ثورة الشعب الإيراني ضد الشاه في العام 1979 حيث سرقها خميني والملالي المجرمون
ثورة الشعب الإيراني ضد الشاه في العام 1979 حيث سرقها خميني والملالي المجرمون، هي حصيلة
مجهودات عظيمة في التحولات التاريخية التي شهدتها إيران ولم تكن وليدة الساعة.
وبمناسبة مرور أربعين عامًا على الثورة، نسلط الضوء على سير التحولات التاريخية في نظام بهلوي
منذ الحرب العالمية الثانية حتى وقوع الثورة في العام 1979. دراسة هذه التحولات تظهر جيدًا أنه
كيف كانت ثورة الشعب من أجل الاستقلال والحرية، لكن خميني والملالي سرقوها، وكيف حوّل الملالي
الآن هذه الثورة إلى دمار في كل الأصعدة:
16 سبتمبر 1941: دخلت قوات الحلفاء الأراضي الإيرانية. جيش «رضا خان» (رضا بهلوي) استسلم دون
أي مقاومة. وتم في ذلك اليوم خلع رضا خان من العرش، وتم نفيه إلى جزيرة موريشيوس شرق جزيرة
مدغشقر وسط المحيط الهندي. محمد علي فروغي الخادم الذليل للانجليز، قام وبالتنسيق مع الحكومة
البريطانية، بتنصيب ابن الشاه محمد رضا بهلوي. وبعد سقوط رضا خان وتوفير أجواء سياسية منفتحة،
بدأت جمعيات نسوية، وتنظيمات اجتماعية، واتحادات عمالية وأحزاب سياسية كانت قد تشكلت لأول
مرة بعد الثورة الدستورية، نشاطاتها من جديد.
ودخل الدكتور محمد مصدق الذي كان قد حُظر من أي نشاط سياسي في دكتاتورية رضا خان، المجلس
كنائب عن طهران. وفي 1949 تم تشكيل الجبهة الوطنية. وفي العام نفسه، تحول تأميم النفط إلى
مطلب وطني باقتراح من الدكتور حسين فاطمي. ثم وبعد متابعات «مصدّق»، صادق البرلمان
(مجلس الشورى والشيوخ) على لائحة تأمين صناعة النفط في مارس 1951.
وفي مايو 1951، تابع «مصدق» المادة الواحدة لقطع أذرع شركة النفط الآنكلو – الإيرانية وصادق
عليها البرلمان. ثم يصبح مصدق رئيسًا للوزراء باقتراح من قبل النواب المعارضين.
وبذلك أصبح مصدق رئيسًا للحكومة في مايو 1951 و بقي في المنصب حتى 19 أغسطس 1953
حيث أسقطه انقلاب رجعي – استعماري، وكانت حكومته، الحكومة الوطنية والشعبية الوحيدة في
إيران. وبذلك عادت دكتاتورية بهلوي تفرض سلطتها المطلقة بدعم من الاستعمار.
وبعد الانقلاب خيمت أجواء القمع على المجتمع الإيراني لمدة 7 سنوات. وفي عام 1960 أصبح جون
كينيدي من الحزب الديمقراطي رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي مايو 1961، أصبح علي أميني بدعم من أمريكا الخاضعة لسلطة الديمقراطيين رئيسًا للوزراء في
إيران خلافًا لرغبة الشاه، وبهدف تمرير مشروع الإصلاح الزراعي. الشاه الذي لم يكن يريد أن يكون
مصيره، مصير والده، توجه في نيسان 1962 إلى الولايات المتحدة والتقى بالرئيس الأمريكي كينيدي.
وتعهد هناك أن يمسك هو نفسه زمام مشروع الإصلاح الزراعي. وعقب ذلك اللقاء، تم تنحية علي
أميني من منصب رئاسة الوزراء وحل محله «أسد الله عَلَم» أكبر إقطاعي في إيران رئيسًا للحكومة.
وبذلك فقد أراح الشاه بال الإقطاعيين.
ثم ولغرض تمرير مشروع الإصلاح الزراعي، قام الشاه باعتقال قادة حركة الحرية، والجبهة الوطنية
والناشطين الطلابيين في ليلة الاستفتاء على المشروع 26 يناير 1963، فيما لم يضع أي قيود على
الملالي. ولاقى هذا المشروع معارضة من قبل الأحزاب. ففي يوم 5 يونيو 1963 اندلعت تظاهرة كبيرة
بشكل متزامن في كل من طهران وقم وشيراز وأصفهان ضد موجة جديدة من القمع. ومارس الشاه
المدعوم من قبل أمريكا، القمع وقتل الناس، وسقط عشرات من المتظاهرين قتلى على أيدي جيش
الشاه. كما وفي تظاهرة المعلمين استشهد الدكتور خانعلي.
وبذلك أغلقت صفحة النضال البرلماني والسلمي في إيران في يوم 5 يونيو 1963 حيث قطع الشاه
الطريق بالكامل على أي نضال إصلاحي.
زيارة كارتر لإيران جزيرة الاستقرار
في 2 فبراير 1977، نشرت صحيفة «كيهان» افتتاحية تحت عنوان «حسب مرسوم للشاه لا يحق لأحد
ممارسه التعذيب». نعم هذا كان أول انعكاس عملية لسياسة كارتر لحقوق الإنسان في إيران.
في 4 فبراير 1977، تم إطلاق سراح 66 من السجناء من سجون الشاه، ممن كانوا قد مدحوا الشاه و
شاركوا قبله بـ9 أيام في مراسيم «الشكر للشاه»، بينهم «حبيب الله عسكر أولادي» وعدد آخر من
مجرمي زمرة خميني.
في 16 مارس 1977، التقى مارتن انالز رئيس منظمة العفو الدولية بالشاه. وفي تلك الأيام كتب
«علي أصغر حاج سيد جوادي» رسالة مفصلة إلى الشاه واشتكى من الأوضاع. في 12 يونيو/حزيران
1977، بعث بختيار وسنجابي وفروهر برسالة إلى الشاه اشتكوا من شدة أجواء الكبت.
وفي اليوم نفسه، أرسل 40 من الكتاب والمثقفين رسالة مفتوحة، إلى رئيس الوزراء، استنكروا فيها
الاستبداد، مطالبين بإقرار الديمقراطية. وزادت الأصداء الصحفية ضد نظام الشاه في الصحافة
الغربية.
وتراجع الشاه خطوة أمام سياسة حقوق الإنسان، وسمح لممثلي الصليب الأحمر الدولي، بزيارة
السجون في إيران.
وفي 15 يونيو1977، بعث 53 من المحامين رسالة إلى رئيس المكتب الخاص للشاه طالبوا فيها
بإصلاحات بشأن القوانين. وأخيرًا في 6 أغسطس1977 تم تنحية هويدا رئيس الوزراء بعد 13 عامًا من
ولايته وتم تعيين جمشيد آموزكار رئيسًا للحكومة. وفي أكتوبر من هذا العام أقامت نقابة الكتاب
الإيرانيين أمسية شعرية لمدة 10 ليالي في طهران.
وفي مطلع نوفمبر من هذا العام، وبعد عام تقريبا من ولاية كارتر، وإعلان سياسة حقوق الإنسان، أطل
علينا خميني، الذي كتب رسالة سرية إلى إيران خطابًا للسادة «العلماء»! وصى فيها أن يستغلوا
الفرصة قبل فوات الآوان وكتب في هذه الرسالة «لا تدعو هذه الفرصة تضيع من أيديكم، اكتبوا معا
وعارضوا، اكتبوا ملاحظاتكم واعترضوا عليهم مثل ذلك الشخص… حسنا نحن رأينا أن عدة أشخاص
(كتاب) عارضوا وقاموا بعمل ما ووقعوا ولم يواجههم أحد، هذه فرصة فلا تدعوها تذهب من أيديكم.
انني أخاف أنه إذا ذهب هذه الفرصة…».
وعشية مؤتمر اوبك في كاراكاس، زار إيران، وزير الطاقة الأمريكي مايكل بلومنتال، ليأخذ ضمانًا من
الشاه، أن يدعم موقف أمريكا في مؤتمر كاراكاس، وأعطى الشاه وعدًا له باللقاء أن يتعاون معه مقابل
أن يتم الموافقة على شراء أسلحة وبشكل خاص مفاعل نووي كان يطلبه الشاه.
في 31 ديسمبر1977 توقف كارتر في طريقه إلى الهند، في إيران لكي يمضي أول ليلة من العام
المسيحي الجديد مع الشاه. وأخذت زيارة كارتر إلى إيران بداية طابعًا تشريفيًا، ولكن فيما بعد وخلال
الأحداث التي وقعت خلال هذه الزيارة اكتسبت هذه الزيارة أهمية خاصة. ووصف كارتر في مأدبة
العشاء التي أقام بها الشاه تكريمًا له، إيران بأنها جزيرة الاستقرار. وفي مقابلة في مطار مهرآباد قال
كارتر إن مفاوضاته مع الشاه دارت في مجالين: ملف الطاقة (النفط) وأوضاع المنطقة. وشكر كارتر
الشاه على تعاونه فيما يخص تثبيت أسعارالنفط، وفي المقابل، تخلى ولو مرحليًا عن ممارسة المزيد
من الضغط على نظام الشاه في مجال حقوق الإنسان.
اشتعال برميل البارود وانتفاضات متتالية
في 7 يناير/كانون الثاني 1978 نشرت صحيفة اطلاعات مقالاً بعنوان «إيران والاستعمار الأحمر
والأسود» تحت اسم مستعار «أحمد رشيدي مطلق». المقال وصف خميني بعناوين مثل «سيد
هندي» و«طامح للسلطة» و«عميل مشين و..».
وللاحتجاج على نشر هذا المقال قام تجار السوق في مدينة قم بغلق محلاتهم في 9 يناير، وخرجوا في
مظاهرة. قتل فيها عدد من الناس.
هذه المظاهرة والقتل الذي حصل فيها قد أدخلت، التفاعلات والتحركات السياسية التي انطلقت من
عام 1976 عقب سياسة كارتر لحقوق الإنسان، في مرحلة جديدة. فانفجرت حالة الاستياء والغضب
المكبوت لدى المواطنين طيلة 50 عامًا من حكم ديكتاتورية بهلوي.
وفي ذكرى أربعين يومًا على الحادث أي في أربعينية مجزرة قم، خرج أهالي تبريز في يوم 18
فبراير1978 إلى المظاهرة وأظهرت أنه إذا لا يرضخ الشاه لمطالب الناس بالحرية، فإن الحركة
الديمقراطية سرعان ما تأخذ طابع العنف بسبب الطاقة الثورية الموجودة لدى الناس. في انتفاضة
تبريز ظهرت نماذج من غضب الشعب مما كان يدل على كون الانتفاضة منظمة والاعداد المسبق لها.
حيث تعرضت معظم المقرات الحكومية للهجوم وتم تدمير فرع حزب «رستاخيز» تدميرًا كاملًا. كما تم
تفجير برج بث النقل التلفزيوني، وتم إعدام بعض أفراد الشرطة القمعيين على يد الناس مما يثبت
بوضوح حضور حركة مسلحة.
ومن هنا، اقيمت أربعينية تلو أربعينية أخرى لكل مجزرة، وفي 30 مارس 1978 وبمناسبة أربعينية
مجزرة تبريز، اقيمت تظاهرات حاشدة في مدن تبريز وأصفهان وطهران وقم ويزد سقط خلالها عدد من
الناس شهداء. وفي هذه الأيام كانت تتوزع أشرطة تسجيل خميني بين الناس، من قبل شبكة الملالي
الواسعة في المساجد التي كانت تعمل منذ سنوات بحرية وبالتنسيق مع نظام الشاه.
في المقابل، قام نظام الشاه بارتكاب المجازر في هذه المظاهرات، بالإضافة إلى شن حرب نفسية ضد
الحركة الديمقراطية ووصف انتفاضة تبريز بأنها انطلقت من قبل مشاغبين جاءوا من خارج الحدود.
في 13 مايو1978 قال الشاه في مقابلة صحفية أنه لم يعد يتحمل وضعًا ينتهي إلى مجيء حكومة
شيوعية إلى السلطة. وفي مقابلة أخرى في 15 مايو قال: ماذا جلبت الديمقراطية بعدة أحزاب في
الغرب، حتى نتبعها نحن؟
في 20 مايو، كتب مهدي بازركان رسالة إلى «معينيان» رئيس المكتب الخاص للشاه: إني أعلن عن
استعدادي وشوقي وطلبي لمقابلة تلفزيونية وأعتقد أنه يجدر لمقام الشاهنشاه أن يتعامل مع
محتجيه مرة أخرى بسلاح المنطق والقانون، بدلًا من استخدام الهراوات والرشاشة والدبابة.
40عامًا من تدمير البيئة في إيران من قبل نظام الملالي
أزمة المياه والزارعة كتنين في كمين الكون والحياة في إيران
في العقود الماضية كان طول بحر أروميه يبلغ 140كلم وعرضه 55كلم، بينما لم يبق الآن من هذا
البحر سوى 5بالمائة
انخفاض معدل نصيب الفرد من المياه، من 5500متر مكعب في عام 1961 إلى 140متر مكعب في
عام 2015
تدمير 3500هكتار من الغابات في إيران سنويا
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو): غطاء الغابات في إيران يجري تدميرها
الملالي وبتدمير البحيرات والأهوار ليسوا يدمرون بيئة الإنسان ويعرضها للتوترات المستمرة فحسب،
بل دمروا الحياة البرية والأنواع المختلفة من الحيوانات
انخفاض عمق هور أنزلي التي كانت من الأهوار الهامة في العالم منذ عقود متتالية من 9أمتار إلى
أقل من متر واحد!
تعرض هور هامون الشهير ـ الهور المصنف السابع عالميا ـ الذي كان مصدرا لدخل الآلاف من
الصيادين والمزارعين للأزمة وبدأ يجف
أكثر من 33ألف إيران يلقون حتفهم سنويًا من جراء تلوث الهواء. ويشكل هذا الرقم 12.5بالمائة من
أسباب قضاء الإيرانيين
انخفاض عدد أهالي القرى لـ700ألف شخص بشكل متوسط سنويًا
كل ورقة نتصفحها من سجل حكم ولاية الفقيه منذ 40عامًا، تفتح نافذة من الدهشة والحيرة تشير
حقيقةً إلى حجم واتساع نطاق التدمير والتخريب في إيران
يبين سجل حكم ولاية الفقيه منذ 40عامًا كمية ونوعية الكوارث الطبيعة والبشرية، كوارث نظير:
ـ أزمة المياه والزراعة
ـ أزمة الذرات المعلقة
ـ أزمة تلوث الهواء
ـ أزمة البحار والأهوار
ـ أزمة إهمال 33ألف قرية
ـ أزمة النزوح الواسع إلى المدن
1ـ أزمة المياه والزراعة
«يعتبر أمن المياه، تحديًا يواجهه الأمن الإنساني في إيران اليوم.» (غري لويس، منسق الأمم المتحدة
في إيران، 3أغسطس/اب 2014، موقع مركز المعلومات للأمم المتحدة في طهران)
ونقلت رويترز عن غري لويس قوله: «سبب أزمة المياه في إيران ليس نسبة استهلاك المواطنين …
وثلث المياه المستهلكة في الزراعة يتم استهلاكه الأمثل فقط».
وكتبت وكالة أنباء رويترز في 12أغسطس/آب 2014 تقول: «إنشاء السدود المفرط والري غير المنتظم
أديا إلى أزمة المياه في إيران … في العقود الماضية كان طول بحر أروميه يبلغ 140كلم وعرضه
55كلم، بينما لم يبق الآن من هذا البحر سوى 5بالمائة!».
وأدت أزمة المياه إلى كثير من الانتفاضات الاحتجاجية من جانب المزارعين في عام 2018. ومن خلال
إلقاء نظرة على نصيب الفرد من مياه البلاد نشاهد الهبوط المتسارع له وهو عبارة عن دمار ناجم عن
عدم كفاءة في إدارة المصادر الوطنية فضلًا عن الملكية وسرقة المياه من قبل الحكومة: «انخفاض
معدل نصيب الفرد من المياه، من 5500متر معكب في عام 1961 إلى 1400متر مكعب في عام
2015» (اقتصاد آونلاين، 18ديسمبر/كانون الأول 2017).
وينطوي جانب من أزمة المياه على انخساف الأرض من جراء جفاف المياه الجوفية. نموذج عن حدوث
هذه الأزمة المميتة في موقع عصر إيران: «بلغت نسبة انخساف الأرض في مساحة جنوب غربي
طهران من 17سنتيمترًا في عام 2005 إلى نحو ضعفين. ويزيد هذا الاتساع في المنطقتين الغربية
والشرقية وزاد محيط المنطقة المنخسفة ليبلغ 149كلم كما زادت مساحتها ليصل إلى ما يقارب
530كلم.»
2ـ أزمة الذرات المعلقة
في عام 2018 انتشرت شدة الذرات المعلقة في أكثر من 20محافظةً بالبلاد. ووصلت الذرات المعلقة
إلى طهران التي تشمل مساحةً أكثر من مليون كلم مربع بعدد السكان البالغ 20مليونًا. وتحولت أزمة
الذرات المعلقة في محافظتي خوزستان وسيستان وبلوتشستان إلى أزمة سياسية بين المواطنين
وحكم الملالي. يتكهن المحققون قائلين: «في حالة عدم الاهتمام بهذه المشكلة، سوف تواجه المدن
الإيرانية ـ وخاصةً مدينة طهران ـ تسونامي الذرات المعلقة في السنوات اللاحقة» (موقع مصدر العلم،
مقال أزمة الذرات المعلقة ودبلوماسية معالجة الأزمة، 2016).
ومن أسباب تشديد الذرات المعلقة في شرق طهران، جفاف بحيرة هامون. وطغى دومينو جفاف
البحيرات على الوطن. والمشكلات الناجمة عن جفاف بحيرة هامون لم تطل أبناء سيستان فحسب،
وإنما شملت المدن المحطية بها. والآثار الكارثية لجفاف بحيرة هامون تسببت في تشديد أزمة الذرات
المعلقة في المنطقة بأسرها.
3ـ أزمة تلوث الهواء
في دراسة نطاق تدمير البيئة في السنوات الـ40 الماضية نلاحظ سلسلةً متتاليةً من تنوع القضايا
والدرجة المشتركة لتخريبها. وهذه الدرجة المشتركة تشير إلى مديرية فاسدة عملاقة.
أما في دراسة تلوث الهواء فنواجه دائمًا عاملين: الملوثات والمنقيات. وهذه الأسباب ومن خلال الإدارة
العلمية والمهتمة بتوفير سلامة البيئة، قابلة للإشراف عليها والإدارة بشكل سالم. ولكن الهواء الذي من
شأنه أن يوفر حياة أبناء البشر تحول إلى قاتل أرواحهم في إيران الرازحة تحت حكم ولاية الفقيه. وتبين
معدل الإحصاءات أن أكثر من 33ألف إيران يلقون حتفهم سنويًا من جراء تلوث الهواء. ويشكل هذا
الرقم 12.5بالمائة من أسباب قضاء الإيرانيين.
تدمير الغابات
في إيران الرازحة تحت سلطة الملالي تعرضت الأسباب المؤثرة على تنقية الهواء نظير البساتين
والغابات والبحار والأنهار لعدم الكفاءة والسلب والنهب من قبل الحكومة حيث تواجه الوتيرة
المتصاعدة للدمار والخراب. ويذكر في هذا الشأن أن كل هكتار من الغابات، يجذب 68طنًا من رواسب
الكبريت والغبار سنويًا وتنتج 2.5طن أكسجين بدلًا منها. وبحساب هذه الأعداد والإحصاءات لاحظوا
هذه العناوين التي تدل على أسباب تلوث الهواء في إيران:
ـ «تدمير 43بالمائة من الغابات في إيران خلال أقل من 30عامًا» (موقع انتخاب، 19يوليو/تموز 2018).
ـ «مواجهة إيران لمختلف القضايا السياسية والحرب وما إلى ذلك تؤدي إلى نسيان البيئة في إيران» (موقع انتخاب، 19يوليو/تموز 2018).
«إيران بين الدول الست المخربة للغابات في العالم» / «3آلاف طن من النفايات المدفونة في
الغابات» / «6ملايين متر مكعب هو الاستهلاك السنوي من الغابات في شمال البلاد» / «900مليون
دولار من الخسائر السنوية الناجمة عن قطع الأشجار في الغابات» و«لن تبقى لنا غابة حتى السنوات
الـ50 القادمة» (وكالة أنباء إيسنا، 9أكتوبر/تشرين الأول 2017).
«يتم تدمير 350متر من الغابات في كل ثانية… لا تملك منظمة رعاية الغابات ميزانيةً، كما لم يتم
الاهتمام بالأمر حتى في ميزانية عام 2018» (موقع مشرق، 4يوليو/تموز 2018).
«إيران.. تدمير ما يقارب 3500هكتار من الغابات سنويًا» (موقع مشرق، 16ديسمبر/كانون الأول
2017).
4ـ أزمة البحيرات والأهوار
تعتبر البحيرات والأهوار والغابات والأنهار من بين أهم المنظمين للنظام البيئي للحياة في عالمنا. والحفاظ على هذه العناصر الحيوية وتحسين ظروفها، يستوجبان الإدارات العلمية والتكاليف اللازمة في الدول المتقدمة والحكومات الشعبية.
حبل السدود على رقبة البحيرات
من الأسباب الحاسمة لتدمير البحيرات والأهوار، هو إنشاء السدود بشكل غير منفلت من قبل الحكومة في طريق البحيرات والأهوار. ونراجع معًا هذه السياسة والمديرية الناجمة عنها خلال 40عامًا من تدمير البيئة بذكر بضعة نماذج:
ـ «بحيرة هامون تحولت إلى مستنقع. وتتحول بحيرة جازموريان إلى صحراء. وتم جفاف بحيرة بختكان بشكل تام. وكانت بحيرة تشك قد تم جفافه قبل بضعة أشهر كما تم جفاف هور العظيم بشكل كامل».
ـ «يمكن القول بالتأكيد إنه لا توجد بركة تسلم من التلوث في إيران، كأننا عدو الأهوار ومن واجبنا تدمير كل هور في إيران».
ـ «يجب أن لا نلقي اللوم دائمًا على الجفاف أو عدم تساقط الأمطار. إنشاء بضعة سدود فوق المصادر الموفرة لبحيرة أروميه أدى إلى التدمير وحدوث الكارثة البيئية في هذه البحيرة … وبسبب إنشاء السد على بحيرة زايندهرود لا تسير المياه في مسارها الطبيعي».
ـ «ماذا يجب القول عن هور شادكان! الهور الذي تتوقف عليها حياة الكثيرين من سكان جنوب غربي إيران، بحيث أنها الآن تعرضت لهكذا تدمير وجفاف من جراء بضعة مشاريع غير هامة لا تصب أرباحها إلا في جيوب أصحابها».
موت النظم البيئية
تعرض هور انزلي الذي يعتبر منذ العقود المتتالية من الأهوار البارزة والشهيرة في إيران ومن بين الأهوار الهامة في العالم، للنسيان وعدم الكفاءة والغدر من جانب حكم الملالي. وتبلغ مساحة هذا الهور نحو 200كلم حيث سموه بـ«مصفاة المياه في بحر قزوين». وواجه هذا الهور الذي يلعب دورًا خاصًا في مصير حياة السكان والحياة البرية والحفاظ على سلامة البيئة، الأزمة والتهديد بالدمار والهلاك حيث انخفض عمقه البالغ 9أمتار إلى أقل من متر واحد: «فقدان عملية الكري اللازم وإطلاق مياه المخلفات الصناعية والمنزلية وللمستشفيات في بضعة أقضية تابعة لمحافظة غيلان إلى هور أنزلي يؤديان إلى تدمير مساحات واسعة من الهور والإخلال في توازن النظام البيئي. ولا تزال الحكومة لم تتخذ إجراءً صحيحًا لمعالجة هذه المشكلة» (موقع رزرواسيون مهر، 25فبراير/شباط 2017).
وفي جانب آخر من شرقي إيران هناك هور هامون الشهيرة ـ الهور المصنف السابع عالميًا ـ. وتعرض هذا الهور الواقع في شمال شرقي محافظة سيستان وبلوتشستان للأزمة ويجري جفافه من جراء أسباب مماثلة كحالات أخرى لسوء الإدارة في البيئة.
وكان هامون مصدرا لدخل الآلاف من الصيادين والمزارعين. وحتى نهاية القرن الماضي كانت مساحته أكثر من 8مليارات متر مكعب حيث كان يتم حصاد 5 إلى 6أطنان قمح من كل هكتارها موفرةً حياة نحو 15ألف صياد فضلًا عن صيد 12ألف طن سمك فيها سنويًا وما يقارب 120ألف من الماشية تتغذى منها. وكان هور هامون من مراكز الصناعة اليدوية لنسج الحصير.
أعداد والإحصاءات في عزاء البحيرات والأهوار في إيران
وفي القسم الأخير من دراسة أزمة البحيرات والأهوار، تحكي الأعداد والإحصاءات عن 40عامًا من تدمير البيئة في إيران. مصطفى شهرابي المدير السابق للشؤون الدولية والتعليمية في منظمة الجيولوجيا:
ـ «في محيط بحيرة ارومية ما يقارب 104أحزمة وسدود يختص لها كل منها المياه اللازمة للبحيرة».
ـ «فقدت 31 هورًا مساحته. و75بالمائة من الأهوار تتعرض للجفاف. وما يقارب 58بالمائة من مساحة الأهوار تم تدميرها. و50بالمائة من الأهوار في إيران تم جفافها أو تدميرها».
ـ «اتخذت إجراءات دون دراسات وأبحاث علمية حيث أدى الأمر نفسه إلى الخسارة. ومن هذه الحالات يأتي سد غتوند الذي عين مكانه قبل 25عامًا حيث أعلنا في حينه أن المكان غير مناسب ولكنهم ضربوا عرض الحائط، والسد الذي أنشئ اليوم تحول إلى بحيرة من الملح» (موقع الحوار العلمي، إذاعة النظام).
5ـ أزمة النزوح الواسع إلى المدن
ـ «ينخفض عدد أهالي القرى لـ700ألف شخص بشكل متوسط سنويًا» (وكالة أنباء إيرنا، 6أكتوبر/تشرين الأول 2018).
يعتبر النزوح من المؤشرات والعلامات الدالة على نمو نسبة عدد السكان في المدن بالمقارنة مع
القرى. وفي هذا الشأن كتب موقع تجارة الغد في 3مايو/أيار 2015 مقالًا تحت عنوان «المناطق
الجافة» نقلًا عن عادل آذر رئيس مركز الإحصاء الإيراني قوله: «في عام 2011 نسبة عدد سكان المدن
بالمقارنة مع القرى ارتفعت من 71بالمائة إلى 29بالمائة. بينما كانت هذه النسبة في عام 2006،
68بالمائة إلى 32بالمائة. وفي الحقيقة وخلال هذه السنوات الخمس انخفضت نسبة عدد سكان القرى
في البلاد من 32بالمائة إلى 29بالمائة. وتبين الإحصاءات أن نسبة عدد سكان القرى في إيران
انخفضت وتيرتها بشكل متسارع خلال العقود الأخيرة».
نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت بداية النهاية للسلطة الاستعمارية البريطانية التوسعية على العالم.
في حين أن الرأسمالية الأمريكية الناشئة بعد الأعوام 1939 – 1945 في أعقاب عقد من الركود
الاقتصادي وبينما كان الاقتصاد الأوروبي منهارًا اثر تلقيه خسائر في الحربين العالمين، أخذت تزدهر في
الطور الثالث من نمو الرأسمالية. ذلك الطور الذي كانت سمته البارزة «تصدير رؤوس الأموال». فهذا
الطور من نمو الرأسمالية كان يتطلب تغييرًا في النسيج الاقتصادي- الاجتماعي في المستعمرات
السابقة أو العالم الثالث.
مشروع الإصلاح الزراعي للشاه في إيران كان انموذجًا من هذه التغييرات. هذا المشروع ولو كان منمقًا
بشعارات تقدمية «تقسيم الأراضي وإلغاء نظام الإقطاع»؛ غير أن أهدافًا استعمارية كانت تقف خلف
هذا الكلام المنمق بالتقدمية. وكان الهدف الرئيسي تمهيد الأرضية لنمو الرأسمالية التبعية في إيران
والهدف الآخر هو امتصاص طاقة الرفض والسخط لدى القرويين بعد نجاح الحركات المطالبة
بالاستقلال في أعقاب الحرب العالمية الثانية في المستعمرات السابقة.
وكانت النتيجة الوحيدة للإصلاح الزراعي لدى الفلاحين الإيرانيين هو فقدانهم للأراضي الموزعة ونزوح
كثير منهم إلى عشوائيات المدن، ليصاروا إلى قوى عاملة رخيصة لأصحاب المعامل الجدد أي اولئك
الإقطاعيين السابقين.
ولاقى الإصلاح الزراعي للشاه معارضة كبيرة بين النخب السياسية للبلاد. وعندما استحصل الشاه على
دعم الرئيس الأمريكي كينيدي له، رد على هذه المعارضة بقمع الناس وقتلهم في انتفاضة 5 يونيو/
حزيران 1963. وبذلك فقد قطع الطريق على أي نضال سلمي وفرض دكتاتورية مطلقة على إيران.
مع أن الشاه قد أغلق الطريق على التعبير الحر للمطالبات السياسية والاجتماعية، وقتيًا بقتل الناس
وقمع الانتفاضة؛ إلا أنه في واقع الأمر، فتح بأيديه وسط هذا المأزق، طريق النضال العنيف. ومن
انتفاضة يونيو 1963، حتى الثورة ضد الشاه في عام 1979، لم تعد تتكون أي حركة سياسية ملحوظة
في إيران، وهُمّشت الأحزاب التقليدية مثل الجبهة الوطنية وحركة الحرية من المشهد السياسي الإيراني.
لكن الحركة المعارضة، لم تتوقف، وانبلجت من رحم هذه الأوضاع هذه المرة حركة تحررية للشعب
الإيراني بواسطة الطلاب والجامعة.
فأصبحت الجامعة خندقًا للحرية وتحولت إلى معقل للنضال الثوري المسلح. وتولدت منظمة مجاهدي
خلق الإيرانية ومنظمة فدائيي خلق من قلب الجامعة ومن رحم النضال السياسي.
وأسس مؤسسو منظمة مجاهدي خلق لأول مرة في تاريخ إيران، في 6سبتمبر/ايلول1965، وبعد
استخلاص تجارب النضالات الوطنية والتحررية للشعب الإيراني في العقود الماضية، منظمة ثورية
قائمة على أسس ايديولوجية إسلامية ثورية ونهج ثوري وبالاعتماد على عناصر محترفة من الثوار
المضحين، ورفض جميع الأفكار النابعة من عقلية رجعية متخلفة تجاه الإسلام ومعتمدة على
الاستغلال.