلمة لعائلات بحثت لسنوات عن ذويها. من بين هؤلاء، “ثائر النجار” (57 عاماً)، الذي قضى 13 عاماً يبحث عن شقيقه “عماد” الذي اعتقلته قوات الأمن عام 2012.
من خلال التسريبات، حصل ثائر أخيراً على وثيقة وفاة شقيقه. الورقة الرسمية الصادرة عن مستشفى تشرين العسكري زعمت كذباً أن عماد توفي نتيجة “توقف القلب والتنفس” رغم محاولات الإنعاش، وهي الصيغة الموحدة التي يستخدمها أطباء النظام للتغطية على الموت تحت التعذيب. وثائق “ملف دمشق” تفضح هذا الجهاز الطبي والقضائي الذي حول الموت إلى مجرد معاملات ورقية روتينية لإخفاء حملة القتل الجماعي.
من “قيصر” إلى “ملف دمشق”: طريق العدالة
تعد هذه التسريبات امتداداً لملف “قيصر” الشهير (2011-2013)، لكنها تغطي فترة زمنية أحدث وتتضمن تفاصيل أكثر دقة. وكما أدت صور قيصر إلى فرض عقوبات “قانون قيصر” ومحاكمات كوبلنز التاريخية في ألمانيا، تم تسليم بيانات “ملف دمشق” إلى مكتب المدعي العام الفيدرالي الألماني.
ووفقاً لمبادئ “الولاية القضائية العالمية”، فإن هذه الأدلة الجديدة تمهد الطريق لملاحقات قضائية دولية جديدة ضد أركان النظام السوري، وتوفر أدلة حيوية لتحديد هوية الجناة المباشرين، وليس فقط القادة الذين أصدروا الأوامر.
البحث في سجن صيدنايا والمقابر الجماعية
يشير التحقيق أيضاً إلى الوضع المأساوي للعائلات التي، بعد سنوات من البحث، تتدفق الآن (افتراضياً أو واقعياً) نحو سجون سيئة السمعة مثل “صيدنايا” أو تبحث في المستشفيات العسكرية. يصف التقرير كيف أن بعض الملفات كانت مجرد ملاحظات مكتوبة بخط اليد بأسماء الموتى، وكيف تم تحويل مواقف السيارات في المستشفيات العسكرية إلى مشارح مؤقتة لاستيعاب أعداد الجثث الهائلة.
بالنسبة لعائلات مثل عائلة “يامن الخليف” أو “عماد النجار”، فإن هذا الملف لا يقدم سوى الحقيقة المرة: نهاية الأمل في عودة الأحباب، وبداية معركة طويلة من أجل العدالة والقصاص.