الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

تكتيكات «الحرب النفسية» لوزارة المخابرات للنظام الإيراني (الجزء الأول)

انضموا إلى الحركة العالمية

تكتيكات «الحرب النفسية» لوزارة المخابرات للنظام الإيراني (الجزء الأول)

تكتيكات «الحرب النفسية»
تتحمل وزارة المخابرات للملالي مسؤولية تشخيص وتقييم وتخطيط الخطة لإحباط التهديدات ضد نظام ولاية الفقيه. ويستفيد هذا الجهاز من تجارب «سافاك» (الجهاز الاستخباري والأمني للشاه) والأجهزة الأمنية لمختلف البلدان إلى حد كبير لكي لا يواجه نظام ولاية الفقيه القروسطي مصير نظام الشاه حيث شاهد تجربة سقوطه في الماضي القريب. وطبقا لهذه التجارب يعرف أن الاستياء الاجتماعي في إيران يمكن أن يشكل تهديدا لنظام الملالي عندما يخضع لقيادة «منظمة مجاهدي خلق الإيرانية» بصفتها «الند الوحيد» للنظام. وكان خامنئي الولي الفقيه في هذا النظام قد أكد بعد انتفاضة كانون الثاني/ ينار 2018 يقول:

ـ « ولكن ليميز المسؤولون المعنيون بين الشخص الذي، كما قلنا، تثيره المشاعر والهياج في الفضاء الافتراضي فيفعل شيئاً أو يقول شيئا، وبين ذاك المرتبط بـ … [مجاهدي خلق] ويعمل لها. هؤلاء لا يستوون».

كما أكد في الذكرى السنوية لموت خميني الدجال هذه الإستراتيجية مرة أخرى وقال:

ـ «من الممكن أن يكون لدى مجموعة من الأشخاص في مدينة أو موقع في البلاد مطلب ويجتمعون داعيين إلى متطلبات، وعلى سبيل المثال هناك عمال يطالبون بمتطلبات عمالية أو مجموعة من المواطنين في مدينة يطالبون بمتطلباتهم المدينة. ويخطط الأعداء في مثل هذه النقاط ويدخلون عناصرهم المتسللة … بأعداد قليلة في هذه التجمعات لتحويل تجمعات المواطنين إلى حركات ضد الأمن والاضطرابات ليشوهوا بها سمعة هذا البلد وهذه الأمة ونظام الجمهورية الإسلامية، وليأخذ المواطنون في كل أنحاء البلاد هذا الأمر بعين الاعتبار، إنه خطة العدو ونحن مطلعون عليها، إنهم خططوا من أجل ذلك …» (موقع خامنئي 5حزيران/ يونيو 2018).

كما ظهر كبير الجلاوزة في السلطة القضائية لنظام الملالي إلى الساحة أكثر من مرة بعدما فشل في احتواء الاحتجاجات الاجتماعية بعد كانون الثاني/ يناير 2018 وطرح صلب الموضوع على الطاولة يقول:
ـ «ويشرف الجهاز القضائي بمساعدة مراقبيه على أنه من أين تأتي بعض التحركات ولا بد لقوى الأمن الداخلي والقوات الأمنية من التمييز بين الاحتجاجات الشرعية لمهنة ينبغي الاهتمام بمشكلاتها ومعالجتها والركوب على الأمواج من قبل [مجاهدي خلق] والأعداء. وليعلم من ينوي استغلال بعض الأجواء ليعرض أمن البلاد والمواطنين للخطر أن النظام لن يبقى صامتا وسوف يتعامل معه بكل صرامة» (وكالة أنباء قوات الحرس التابعة لخامنئي المسماة بفارس 28أيار/ مايو 2018).

ولذلك يكمن البقاء في السلطة وإحباط تأثير الاستياء الشعبي والحركات الاحتجاجية المتزايدة في المجتمع في قطع العلاقة بين الاحتجاجات الاجتماعية والقوة القادرة على قيادة الاحتجاجات والنضالات. ومن هنا تتبين ضرورة التقويض والإبادة والقمع الاجتماعي والإرهابي ضد «مجاهدي خلق» لنظام ولاية الفقيه المتخلف والذي لا يقدر على معالجة القضايا الاجتماعية بطريقة ديمقراطية، لأنه يرى نمو معارضيه يعادل موته وسقوطه، ولكن تمرير الإجراءات الهمجية واللاإنسانية بلا هوادة يكلفه ثمنا كما يشوه سمعة نظام ولاية الفقيه على الصعيدين الاجتماعي الدولي والأهم من الكل هو أن نتائجه قصيرة الأمد وتكتيكية، وصحيح أن الفكرة المتطرفة للملالي لا تهتم بالرأي العام للمواطنين الإيرانيين والعالم ولكن تأثير جرائمه الهمجية خاصة عندما تتجسد في المجازر والإبادة، من شأنه أين يشكل تقييدات لنظام ولاية الفقيه ويكلفه ثمنا في العالم اليوم. ولذلك يخفي ويتستر على هذه المآرب والأعمال الإجرامية.

ومن هنا تذرع نظام الملالي بتكتيكات «عمليات الحرب النفسية» والغش والاحتيال والغطاءات الاستخبارية لإخفاء جرائمه والطرق المؤدية إليه بل يضفي طابعا شرعيا ومقبولا له. ولذلك باتت «العمليات النفسية» في هذه الدكتاتورية الهمجية التي تتميز باحتيالها ودجلها ومراوغتها للجميع بمثابة قضية ملحة وماسة تحتاج إليها يوميا. «الحرب النفسية» و«تصفية المعارضين» وجهان لعملة واحدة يستكمل أي واحد منها الآخر ويمهدان الطريق للبعض ويطوران مكاسب البعض!

وجاء في تعليمات وزارة المخابرات كالتالي:

«… غطاء هو عبارة عن: شكل أو حالة للحماية بهوية غير حقيقية تمنح للوكيل والمهمة والوثائق وما إلى ذلك، لكي لا تثار حساسية الطرف المقابل حين تنفيذ الإجرءات المخولة (المهمة) تحت عنوان نشاطات عادية مما يتسبب في الحد من الكشف عن الهوية والأهداف المطلوبة حتى يمكن الحصول على الأهداف المحددة (رستمي نيا، عابديني، 1392: 26)».

وطبقا لهذه الضروريات ومنذ اليوم الأول لوصول خميني إلى السلطة وتزامنا مع منحني الهبوط لفقدان نظام خميني قاعدته الشعبية وفي المقابل منحني الصعود للقاعدة الشعبية لمجاهدي خلق بين المثقفين والشباب والنساء في الوطن، يتصاعد منحني «الحرب النفسية ضد مجاهدي خلق» و«التصفية الجسدية» بحقهم. وإلقاء نظرة على خلفية الحرب النفسية في حكم الملالي ومشاهدة «تطورات مجاهدي خلق» تزامنا مع تشديد «القمع» و«التشهير والتسقيط» ضدهم، يبين صورة واضحة عن حالات الغش والاحتيال لحكم الملالي في هذا الشأن مما سوف نتطرق إليها في الأجزاء القادمة.

نقلا عن موقع مجاهدي خلق