ما هو بديل النظام الإيراني؟ ما هي خصوصيات ومؤشرات البديل؟ (2)
في مقابلة أجراها تلفزيون «إيران آزادي» قدم السيد مهدي براعي من المسؤولين الأقدمين في
منظمة مجاهدي خلق الإيرانية(MEK) إجابات على أسئلة حول بديل النظام الإيراني، نسترعي انتباهكم
إلى الحلقة الثانية منها:
سؤال: كيف يكون الموقف الحالي لبديل النظام أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانيةعلى الصعيد
الدولي وما هو فرقه مع ما كان عليه في الماضي؟
مهدي براعي من المسؤولين الأقدمين في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية(MEK): لقد اختلف الموقف
الحالي لبديل النظام أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على الصعيد الدولي مع ما كان عليه في
السابق، سابقًا، كان اسم البديل مدرجًا في قائمة المنظمات المحظورة للاتحاد الأوروبي وبريطانيا
والولايات المتحدة، ومن جانب آخر كان محاصرًا في العراق هذه الظروف السابقة كانت ناجمة عن
سياسة المساومة والمهادنة، ولكن الآن شطب اسم البديل من القائمة وهو مرهون بعمل مرهق
ومضن ودؤوب وعلى رأسه السيدة مريم رجوي من خلال عمل حقوقي واجتماعي مكثف.
وعلى الصعيد الدولي لقد باءت سياسة المساومة والمهادنة بالفشل والآن تغير المشهد الدولي
الراهن مختلفًا مع كان عليه في السابق ويشير الكل إلى مجاهدي خلق كما يؤكد على أن المشكلة
الرئيسية تكمن في النظام الإيراني .
ولقد ساعدت سياسة المساومة والمهادنة مع نظام ولاية الفقية للملالي الكثير من الإمدادات له
للأسف وفي انتفاضة عام 2009 شاهدنا أن سياسة المساومة والسياسه التي انتهجته الإداراة
الأمريكية في حينها شدتا من أزر نظام ولاية الفقيه بدلًا من أن تدعما الانتفاضة الشعبية. وخلال هذه
السياسة كانت الإدارة الأمريكية في حينها توجه وتستلم رسائل من خامنئي، كما كانت أوروبا تحذو
حذوها بحيث بقيت آثارها في أوروبا، ولكنها من المتضررين الرئيسيين لأن نظام ولاية الفقيه وجد
الساحة مفتوحة للقيام بالأعمال الإرهابية.
سؤال: في سياستها لاسترضاء الملالي كانت الدول الأوروبة والولايات المتحدة تدرج مجاهدي خلق في
قائمة المنظمات المحظورة وتقصفها، والآن ما الذي حدث حيث تؤكد الصحف الحكومية أن مجاهدي
خلق هي الحل الوحيد لإيران؟
مهدي براعي: لقد جربت الدول الأوروبية جميع الطرق مع النظام ومنحته كل ما طلبه من امتيازات
وحوافز مجربة كل شيء لعلها تتمكن من التفاوض مع هذا النظام وكلما طلب النظام من الامتيازات
والحوافز منحته إياها ولكنها وجدت الظروف أسوأ.
والآن وصلوا إلى حل يقضي بأن سياسة المساومة باءت بالفشل وهناك حل وحيد وهو تبديل هذا
النظام والبديل الوحيد لهذا النظام هو مجاهدي خلق. لأن النظام تعرض لأزمة اجتماعية ناجمة عن
الانتفاضة. والآن مر عام من الانتفاضة حيث لم يقدر النظام على احتوائها، كما نواجه أزمة اقتصادية
وفي الحقيقة هناك انهيار اقتصادي ولا مناص منه للنظام والمشكلات الداخلية مطروحة على طاولتها
وهو في عزلة دولية من جراء فشل سياسة المساومة. والخيار الوحيد للنظام في عام 2018 كان
الإرهاب ضد البديل على وجه التحديد، لعله يقدر على إزالة قضية البديل من الساحة، الأمر الذي كان
واضحًا. ولقد بدأ النظام يعمل على البديل ويركز عليه على محورين: أولًا الإرهاب وثانيًا التشهير
والتسقيط والشيطنة. كما شاهدنا أن إرهابه في عام 2018 اختلف مع 2017 والسنوات المنصرمة.
ومن أجل التشهير والشيطنة نلاحظ أن النظام يبذل قصارى جهده ليستخدم جميع الصحف الخارجية
التي له نفوذ فيها ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية حتى يتمكن ومن خلال مجموعة من
المعلومات الكاذبة الصادرة عن النظام أو بعض العملاء المرتزقين والمأجورين للنظام، أن يحرك ساكنًا
ويفعل شيئًا كما يريد الإيحاء أمام البلدان الغربية وخاصة الدولي بأنه لا يوجد بديل لي وفي حالة
رحيلي فيحل محلي أسوأ مني، كما يؤكد حماة النظام على ذلك في وسائل الإعلام ويريد النظام
الإعلان بأنه لا يوجد بديل لي بينما الآن مجاهدي خلق مطروحة على الطاولة بشكل واضح وجاد وتشير
جميع الأصابع إلى هذا البديل. لدى مجاهدي خلق تنظيم وخلفية وتأريخ حافل بالنضال، كما لها قاعدة
شعبية واسعة في إيران والآنمعاقل الانتفاضة جعلت العيون العمياء تنفتح لترى الحقائق أفضل.
سؤال: هناك بعض التيارات الأخرى، تعتبر نفسها بديلًا لهذا النظام، فما هو المعيار؟
مهدي براعي: يجب طرح السؤال على من يدعي أنه هو البديل، ما هو الثمن الذي قدمه للنضال. هذا
هو أول معيار للوطنية ووطنية ذلك التيار والتوجه وهذا هو أول موضوع يمكن التركيز عليه.
ثاني معيار للبديل هو أن نسآل إذا كنت أنت البديل، عرّف قيادتك؟ وعرّف سوابق النضال؟ والتنظيم؟
ما هو التنظيم القيادي للنضال؟ وما هي قاعدتك الاجتماعية؟ وقواتك في الداخل؟ وإلا في الفضاء
المجازي هناك أحاديث مستمرة عن البدلاء، لآن سوق طرح البديل منتعش الآن وهناك كثيرون من
يدعون أنهم هم البدلاء. طبعًا هناك أسباب أخرى تقف وراء فبركة البدلاء. يريدون إقصاء البديل
الحقيقي والرئيسي. في الواقع هؤلاء متحدون عمليًا مع النظام في موقفهم الرجعي. من يدعي كونه
البديل، يجب أن يكون هدف معاداته واضحاً ؟ وهو النظام. ولكن هؤلاء يستهدفون مجاهدي خلق.
وهي القوة التي تقاوم وتصمد وتقدم التضحية وتعاني وتتحمل الضغوط، هؤلاء وبدلًا من الضغط
على النظام، يستهدفون مجاهدي خلق والمعارضة لهذا النظام. ولهذا السبب فإن مجاهدي خلق هي
المعيار. وإذا كان هناك تيار سياسي أصيل حقًا فعليه أن يتعاطف مع مجاهدي خلق، حتى ولو كان على
اختلاف مع المنظمة أو له انتقاد عليه، ولكن لا يجب آن يعادي ويستهدف مجاهدي خلق. هؤلاء الذين
يمدحون قوات الحرس، هدفهم إضعاف البديل الثوري والتصدي له، بدلًا من دفع الثمن. هؤلاء يراهنون
علي قوات الحرس فيما هي تشكل العمود الفقري للقمع لدى النظام. وإذا انهارت قوات الحرس،
فسينهار النظام. وإذا راهن تيار على قوات الحرس، فهو ليس بديلًا للنظام. كأنه يبحث عن حل من داخل
النظام. بينما حتى التيارات المتشدقة بالإصلاحية داخل النظام، لم تكن الحل. فهؤلاء راهنوا على قوات
الحرس وهذه المخططات الآن تم الكشف عنها وآصبحت بلا محتوى، وإذا كان هناك طرف يناضل ضد
النظام وله عناصر يناضل في الداخل، فهذه المقاومة تتعزز ولا تضعف.
سؤال: على هامش مؤتمر ميونيخ، طلب وزير الخارجية الأمريكي من الاتحاد الأوروبي أن ينسحب من
الاتفاق النووي ولكن السيدة موغريني ترى البقاء في الاتفاق النووي ضمانًا لأمن أوروبا، لماذا تتساوم
مع نظام ولاية الفقيه؟
مهدي براعي: إنهم يستدلون إذا حصل النظام على السلاح النووي، فَإن أمن أووربا عندئذ يتعرض
للخطر. وبالنتيجة يجب أن يبقى الاتفاق النووي مع النظام. حتى لا يحصل هذا النظام على السلاح
النووي. ولكن ما هو الواقع؟ الواقع هو وجود هذا النظام. وهذا تنازل يمنح للنظام. ويشجعه على
العمل في مجالات أخرى. ناهيك عن أن هذا النظام يتابع المشاريع النووية الآن سرًا. صالحي رئيس
منظمة الطاقة الذرية للنظام قال إننا أخفينا الأنابيب عن أعين مفتشي الأمم المتحدة. الواقع أن وجود
هذا النظام هو نفسه مصدر الأزمات. ولهذا السبب فهذه السياسة هي سياسة باطلة وفي جوهرها
تريد تآمين مصالحهم وسبب إقامة العلاقات يعود المصالح الاقتصادية ويريدون تأمين مصالحهم
الاقتصادية من خلال صفقات اقتصادية. وهم يبحثون عن خطة وغطاء يؤمن مصالحهم ولا يعلمون أن
هؤلاء يتضررون استراتيجيًا ويتعرض أمنهم للخطر.
سؤال: هل مؤتمر وارسو، كان إجماعًا للاحتجاج على أعمال النظام الإيراني المدمرة أم من أجل حسم
مستقبل النظام وكيف سيدور الوضع نحو إسقاط النظام؟
مهدي براعي: مؤتمر وارسو كان إجماعًا دوليًا. ولأول مرة عقد هكذا مؤتمر ليصلوا إلى إجماع عالمي
على أن النظام الإيراني هو العنصر التدميري الرئيسي. وهذا في نهاية المطاف، يسقط الدعم للنظام
وإسناده، بل يدخلون في معترك وصراع ضد النظام. ولهذا السبب نرى أن هذا المؤتمر قد أحرج النظام
الذي أبدى توجعه وتآلمه من ذلك. ونتيجة هذا المؤتمر تعزيز مكانة بديل النظام. ويفتح المجال أمامه
لكي يمضي قدمًا إلى الأمام في تمرير سياسته لإسقاط النظام. مؤتمر وارسو قد غيّر معادلات كثيرة.