وثيقة الأمن القومي الجديدة لترامب: إيران هي “العامل الرئيسي لزعزعة الاستقرار” وتضررها الوجودي بعد “المطرقة منتصف الليل”
واشنطن – الوثيقة الرسمية تؤكد تراجعاً كبيراً في البرنامج النووي الإيراني وتوجه ضربة لاستراتيجية طهران الإقليمية.
في خطوة رسمية تعكس الأولويات المتغيرة للأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس دونالد ترامب، أصدرت الإدارة الأمريكية وثيقتها الجديدة للاستراتيجية الأمنية. وتأتي هذه الوثيقة، التي تمثل خارطة طريق للسياسة الخارجية والدفاعية، لتضع النظام الإيراني في صلب التحديات الوجودية للمنطقة. ويؤكد التقرير، الذي نشر في السادس من ديسمبر، على تدهور نفوذ طهران بشكل غير مسبوق بعد العملية العسكرية الغامضة التي أشار إليها باسم “المطرقة منتصف الليل” في أكتوبر الماضي، والتي وجهت ضربة قاسية لبرنامجها النووي وأضعفت قدرتها على تصدير الفوضى الإقليمية.
أصدرت إدارة الرئيس دونالد ترامب وثيقة “استراتيجية الأمن القومي” الجديدة، وهي المرجعية العليا التي تحدد أولويات السياسة الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة. وتضع الوثيقة، التي نُشرت في إطار زمني تقليدي لبداية كل فترة رئاسية، النظام الإيراني في مقدمة التهديدات التي تواجه المصالح الأمريكية والاستقرار الإقليمي.
تأكيد رسمي للتدهور النووي
النص الصريح في الوثيقة يؤكد أن نظام الملالي هو “العامل الرئيسي لزعزعة استقرار المنطقة”، مشيراً إلى أن قدرات هذا النظام قد “تضررت وتراجعت بشدة” في أعقاب عملية عسكرية أُطلق عليها اسم “المطرقة منتصف الليل”، التي نفذت في السابع من أكتوبر الماضي. وتُعد هذه الإشارة الرسمية هي الأولى من نوعها التي تعترف علناً بالتأثير الوجودي للعملية على قدرات طهران.
وتضيف الوثيقة تفصيلاً حاسماً بأن عملية “المطرقة منتصف الليل” أدت إلى “تدهور كبير في البرنامج النووي للنظام”. ورغم التكتم الشديد الذي أحاط بالعملية في حينه، فإن التسريبات الإخبارية التي تلتها أشارت إلى سلسلة من الهجمات السيبرانية والضربات الجوية المنسقة التي استهدفت منشآت نووية وبنى تحتية عسكرية إيرانية رئيسية، مما أبطأ بشكل فعال من قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم وتركيب أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
تغير أولويات الاستراتيجية الأمريكية
إن تضمين هذا التقييم الصارم ضمن استراتيجية الأمن القومي يشي بتحول في مقاربة واشنطن، حيث يتم الانتقال من استراتيجية الردع التقليدي إلى استراتيجية “الاحتواء بالإنهاك”. وتؤكد الوثيقة أن الإدارة الجديدة ستعتمد على مزيج من الضغط الاقتصادي المتزايد والعمليات السرية والاستباقية لتقويض قدرة النظام الإيراني على تمويل ودعم وكلائه الإقليميين، خاصة بعد تراجع نفوذه في سوريا مع سقوط نظام الأسد.
ومن المتوقع أن تحدد هذه الاستراتيجية الجديدة ملامح التعاون الأمني الأمريكي مع حلفائه في الشرق الأوسط، لإنشاء جبهة موحدة تهدف إلى استغلال حالة الضعف التي يمر بها النظام الإيراني. ويُنظر إلى هذا التدهور كفرصة لتعزيز الاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن الأمني بعد سنوات من تمدد نفوذ النظام الإيراني.

