إنها النهاية حقا
بقلم : بشرى صادق رمضان
أکثر سٶال يمکن التوقع بطرحه في غمرة إحتفال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بذکرى تأسيسه
الاربعين، هو، هل يمکن أن يکون هناك عام آخر لإقامة هذا الاحتفال؟ الشکوك والتوجسات تطغي على
معظم الاوساط الاعلامية والسياسية بشأن إحتمال أن يبقى هذا النظام لعام آخر خصوصا وإنه قد
وصل الى مرحلة صار العالم کله يعلم بمدى وخامتها ولاسيما وإنه لم يعد في يديه مايمکن من
معالجة وإصلاح الامور.
المشاکل والازمات الناجمة والمتداعية عن الاوضاع السلبية التي يواجهها النظام الايراني، تلتف اليوم
کأنشوطة حول رقبة هذا النظام الذي لم يعد يتمکن أن يقف على رجليه کسابق عهده ولذلك فليس
بغريب عليه تماديه في إطلاق التصريحات المتشددة في الظاهر في حين إنه يتوسل ويتسجدي بلدان
الاتحاد الاوربي من أجل مساعدته للعبور من هذه المرحلة التي تکتم على أنفاسه وتضيق عليه الخناق
أکثر من أي وقت آخر، وإن إستمرار الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة تحاصره في زاوية
ضيقة لامخرج له منها.
الاعلام العالمي الذي بات يسلط الاضواء على الاوضاع في إيران في ظل حکم هذا النظام الذي سرق
کل شئ من الشعب الايراني بما فيه فرحته وسعادته وجعله وجعل البلاد کلها على أسوأ مايکون وإن
صحيفة “ويست فرانس”، تعکس هذه الحقيقة عندما تقول: “بينما يحتفل النظام الإيراني بالذكرى
الأربعين للثورة، فإن الحالة الصحية لهذه الدولة، تدق ناقوس الخطر على الأوضاع الداخلية، اقتصاديا،
وسياسيا، لاسيما فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان الذي يقشعر له اﻷبدان، وقمع الحكومة خشية من
ارتفاع خطر الاضطرابات الداخلية في جميع أنحاء البلاد، احتجاجا على الفقر والفساد وانعدام الحريات
السياسية والاجتماعية.”، وکل هذا سبق وإن ذکرته وتذکره المقاومة الايرانية”المعارضة الاساسية
والرئيسية في إيران”، وتٶکد عليها، وبطبيعة الحال ليست هذه الصحيفة وإنما مختلف وسائل الاعلام
العالمية وحتى الاقليمية تتفق کلها من إن النظام الايراني يواجه أوضاعا إستثنائية ولاسيما على
الصعيد الداخلي حيث الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يقفان في صف واحد ضد النظام ويعملان
مابوسعهما من أجل القضاء عليه وإسقاطه.
بعد أن کان هناك من يتصور بأن هذا النظام لايمکن أبدا التصدي له والوقف بوجهه وإسقاطه، فإن
اليوم وبعد نضال العقود الماضية للمقاومة الايرانية ضده والتي کما يبدو ساهمت في زعزعة أمنه
وإستقراره وإيصاله الى مرحلة لايستطيع معها أن يتدبر أموره، وهذه المقاومة ليس مجرد معارضة
عادية فقط بل إنها تمثل البديل الديمقراطي القائم لهذا النظام والذي لايمکن أبدا تجاوزه.
وکالة عرب سولا برس