الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

خامنئي وثنائية التحذير وخيبة الأمل في رسالته بمناسبة النوروز

خامنئي وثنائية التحذير وخيبة الأمل في رسالته بمناسبة النوروز

خامنئي وثنائية التحذير وخيبة الأمل في رسالته بمناسبة النوروز

 

 

خامنئي وثنائية التحذير وخيبة الأمل في رسالته بمناسبة النوروز- لقد أبدى خامنئي في كل من

رسالته بمناسبة النوروز وكلمة ألقاها في مدينة مشهد مستوى جديدًا من التخبط والمأزق والإفلاس

تعرض لها هو ونظامه خلال تضاربات عديدة بشأن أزمات ساورت نظامه.

 

التدليس والغش بشأن تقدم صناعة البلاد عقب إغلاق وإيقاف 70%من صناعة البلاد!في رسالته

بمناسبة النوروز كان خامنئي قد اضطر إلى الإذعان بالظروف الاقتصادية الكارثية و«انخفاض قيمة

العملة الوطنية والقدرة الشرائية للناس ومشكلة المعامل وقلة العمل وإغلاق المعامل»، إلا أن

خامنئي في تصريحاته في مدينة مشهد هاجم الغرب كأنه لا يقدر على مشاهدة حالات التقدم

الباهرة للنظام حيث قال: «وليفتحوا عيونهم العمياء ليروا أن أفضل صناعاتنا وأكثر صناعاتنا الكبيرة

تقدمًا، والتي تتصدر اللائحة في التنافس مع البلدان الأولى في العالم… إننا اليوم، في مجالات

الصناعات المتقدمة في العالم، في مجال النانو، وفي المجال النووي، وفي مجال الصواريخ، وفي

تقنيات الأحياء، وفي سائر الفنون والتقنيات المتطورة في العالم، نسجل اليوم أرقامًا عالية ونقف

في الصفوف الأمامية».

 

الزهايمر أو …؟!
هناك الكثير من الحالات المماثلة لمثل هذا التضارب في كلمة خامنئي بمدينة مشهد حيث اتهم

عددًا من عناصر النظام أنه «قد صرحوا حول العام 98 وقالوا بأنه عام التهديدات. إنني لا أوافق

هذا الرأي على الإطلاق. وأرى أن العام 1398 سيكون بتوفيق من الله عام الفرص، عام الإمكانيات

والانفراج».

وكأن الولي الفقيه المفلس والعاجز في النظام المتخلف كان قد نسي بأنه حذر قواته وأعلن لها عن

حالة تأهب خلال تصريحات أدلى بها في 12ديسمبر/كانون الأول 2018 بكل تأكيد حيث قال:

«ينبغي علينا جميعًا أن نكون يقظين متنبهين. أمريكا عدو خبيث ومحتال. فقد تكون هذه خدعة

ومن الممكن أن يثيروا الضجيج في سنة 97 لكنهم يرسمون الخطة لسنة 98… توصيتي لكل شبابنا

ولكل مؤسساتنا ومجموعاتنا المختلفة ولكل الجمعيات والتيارات السياسية في البلاد هي أن يحذروا

ولا ينفعوا الأعداء ويحذروا من أن يعدوا الساحة للأعداء ويكونوا يقظين واعين. إذا غفلنا وأخذنا

النوم فإن نفس ذلك العدو الضعيف سوف ينفث سمومه» و…

وبعد تلك الكلمة واظب خامنئي على تحذير قواته ومسؤولي النظام بخصوص خطر ينتظر النظام

في الكمين في عام 1398 (الإيراني) أكثر من مرة معلنًا عن الخطر ومن هنا باتت العناصر ووسائل

الإعلام للنظام تردد الإنذار والتحذير وإبداء الخوف من عام 98 بالتواصل.

 

أن تخشى عناصر قوات الحرس أو لا تخشى أخيرًا؟
يبدو أن خامنئي عرف أن هذه التحذيرات شددت فقدان عناصره معنوياتها وتسارع وتيرة التساقط

والانهيار في النظام لأنه وخلال 4كلمات متتالية أدلى بها كان بيت القصيد من كلامه المخاطب

لمسؤولي النظام أن «لا تخافوا!» و«لا تيأسوا وتفقدوا آمالكم» وأن «لا تساوركم الكآبة والملل»

وما إلى ذلك…

هاجم خامنئي نفسه!
وهذه المرة (كلمة يوم 21مارس/آذار) إ‌ذ تجاهل ما أطلقه من تحذيرات في وقت سابق بخصوص

خطط العدو في عام 1398، هجم على فئة من عناصر النظام التي حذت حذوه في التحذير والإنذار

تجاه الأخطار اللاحقة حيث قال: «والذين يصرحون بآراء أخرى ويستعرضون التهديدات دائمًا أمام

هذا وذاك، هم بالتأكيد متأثرون، عن وعي أو عن غير وعي، بتهويلات أعداء هذا الشعب

وتهديداتهم».

مواجهة اليأس وخيبة الأمل وتساقط قوات الباسيج
والجدير بالذكر أن خامنئي في اجتماعه مع أعضاء مجلس خبراء النظام المتخلف أشار إلى

11تضاربًا مستعصيًا للنظام تحت عنوان «١١ثنائية». ويبدو أنه ينبغي الآن إضافة ثنائية التحذير

وخيبة الأمل إلى قائمة الثنائيات في أقل تقدير. إن خامنئي بحاجة ماسة إلى جعل قواته يقظة

ومتنبهة لمواجهة خطر يتربص بالنظام في عام 1398من جهة، إلا أن هذا التنبيه والإعلان عن

التأهب، جعلا القوات يساورها الذعر والفزع أكثر من أي وقت مضى مما جعلها تواجه التساقط

وانهيار المعنويات من جهة أخرى، حيث اضطر الولي الفقيه في النظام المتخلف وعملاؤه إلى

التهويلات والمناورات الفارغة لكي يحيوا معنويات قواتهم وليست النتيجة (وإن ترتبت على ذلك

نتيجة) إلا الغفلة والتهاون من طرف وحالات التراوح لخامنئي بين هاتين الضرورتين من طرف آخر.

 

عقوبات، فرصة أو تهديد؟
وأشار خامنئي في تصريحاته إلى التأثيرات القاتلة للعقوبات مذعنًا بأنه «أننا يجب أن لا نتأوه

ونشتكي من الحظر، كما ينبغي أن لا نتوقع الكثير ممن فرضوا الحظر أي أمريكا وأوروبا» إلا أنه

زعم من باب آخر أن «الحظر يمكن أن يكون فرصة» مما يؤدي إلى الزيادة والاكتفاء الذاتي.

 

انسحاب أوروبا من الاتفاق النووي!؟
من التناقضات والتضاربات في كلام خامنئي يمكن الإشارة إلى قضية الاتفاق النووي. وإذ أطلق

الآهات إزاء انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، اشتكى من أوروبا وقال: «إنهم

في الوقت عينه الذي كانوا ولا يزالون يؤكدون فيه علينا دومًا أن ”حذارِ أن تخرجوا من الاتفاق

النووي“ قد خرجوا عمليًا منه، أي إنهم وضعوا حتى أنواعًا جديدة من الحظر ضد إيران». غير أن

الولي الفقيه المفلس في النظام المتخلف الذي كان قد هدد في وقت سابق أنه وفي حاله تمزيق

الولايات المتحدة الاتفاق النووي فإننا سوف نحرقه، كما وعد في وقت لاحق بأنه سوف يمزق

الاتفاق النووي إربًا إربًا، تذرع في الوقت الحالي من ذروة الإفلاس بهذا الاتفاق النووي الذي سبق له

أن وصفه بالخسارة البحتة وذلك رغم اعترافه بخروج أوروبا من الاتفاق النووي عمليًا».

قناة إينستكس المالية، مزاح مرير من جانب الأوروبيين!

وفضلًا عن ذلك، لقد اتهم خامنئي في تصريحاته أوروبا أكثر من مرة بالطعن في الظهر والغدر كما

فند القناة المالية للأوروبيين أي إينستكس حيث قال: «وهذه القناة المالية التي يجرى الحديث عنها

مؤخرًا باستمرار، وأنهم أوجدوا قناة مالية، هي أشبه بالدعابة والهزل، وهي حتماً دعابة مريرة».

 

رغم كل ذلك، لا أقطع العلاقات!
ورغم كل ذلك، اعترف الولي الفقيه في النظام المتخلف بكل صراحة ببطلان تصريحاته قائلًا: «هذا

الكلام الذي أقوله لا يعني أبدًا قطع العلاقات مع البلدان الغربية، فلا مانع من العلاقات». كما ألقى

اللوم على المهمومين في النظام ممن يستنتجون قطع العلاقات مع أوروبا والانسحاب من الاتفاق

النووي من تصريحاته متهمًا إياهم بالمغالطة.

وحاول خامنئي في كل من رسالته بمناسبة النوروز وتصريحاته من خلال التظاهر بالمعارضة

والبراءة أن يقدم ما يسمى بالحلول من أجل معالجة القضايا والمشكلات، غير أن حلوله لم تكن

سوى التلاعب بالألفاظ وذكر القضايا العامة والتذمرات المتكررة والمعالجة المضحكة بالضروريات.

 

تسمية تافهة للأعوام من جانب خامنئي من جديد
أعلن خامنئي في رسالته أن عام 1398 (الإيراني) هو عام «ازدهار الإنتاج» متذرعًا بـ«إذا» و«في

حالة» بخصوص سبب هذه التسمية حيث قال: «إذا دارت عجلة الإنتاج فيمكنها حل المشكلات

المعيشية، ويمكنها أيضًا تأمين استغناء البلاد عن الأجانب والأعداء، ويمكنها كذلك معالجة مشكلة

فرص العمل، بل يمكنها حتى أن تبدد مشكلة قيمة العملة الوطنية إلى حد كبير»، كما أذعن في

نفس الوقت بهزيمة منيت بها تسمية عام 1397 (الإيراني) يقول: «لقد أعلنا سنة ١٣٩٧، سنة ”دعم

البضائع الإيرانية“، ولا نستطيع القول إن هذا الشعار قد تحقق بشكل كامل».

 

خامنئي وفساد متفش في النظام
وفيما يتعلق بالفساد المتفشي في النظام بينما أظهر خامنئي نفسه كناظر بريء قال: «ويرى المرء

أساليب عجيبة وغريبة للاستغلال… على المسؤولين المراقبة والرصد، سواء في ذلك السلطة

التنفيذية أو السلطة القضائية أو الأجهزة الرقابية»، «يجب الحؤول دون الاستيراد المنفلت…».

وثم اشتكى يقول: «ويتحدث الأصدقاء والمسؤولون وغير المسؤولين عنه دومًا، ويرفعون شعار

الاقتصاد المقاوم ويبينونه… لكنه لم يتحقق عمليًا، والسبب هو أن الواردات لا تزال موجودة

[بكثرة]، ويرى المرء أن الأسواق تعج بالواردات، فتؤدي إلى فشل الإنتاج الداخلي. إنهم يستوردون

من الخارج الأشياء عينها التي تنتج في الداخل، وهذا يؤدي إلى فشل الإنتاج الداخلي. فليمنع

المسؤولون هذا الشيء».

 

ملالي ومرض التكاسل المزمن!
تهكم خامنئي على روحاني وأداء حكومته بخصوص القضايا الاقتصادية قائلًا: «لن تعالج بالكسل

والتثاقل وقلة الاندفاع. يجب العمل بطريقة جهادية وينبغي للإدارات الجهادية أن تحيط بقضايا

البلاد الاقتصادية».

ملالي ومهنة سحب البساط من تحت أقدام البعض!
وهكذا ردد خامنئي في كلمته بمناسبة النوروز في مشهد، 60مرة على الأقل ما ينبغي أن يكون وما

لا ينبغي محملًا كافة المسؤوليات على حكومة روحاني، ولم يتحمل أية مسؤولية بشأن القضايا

المطروحة على طاولة النظام وحسمها.

ولم يكن من سبيل الصدفة أن روحاني في رسالته بمناسبة النوروز تهكم على قضية عدم تحمل

خامنئي مسؤولية الهزائم والأزمات بقوله: «علينا جميعًا أن نشعر بالمسؤولية ولا نحملها لهذا

وذاك». وإذ أشار إلى الظروف الخطيرة الراهنة حاول من خلال إدخال الولي الفقيه في القضية

فضلا عن السلطتين الأخريين للنظام وقوات الحرس، إنقاذ نفسه وحكومته المتورطة في وحل

الأزمات.

وكما يقول المثل «یکفیک مما لا تری ما قد تری» يمكن أن نجد بكل وضوح من رسالة خامنئي

وكلمته بمناسبة النوروز ورسالة روحاني بمناسبة النوروز كذلك أن عام 1398 (الإيراني) سوف يكون

عامًا مظلمًا وصعبًا للنظام حيث تبلغ أزمة الإفلاس وعدم الحسم بالأحرى أزمة الإسقاط ذروتها.

ولكن من البديهي أن التأريخ لن يبقى لينتظر وراء الظروف غير الحاسمة للولي الفقيه المفلس في

النظام المتخلف، وإنما أصدر قراره بخصوصه ونظامه العائد إلى الماضي وسوف ينفذ هذا القرار

بيد الشعب والمقاومة المحررة التي هي في غاية الازدهار والاقتدار.