الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

سقوط النظام يطلّ من شوارع طهران لم يعد الانهيار الاقتصادي في إيران رقماً في التقارير أو تحذيراً في الدراسات، بل تحوّل إلى واقع يومي انفجر في شوارع طهران. البطالة الواسعة، والتضخم المتفلت، والفقر غير المسبوق، وغلاء المعيشة الخانق، كلها اجتمعت لتدفع المجتمع الإيراني إلى حافة الاحتمال الأخير

سقوط النظام يطلّ من شوارع طهران

سقوط النظام يطلّ من شوارع طهران


لم يعد الانهيار الاقتصادي في إيران رقماً في التقارير أو تحذيراً في الدراسات، بل تحوّل إلى واقع يومي انفجر في شوارع طهران. البطالة الواسعة، والتضخم المتفلت، والفقر غير المسبوق، وغلاء المعيشة الخانق، كلها اجتمعت لتدفع المجتمع الإيراني إلى حافة الاحتمال الأخير. ومع انسداد الأفق الاقتصادي واستشراء الفساد، خرج الغضب المكبوت إلى العلن، وقرّر الناس أن يواجهوا بأجسادهم ما عجزت السياسات عن معالجته.

على مدى سنوات، شهدت إيران هروباً متسارعاً للعقول والكفاءات، في وقت كانت فيه ثروات البلاد من النفط والغاز والمعادن كفيلة بضمان حياة كريمة لشعبها. غير أن هذه الثروات لم تُوظف في التنمية أو خلق فرص العمل، بل جرى استنزافها في آلة القمع الداخلي وتمويل الإرهاب وتصديره، ودعم الميليشيات المسلحة في أنحاء الشرق الأوسط، بينما تُرك المواطن الإيراني يواجه الفقر والعوز وانعدام الأمن الاقتصادي.

الضغط المعيشي الكاسح حوّل شوارع العاصمة إلى ساحة احتجاج مفتوح. لم تخرج الجماهير فقط ضد الغلاء أو البطالة، بل ضد منظومة كاملة قامت على النهب المنظم وإفقار المجتمع. وفي مشهد غير مسبوق، ارتفعت الهتافات مباشرة في وجه رأس السلطة، مرددة شعارات مثل «الموت لخامنئي» و«خامنئي ارحل عن إيران»، في تعبير واضح عن كسر حاجز الخوف وتحول الغضب الاجتماعي إلى موقف سياسي صريح.

ما تشهده إيران اليوم ليس احتجاجاً عابراً، بل مؤشرات مرحلة جديدة تتشكل ملامحها في الشارع. فمختلف فئات المجتمع، من العمال والتجار إلى الشباب والطلاب، باتت تدرك أن الأزمة لم تعد قابلة للإصلاح من داخل النظام. وهكذا، يقف البلد عند مفترق تاريخي، حيث تتلاقى الإرادة الشعبية مع واقع الانهيار الشامل، إيذاناً بدخول إيران فصل ثوري جديد يهدف إلى إسقاط منظومة الظلم والفساد وبناء مستقبل يستعيد فيه الشعب ثروته وكرامته.