شعلة الثورة في إيران تعود للاشتعال من تحت الرماد
أعادت التطورات المتسارعة في إيران إشعال اهتمام الصحافة العالمية، بعدما شهدت طهران وعدد من المدن الكبرى موجة واسعة من الإضرابات والاحتجاجات، انطلقت من الأسواق التجارية وامتدت إلى الشوارع الرئيسية، احتجاجاً على الانهيار التاريخي للعملة الوطنية وتدهور الأوضاع المعيشية. تقارير دولية متطابقة حذّرت من أن البلاد تقف على أعتاب انفجار اجتماعي، في ظل شلل اقتصادي متزايد وتصدعات واضحة داخل هرم السلطة.
موقع ذا نيو ريجيون ركّز على المشهد الميداني، مشيراً إلى أن إضرابات «البازار الكبير» في طهران دخلت يومها الثاني مع تجاوز سعر الدولار 143,000 تومان. وذكر أن رقعة الاحتجاجات اتسعت لتشمل شوارع حيوية وصولاً إلى ساحتي «انقلاب» و«آزادي»، ما دفع القوات الأمنية إلى استخدام الغاز المسيل للدموع. وأظهرت مقاطع متداولة تراجع بعض العناصر الأمنية أمام ضغط المحتجين. كما نقل الموقع تهديدات السلطة القضائية وحرس النظام، الذين لوّحوا بتهم ثقيلة مثل «الإفساد في الأرض»، في وقت ردّد فيه المحتجون شعارات مباشرة ضد علي خامنئي وطالبوا مسعود بزشكيان بالاستقالة.
أما منتدى الشرق الأوسط، فقد تناول جذور الأزمة من زاوية اقتصادية وسياسية، واصفاً الوضع بأنه ينذر باضطرابات داخلية خطيرة. وأشار إلى أن وصول الدولار إلى 1.44 مليون ريال أدى إلى شبه توقف في تجارة الجملة والتجزئة، بينما انخفض متوسط الأجور الشهرية إلى نحو 100 دولار، وهو مستوى بعيد جداً عن خط الفقر. كما سلّط الضوء على الخلافات المحتدمة داخل البرلمان، ولا سيما الكشف عن اختفاء 6.7 مليار دولار من عائدات النفط، رابطاً ذلك بعودة سياسة «الضغط الأقصى» الأميركية، وما تحمله من تداعيات قد تسرّع التغيير.
من جهتها، أكدت وكالة أسوشيتد برس (AP) استقالة محمد رضا فرزين، محافظ البنك المركزي، كأول نتيجة سياسية مباشرة لانهيار العملة، ووصفت الاحتجاجات بأنها الأكبر منذ انتفاضة 2022 عقب مقتل مهسا أميني. ونقلت الوكالة عن شهود إغلاق متاجر في طهران ومدن مثل أصفهان وشيراز ومشهد، مذكّرة بالدور التاريخي لتجار البازار في التحولات الكبرى بإيران، في إشارة إلى أن شرارة الاحتجاج الحالية قد تكون بداية فصل جديد من المواجهة مع النظام.

