لاجديد في صراع الاجنحة : منى سالم الجبوري
مرة أخرى تعود الى الواجهة قضية الصراعات الجارية بين الجناحين الرئيسيين للنظام الحاکم في إيران،
وبعد أن تم إستهداف نائب الرئيس السابق أحمدي نجاد، فإن الهدف الجديد هو شقيق الرئيس الحالي
ومستشاره في نفس الوقت حيث بدأت محاکمته منذ يوم الثلاثاء الماضي بتهم الفساد وسرقة ملايين
الدولارات من المال العام.
محاکمة شقيق روحاني المتهم باختلاس 15 مليون دولار والتورط في أحد ملفات الفساد الاقتصادي
الكبرى وتلقيه رشاوى عديدة، يأتي في وقت صار هناك ترکيز کبير على الفساد غير العادي في إيران
ولاسيما من جانب الاوساط الدولية وتأکيدها على إن القادة والمسٶولين الايرانيين قد إستئثروا
بالاموال العامة ونهبوها بغير وجه حق، هذا الى جانب حالة الغضب غير العادي داخل أوساط الشعب
الايراني من الفساد ويبدو إن تقديم شقيق الرئيس للمحاکمة بتهمة الفساد وإختلاس الاموال العامة
يمکن أن يکون بمثابة تهدئة لخاطر الشعب الايراني من جهة وکرسالة للأوساط الدولية التي باتت ترکز
على هذا الملف الهام في إيران بإعتبار إن النظام لايتسامح مع الفاسدين.
هذا الاسلوب من معالجة الفساد والذي تلجأ إليه السلطات الايرانية کلما تعالت الاصوات وطالبت
بالکشف عن خفاياه، هو أشبه بالذي يوحي بالامساك بلص في غابة من اللصوص! إذ أن ملف الفساد
في إيران وفيما لو تم التعرض له بجدية وفتح کما يجب، فإنه سيشمل حتما معظم الرٶوس الکبار في
جناحي النظام، خصوصا وإن إختفاء مئات المليارات من الأموال العامة الايرانية ومن دون طرح مبررات
مقنعة ودامغة لها، يدل وبکل بساطة إن الفساد في أعلى السلطة والتضحية بأکباش فداء معينيين
في الاوساط الحاکمة وبصورة رمزية إنما هو من أجل ذر الرماد في الاعين، في حين تبادر السلطات
الايرانية لتنفيذ أحکام الاعدام بغيرهم في خارج هذه الاوساط کما جرى في قضية سوق العملات!
لاجديد في صراع الاجنحة، وليس هناك من أي شئ يدل على إنه يسير في مسار أو معترك جديد أو
مختلف عن السابق، بل وحتى إنه ليس هناك مايدل أيضا على جدية طهران في فتح ملفات الفساد
ومعالجتها بصورة حاسمة کما يتطلب الامر، وإنما هو کما إعتادت السلطات الايرانية في التعرض لها
بالاسلوب المحدد المستخدم والموظف من أجل إمتصاص النقمات وحالات الغضب، لکن المشکلة
التي تقف أمام طهران هذه المرة هي أن هناك متابعة دولية لهذا الملف الذي يکاد أن يکون کافة
القادة والمسثولون الايرانيون متورطون فيه، وهذا الاسلوب لايمکن أن يفيد بشئ بل إنه أشبه مايکون
بأن تضحك طهران على ذقنها!
بحزاني